أزمة في إيطاليا بسبب بيع المنازل المهجورة مقابل يورو واحد

أزمة في إيطاليا بسبب بيع المنازل المهجورة مقابل يورو واحد

قالت شبكة CNN الأمريكية، السبت 27 فبراير/شباط 2021، في تقرير لها، إن إيطاليا تبيع العديد من المنازل المهجورة في بعض المدن بلا ثمن يُذكر؛ وهو ما دفع كثيراً من المشترين حول العالم إلى الحصول على صفقة مربحة في القرى الجميلة والنائية.

إذ تبدو تلك الصفقة مربحة على كثير من الأصعدة، فمن خلالها تضخ المجتمعات التي يموت سكانها كبار السن دماءً جديدة واستثماراً مع عودة العقارات المتداعية إلى الحياة، لكن في الوقت نفسه ربما يكون هناك خاسرون في تلك الصفقة.

أزمة عمليات البيع

حيث بدأت عائلات المالكين الأصليين لبعض المنازل المهجورة في المطالبة بما امتلكه أسلافهم من منازل حجرية قديمة، قائلين إنه كان ينبغي الاتصال بهم؛ لإعلامهم بعمليات البيع.

من بين أولئك الذين يتنازعون الآن بسبب احتمالية بيع منازل عائلاتهم، جوزي فاكيني، التي تقيم في شلالات نياغرا بكندا، إذ هاجرت كونسيليا سكابيلاتي، جدة جوزي، إلى كندا في الخمسينيات تاركةً وراءها منزلاً حجرياً بقرية كاستروبينيانو في إقليم موليزي الجنوبي بإيطاليا، وكانت العائلة تزوره بانتظام على مدار السنوات الماضية.

بعد أن قرأت عن خطة قرية كاستروبينيانو بشأن إخلاء مساكنها القديمة، انتاب جوزي شعور بالقلق بشأن “الاستيلاء على ممتلكات عائلتها” وقضت شهوراً تحاول، من بعيد، التشديد على مطالبتها بالمنزل الذي تركته جدّتها منذ عقود.

جوزي ليست الوحيدة، فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات المحلية للاتصال بأسر المالكين الأصليين، يقول آخرون إنهم يخشون فقدان منازل أجدادهم، بينما يجدون صعوبة بالغة في تأكيد مزاعم ملكيتهم، بسبب المسافة، والوقت، والتعقيدات القانونية.

اعتراضات على بيع المنازل

تقول جوزي إنها أرسلت عدة رسائل بريد إلكتروني وخطاباً مسجلاً إلى نيكولا سكابيلاتي، عمدة كاستروبينيانو، دون جدوى. وفي النهاية تلقت رداً من عمدة القرية بعد ثمانية أشهر من الانتظار المؤلم، لكنه أخبرها بأنها في حاجة إلى تقديم صك ملكية؛ للتحقق من مزاعم ملكيتها للعقار.

فيما قال عمدة القرية لشبكة CNN الأمريكية، إنه على مر السنين، ربما تكون ملكية العقار قد تحولت إلى مُلاك جدد خارج العائلة، أو ورثة آخرين، أو أقارب بعيدين. كما أن لدى جوزي أقارب في إيطاليا لم تلتقِهم قط.

بعدما تلقى سكابيلاتي آلاف الرسائل الإلكترونية من المهتمين بالشراء، قال إنه حدد الشريحة الأولى من المنازل وأرسل ما يقرب من 20 رسالة إلى أصحابها الأصليين المنتشرين في جميع أنحاء العالم.

في حديثه مع شبكة CNN، صرح بأنه سيصادر العقارات ويبيعها إلى مشترين جدد ما لم يردّ المُلاك الأصليون، في إطار زمني معقول، بخطاب يوضح بالتفصيل نيتهم استعادة المباني أو تسليمها إلى السلطات. إذ يقول إن المباني في حالة خطرة ومتهدّمة.

أساس قانوني للرد على عمليات البيع

من الناحية القانونية، ترتكز تصريحاته على أساس معقول، وفقاً لأحد الخبراء. إذ يحتم على أي مالك عقار في إيطاليا الحفاظ على صيانته؛ حتى لا تتسبب حالته في ضرر لأي شخص. وقد يؤدي التقاعس عن ذلك إلى فرض غرامات ومصادرة للعقارات، وإن كان ذلك قاصراً على الظروف القصوى.

من جانبه يقول إميليانو روسو، المحامي المختص بقضايا العقارات والأستاذ المساعد في العقارات لدى كلية لويس للأعمال في روما، إنه “في حالة المخاطرة بوقوع أضرار على آخرين، قد يخضع المالك لعقوبة إدارية تتمثل في غرامات تتراوح بين 154 يورو و929 يورو (186 دولاراً و1122 دولاراً)، وفي حالة وقوع أضرار حقيقية، فقد يخضع المالك لعقوبة جنائية بالاعتقال.

كما يوضح روسو، بالنظر إلى أن هذه القواعد تهدف إلى ضمان السلامة العامة، بإمكان عُمَد القرى والبلديات إصدار أمر قضائي يطلب من المالكين إجراء الإصلاحات.

أضاف أن السلطات المحلية يمكنها ملاحقة المالكين أو ورثتهم من خلال المحاكم أو استخدام سلطاتها الخاصة لاسترداد تكلفة الصيانة أو حتى مصادرة الممتلكات.

عمدة كاستروبينانو قال أيضاً، إنه أرسل إخطارات بشأن المشروع إلى البعثات الدبلوماسية الإيطالية في الخارج. فيما تقول جوزي ،إن جميع أفراد عائلتها لم يروا أي معلومات نشرتها السفارة في كندا.

وكالة تنسيق بين المشترين

من ناحية أخرى قال نائب العمدة توتي نيجريللي، إن بلدة موسوميلي في صقلية أسست وكالة للتنسيق بين المشترين القدامى والجدد، وقد نجحت حتى الآن في بيع مئات المنازل الرخيصة.

إذ يقول نيجريللي، إن أكثر من عائلة من الأرجنتين، التي هاجر إليها العديد من السكان المحليين في العقود الماضية، تواصلت للاستفسار عن منزل العائلة القديم والمطالبة به.

وأضاف أن لديهم عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعيشون في أمريكا الجنوبية ذوي أصول ترجع إلى سكان موسوميلي الأصليين، وقد تجدد اهتمامهم بجذورهم عندما انتشرت الأخبار في الخارج عن مشروعه السكني الجذاب.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: