أطلقه السنوار في غمار مفاوضات غزة.. ما سر الرقم 1111؟

أطلقه السنوار في غمار مفاوضات غزة.. ما سر الرقم 1111؟

“سجلوا الرقم 1111 على المقاومة وحركة حماس وكتائب القسام” عبارة أطلقها رئيس الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار في ختام زيارة غير مسبوقة لرئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل إلى القطاع، فما سر هذا الرقم الذي أثار حالة من النقاش والتخمينات في غزة ممزوجة بكثير من الأمل لدى أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟

يمكن وضع هذه العبارة للرجل حاد الملامح -الذي شارف على الـ60 من عمره، قضى نحو نصفها أسيرا في السجون الإسرائيلية- في سياق جملة ممارساته التي تحدى فيها إسرائيل منذ توقف الحرب الأخيرة على غزة فجر 21 مايو/أيار الماضي.

وجاء إطلاق هذا الرقم في سياق حديث سبقه مباشرة للسنوار عن تمسك حماس بفصل صفقة تبادل الأسرى عن أي ملفات أخرى مرتبطة بحصار غزة وإعادة الإعمار.

ارتفاع منسوب الأمل

يكتسب هذا الرقم الغامض أهمية خاصة لدى فرحانة العطار زوجة الأسير حسام العطار المعتقل في سجون الاحتلال منذ الحرب الأولى على غزة 2008-2009 بتهمة الانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومنذ أن استمعت فرحانة إلى تصريح السنوار وهي لا تريد أن تسمع أي تفسير سوى أن الرقم 1111 يدل على صفقة تبادل أسرى قريبة.

وقالت فرحانة للجزيرة نت “هذا السنوار.. إن قال فعل وإن وعد أوفى، وهو يدرك ما يعانيه الأسرى في السجون كونه كان زميلا لهم قبل تحرره في صفقة شاليط، وذاق مرارة السجن ويعلم أن آمال كثير من الأسرى متوقفة على صفقة تبادل”.

وتحرر السنوار من سجون الاحتلال التي كان يقضي فيها حكما بالسجن 4 مؤبدات في إطار صفقة “وفاء الأحرار” المعروفة شعبيا باسم “صفقة شاليط” نسبة إلى الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس في عام 2006 وبادلته مع إسرائيل مقابل أكثر من ألف أسير وأسيرة.

ولا تخفي فرحانة أنها تعيش حالة من الفرح والتفاؤل أكثر من أي وقت مضى، وتشعر أن زوجها حسام المحكوم بالسجن 18 عاما يوشك أن يعانق الحرية، وتقول “على مدار السنوات الطويلة الماضية استمعنا كأهالي أسرى للكثير من الوعود والآمال، لكنها المرة الأولى التي تكون على لسان أبو إبراهيم (يحيى السنوار)، ونحن نثق به”.

وأضافت “سبق للسنوار أن وعدنا بتبييض السجون، وأنا متفائلة أنه سيحقق صفقة قريبة ومشرفة، وقد تكون على مراحل، والمرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن 1111 أسيرا من ذوي الأحكام العالية”.

وتؤمن فرحانة بأن “الله الذي كتب لنا النصر في معركة سيف القدس سيتمم فرحتنا بحرية أسرانا في سجون الاحتلال”.

وفاء الأحرار 2

بدوره، قال الكاتب المختص في شؤون فصائل المقاومة الدكتور ثابت العمور للجزيرة نت إن التفسير الأقرب للمنطق أن هذا الرقم له علاقة بصفقة تبادل محتملة وقريبة، وأن حماس لن تقبل بأقل من هذا العدد من الأسرى من أجل إنجاز صفقة “وفاء الأحرار 2”.

وبرأي العمور، فإن السنوار بعث بهذا التصريح رسالة إلى الوسطاء بأن حماس مستعدة لإنجاز صفقة سريعة، ولكن في إطار لن يقل عن الرقم الذي أعلنه على الملأ وقطع به وعدا على المقاومة.

ورجح أن يكون السنوار أراد استباق أي ضغوط قد تتعرض لها حماس أو ربما تعرضت لها من أجل إبداء أي تنازل للدفع باتجاه إنجاز الصفقة.

وتوقع العمور أن تكون لهذا الرقم أيضا علاقة بعدد ونوعية الأسرى الذين تتمسك حماس بتحريرهم في سياق صفقة تبادل يرجح أن تكون قريبة.

ورفضت إسرائيل في “وفاء الأحرار 1” أن تتضمن الصفقة تحرير قادة في فصائل فلسطينية، أبرزهما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وكذلك من تصفهم بأن “أياديهم ملطخة بالدماء”، وهم أسرى كانوا مسؤولين عن تنفيذ أو توجيه عمليات فدائية أدت إلى قتل إسرائيليين.

وقال العمور “المقاومة بلا شك حققت إنجازات لافتة خلال الحرب، ولكن عندما تضع الحرب أوزارها تبدأ معارك أخرى تحتاج إلى مقاتلين في ميدان السياسة والمفاوضات لا يقلون شراسة عن أولئك الذين في ميدان القتال”، في إشارة منه إلى ما ستكون عليه المفاوضات غير المباشرة لإنجاز صفقة التبادل.

إطار عام للصفقة

بدوره، يعتقد الكاتب والباحث في الشؤون السياسية الدكتور حسن عبده في حديثه للجزيرة نت أن رقم السنوار يمثل إطارا لصفقة “وفاء الأحرار 2″، وتعهده العلني بهذا الرقم الواضح كان موفقا ويبعث على الثقة والأمل في الشارع الفلسطيني ويخلق حالة من الجدل لدى الاحتلال.

ولعبده تحليله الخاص لهذا الرقم الذي يمثل الحد الأدنى لعدد الأسرى الذين تطالب حماس بتحريرهم، ومن بينهم الأسرى المحررون ضمن صفقة “وفاء الأحرار 1” ممن أعادت إسرائيل اعتقالهم.

وبرأي عبده، فإن كل طرف يحاول في الوقت الحالي الضغط على الآخر مع اقتراب إنجاز صفقة تبادل الأسرى من أجل تحقيق مكاسب، والسنوار كان ذكيا عندما أطلق هذا الرقم ليطمئن الحركة الأسيرة بأن أي صفقة مقبلة لن تقل عن الصفقة الماضية.

وقال “المقاومة وعلى لسان السنوار أبدت الاستعداد لخوض مفاوضات سريعة لإنضاج الصفقة، وكذلك حددت إطارها العام، والأمر الآن متوقف على إسرائيل أن تدفع الثمن”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: