حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أخبار2020 لن تكون «سارة»

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أرجو من كل الذين راهنوا على «انتصار» ارادة الشعوب العربية، ومن الآخرين الذين «تلبستهم» قضية الوحدة العربية، وعودة فلسطين الى اصحابها الحقيقيين، وغيرهم ممن لا زال «مسكونا» بهواجس الحرية والكرامة والديمقراطية ارجوهم جميعا ان يفتحوا عيونهم على الحقيقة وان يخرجوا من حالة «الاكتئاب» والاحباط ويتمسكوا «بالامل» حتى وان كانت كل المؤشرات والوقائع والتوقعات تسير في عكس الاتجاه.

لدي ايضا رجاء اخر، وهو ان ينهض «العقلاء» والحكماء الذين غابوا او غيبوا لمصارحة الناس بان امتنا في هذا العام وربما لاعوام قادمة طويلة ستدفع «ضريبة» صحوتها، وستتعرض لمزيد من الهزائم والانكسارات والتصفيات لكن هذه ليست نهاية التاريخ، وانما جزء من اطواره ودوراته او -ان شئت – بداية  لتاريخ اخر لا يمكن ان يُكتب بدون «تضحيات» وذلك اختبارا للأمة وتمحيصا لها.

في الاعوام الثلاثة الماضية اعتقدنا –او بعضنا على الاقل- ان التحولات التي مرّت بعالمنا العربي ستكون نهاية لعقود من الاستبداد والفساد، وان طريق الثورات سيمر «بفلسطين»، وان بيننا وبين الديمقراطية التي ينعم بها غيرنا من الشعوب خطوة او خطوتين، لكن سرعان ما تبدد هذا التفاؤل، وسرعان ما ادركنا اننا محكومون لمشاعر من الامنيات والرغبات، وبان ما حدث من وقائع واحداث قد فاجأتنا فدفعت ببعضنا الى «نعي» الربيع العربي، ودفعت آخرين الى «الشماتة» بنا.

على ايقاع «اجهاض» الثورات العربية جرت «المصالحة» بين ايران «والشيطان الاكبر» وتحوّل «الفقيه» المحاصر الى «فقيه مسلّح» واصبح بمقدوره ان يجلس على الطاولة مع «الكبار» لكي يتفاهموا جميعا على رسم خرائط جديدة لدوائر المصالح والنفوذ في المنطقة، واكتشف العرب انهم تحولوا من «اطراف» فاعلة نسبيا في تقرير مستقبل منطقتهم الى «مجرد» موضوع للنقاش واجندة على الطاولة، وفي هذه الاثناء جرت محاولات لاضعاف تركيا من خلال «ترويض» حكومتها الاسلامية، وكان المطلوب اشغالها ودفعها الى الانكفاء لمصلحة بروز قوتين فقط «ايران واسرائيل» وذلك لتسهيل تمرير «الصفقة» الكبرى التي اعتقد ان عنوانها الاساسي هو «تصفية» فلسطين.

هذه المقدمات التي بدأت بإجهاض الثورات العربية وطمس معالم «ربيعها» المتخيل، وانتهت بترسيم مناطق «المصالح والنفوذ» ، كانت نتيجتها بالطبع –مفهومة-،  وهي حل «عقدة» الصراع العربي الاسرائيلي من خلال استغلال ضعف العرب والاستفراد بالفلسطينيين، واذا تحققت هذه الصفقة في ظل هذا التطرف التاريخي الذي جرى «تكييفه» وتوظيفه بمهارة فان امريكا تحديدا ( والغرب عموما ) التي عانت من «صداع» التدخل السياسي والعسكري في هذه المنطقة لحماية اسرائيل ستجد امامها بابا مناسبا للخروج من هذه المنطقة لترتيب اولوياتها مع الشرق ( الصين)  الذي اصبح ينافسها ويهدد مصالحها.

ارجو مرّة ثانية، ان لا تصدمنا هذه الحقائق والوقائع فالاسلام السياسي خرج من المولد بلا « حمص»  ولن يعود اليه، والنظام السوري سيبقى ضعيفا  ولن يخرج من الحكم، وامكانيات اسرائيل لفرض شروطها علينا جميعا اصبحت واقعا وحقيقة، والعراق سيدخل مجددا في حروب «الطوائف» والمذاهب، ومجالات استعادة الشعوب العربية «لعافيتها» التي مكنتها من مواجهة انظمتها تبدو ضعيفة وبعيدة ايضا في المدى المنظور.

 وهكذا فان اخبار هذا العام 2020 لن تكون «سارة» ، ومن واجبنا ان نستقبلها «بعقولنا» لا بعواطفنا، لانها فرضت نفسها علينا «لا تسأل لماذا؟» ولان محاولة التغطية عليها مجرد «وهم» نهرب اليه لأننا لا نريد ان نصدق بأننا هزمنا في هذه المرحلة وبأن «دورة» التاريخ التي «توهمنا» بأنها اكتملت لم تكتمل حقا وانما ما تزال «تدور» في «فلك» المخاضات..

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts