أحلام بأفراح مؤجلة للأبد.. 4 نماذج من ضحايا الحرب في غزة

أحلام بأفراح مؤجلة للأبد.. 4 نماذج من ضحايا الحرب في غزة

مقتل عشرات الأطفال في غزة وتضرر 35 مدرسة

للحرب الإسرائيلية على غزة وجوه كثيرة من القسوة والمعاناة, ضحاياها لا ينزفون دماً فقط، بل النزيف قد يكون أحلاماً ومستقبل حياة.

ومع كل غارة تشنها إسرائيل على غزة تغتال حلماً لشاب كان يتحضر لحفل زفافه لتخطف خطيبته ويتحول فرحه إلى مأتم، أو تدمر منزلاً صغيراً كان عروسان يجهزانه مثل “عش عصفور” قشة من فوق قشة. وشباب حالم دفنت مشاريعهم الصغيرة في “مقبرة” من ركام مبان مدمرة.

فاف صامت

بالأمس كان من المفترض أن تزف سلوى نوفل عروسا إلى عريسها طبيب الأسنان صبحي زياد، بعد تأجيل فرحهما في مرتين سابقتين، غير أن الحرب فرضت عليهما “زفافاً صامتاً”.

وقرر زياد وسلوى إلغاء مراسم فرحهما بسبب ظروف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، لليوم العاشر على التوالي، وكتب زياد على صفحته الشخصية على فيسبوك “كيف نفرح وفي وطني شهيد”.

وتأجل فرح زياد وسلوى مرتين سابقتين بسبب تفشي جائحة كورونا، وحالة وفاة في العائلة، وحددا موعداً ثالثاً لزواجهما في 18 من الشهر الجاري.

تفق العروسان الشابان على الاكتفاء بـ “زفاف صامت”، والالتقاء كزوجين تحت سقف منزل كانت سلوى قد قامت بتجهيزه قبيل اندلاع الحرب, تحضيراً لدخوله عروسا بعد حفل زفاف يشاركها فيه الفرحة الأقارب والأحبة.

وقال زياد “ذهبنا إلى منزلنا حاملين في قلبينا كل الحب لبعضنا البعض والأمل أن يغمر بيتنا الفرح والسعادة (..) وأن تشاركونا فرحتكم لنا في قلوبكم والدعاء لنا بكل خير.. تمنياتي لكم جميعا بالسلامة التامة وأن ينتهي هذا العدوان الغاشم في أسرع وقت”.

رحلت سيدة حور العين

تزوج زياد وسلوى، لكن أنس اليازجي لن يتزوج بخطيبته شيماء أبو العوف التي خطفت روحها غارة إسرائيلية دمرت منزل عائلتها في شارع الوحدة بمدينة غزة فوق رؤوس ساكنيه، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.

شيماء شابة عشرينية حافظة للقرآن الكريم وطالبة في السنة الثالثة، كانت تسابق الزمن من أجل أن تصبح طبيبة أسنان، ويقول أساتذة وزملاء لها نعوها بكلمات تقطر حزناً إنها كانت متفوقة، تحلم بيوم التخرج، ومن اشتياقها لممارسة المهنة عملياً كانت تطلب من زملائها أن تفحص أسنانهم.

كان مقرراً أن تزف شيماء عروساً إلى عريسها أنس بعد عيد الفطر، لكن ربما استكثرت عليهما غارة إسرائيلية هذه الفرحة وعصفت بأحلامهما التي اختلطت مع دمائها وأشلائها وحجارة منهارة فوق ملابسها وكثير من “هدايا الخطوبة”، إلا “شنطة أدوات طبية” كانت تحلم أن تستخدمها يوماً.

كلمات شيماء الأخيرة لخطيبها أنس على الهاتف كانت “أنا خائفة”، ويقول أنس “طالبتها بالاحتماء في مكان آمن، ووقع انفجار عنيف وارتقت شهيدة.. ودعتها وكانت مبتسمة، إنها في الجنة سيدة حور العين”.

مقبرة الأحلام

فقد أنس خطيبته ولم يتحقق حلمهما في الحياة معاً في “بيت آمن يملؤه الحب”. أما مهند النواتي وعروسه هبة حرز الله فخسرا كل متعلقات فرحهما وما يطلق عليه شعبياً “جهاز العروس” من ملابس وتجهيزات أخرى، تحت أنقاض منزل ذوي العروس المجاور لعمارة كحيل التي استهدفتها غارة إسرائيلية سوتها بالأرض.

ووقف مهند وهبة واجمين ينظران بذهول إلى ركام العمارة المكونة من 5 طوابق وقد انهارت على منزل متواضع لأسرة حرز الله، ودفنت تحتها أحلامهما البسيطة.

ويقول مهند إن فرحه وعروسه هبة الذي كان مقررا هذه الأيام قد تأجل إلى أجل غير معلوم جراء ما حلّ بهما.

أحلامي وحياتي تنهار أمامي

وفي العمارة نفسها وهي قريبة من جامعات رئيسية في غزة، وجد فيها الشاب شعبان سليم مكاناً مناسباً لمشروعه “مكتبة اقرأ الجديدة”، التي تناثرت كتبها ودمرت محتوياتها، ويقول “دمروا حلمي وكل ما أملك”.

بعد عمله عاملاً في مكتبة 7 أعوام، نجح شعبان في افتتاح مكتبته في العام 2016، كانت بالنسبة له “حلم الحياة”، وقد أنفق فيها كل مدخراته التي جمعها على مدى سنوات من العمل والتعب.

ويشعر شعبان بغصة في قلبه، وقال “لقد أصابتني صدمة عندما علمت بتدمير العمارة تضم مكتبات ومراكز دراسات وخدمات طلابية، وشعرت أن أحلامي وحياتي تنهار أمامي في لحظة قاسية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: