ثابت عساف
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أفل نجم العولمة

ثابت عساف
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

العالم يتجه نحو التمايز والتشبث بالخطابات الأيدلوجية واضحة الهوية، وينفك عن كل المواقف المتلونة المتشابكة غير المحسومة،،

وتلحظ ذلك في شواهد متعددة تفاجئك باصطفاف الشعوب خلف الخطابات المحددة الواضحة ذات الهوية الصارخة، فترامب مثالا يشبه مثال جونسون في بريطانيا وما حققه في الانتخابات مؤخرا، والمثال ينطبق على اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني، وحتى انك تجد ان خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد واضح الهوية حاز اقبالا فاجأ كل المراقبين بالرغم من عدم قيامه بحملة ممنهجة وعلى حساب النهضة التي خسرت جراء الخطاب المنعوت بالمتوازن او التكتيكي او ما يناسب متطلبات المرحلة وما يقبله المجتمع الدولي حسب مراجعات النهضة وتغيرات الخطاب فيها والذي كان له الأثر الاساسي في تراجع الالتفاف الشعبي حولها، بالرغم ايضا من ان الشعب التونسي يعتبر من اقل الشعوب محافظة مقارنة بكثير من الشعوب العربية، وقس على ذلك امثلة كثيرة واضحة حتى في الانتخابات الداخلية لكثير من التجمعات السياسية ،، 

مؤشرات التنمية المستدامة للامم المتحدة خلال العقد القادم 2030 اشارت بوضوح في محاورها السبعة عشر على هذا التغير العالمي وركزت بوضوح صارخ على ضرورة اعتبار الهويات والثقافات الضيقة مدخلا ومرتكزا أساسيا معللة ذلك باختلاف المزاج العالمي واتجاهه نحو المزيد من الانكفاء على الذات ومواجهة العولمة،،

الشركات العالمية والماركات العالمية ابتكرت منتجات مخصصة لكل فئة في دراسة اقتصادية خطيرة تشير لهذا العامل ولتزايد مؤشرات تفوق المنتجات المرتبطة بالبيئات المحددة على المنتجات العالمية بشكل متسارع وفق تلك الدراسات التي حصلنا عليها اثناء اعدادنا لرؤية الحزب للاردن خلال العقد القادم في قضايا التنمية المستدامة المختلفة،،

كتابات المعاهد السياسية والاستشراقية العالمية اشارت لهذه القضية ايضا في اثناء حديثها عن استنفاذ كل النماذج المشوهة للاسلام الحركي الشمولي وان الخيار المرعب بالنسبة اليهم هو الخيار الأصيل المتبقي الوحيد الذي سيتجه المسلمون نحوه، وفي اثناء الحديث عن هذه الفكرة تطرقوا لموضوع الهوية سابق الذكر ومنها على ما اذكر ما نشره معهد واشنطون ومديره روبرت ساتلوف مؤخرا حول هذا الموضوع في ثنايا وفحوى كتاباتهم ،،

ما سبق يتزامن مع محاولات كل الجهات الدولية والغربية والمحاربة للاسلام والمسلمين والاسلاميين الحثيثة لضرب الهوية عند ابناء الاسلام والعاملين له، واشعارهم بكلفة التمسك بها وافقادهم الثقة والارتباط والاعتزاز بها، وانجرار الكثير حول ذلك للاسف باسم التكتيك حينا واسم المعاصرة والواقعية احيانا اخرى بالاضافة لدعاوى المراجعة والانتقال نحو العالمية ومجاراة التحولات العالمية في حالة من الوهم والخسارة وفقدان الرصيد بناء على المقدمات سابقة الذكر، وفي خديعة كبرى تسعى لابعادنا عن رأس مالنا ومصدر قوتنا وهدم عناصر تميزنا المرتبطة بالفطرة وغاية الوجود ووجدان الشعوب وطريق الفلاح والتمكين،،

العمل الممنهج على قيادات ورموز ومفكري الدعوات،  واكثر من 4500 منظمة مدعومة من الغرب في الاردن لوحدها حسب بعض الاحصائيات، والمنظمات المشبوهة التي تعمل ليل نهار على الاختراق الفكري مثل مؤمنون بلا حدود التي افتضح امرها ومنظمات اخرى كثيرة، والانشطة المتلاحقة كجن وقلق والوان ورغوة وشواذ وكثير من المنظات التي تعمل تحت اسم المرأة.. الخ، وجملة من القوانين وشروط المنح والمساعدات،  وعشرات المؤتمرات والمؤلفات والمحاولات المبشرة بذلك،  والضغوطات المختلفة نحو محاولات العبث بالهوية العامة للمجتمع او الخاصة بالعاملين.. الخ، كل ذلك من المكر والمؤامرات والعمل الشيطاني والتكالب العالمي والعمل المضني لاهل الباطل في سبيل ضرب الهوية والمرجعية والتأثير على رأس المال الحقيقي لأهل الحق،،

كل ما سبق يعطينا دفعة عظيمة وبشرى جليلة تقربنا من تحقيق وعد الله عزوجل الذي كان كثير من العاملين لدين الله تعالى يستبعد حدوثة في عقله اللاواعي،  فكيف لدولة الاسلام التي نحلم بها ان تقوم في ظل تلك العولمة التي تتنافى مع ذلك الحلم؟! ،  الا ان ما يجري في العالم اليوم يعطي دفعة لهؤلاء المتشككين بأن كل تلك التحولات تصب في تحقيق الوعد الرباني بإذن الله تعالى،  اضف الى ذلك ان تصور الفوز بالضربة القاضية الذي يُشعر هؤلاء باليأس يجارية نوع آخر من الفوز بطريقة النقاط التي توضح الايام حجم ما يخسره مشروع الباطل يوميا من نقاط وما يسجله الحق في هذا السياق،،  اما المؤمنون حقا فيقينهم بالله وحجم ارتباطهم بمشروع الاستقامة المفضية للتمكين، لا يجعلهم متوقفين عند هذه الشواهد المبشرة حتى،،

بقي ان أقول ان أفول النجم لا يعني بالضرورة زوال الأصل، والأفول يبدأ من خفوت اللمعان مرورا بانطفاء الضياء وانتهاء بزوال أصل الجرم، والتدافع قائم الى قيام الساعة ،،

ملاحظة،،  العولمة تختلف عن العالمية المرتبطة بديننا وبادواتها التي نسعى للتميز بها، الا ان مفهوم العولمة اليوم مرتبط بتحطيم كل القيم والثوابت نحو اللاشيء الا الضلال المطلق وبث سموم المنهج الشيطاني المادي البحت، العالمية بالنسبة لنا نشر الخير للعالم، والعولمة في مفهومهم سرقة خير العالم لصالح ملذاتهم المادية ومشاريعهم الرأسمالية بيد افراد ضالين مضلين ،،

#تصحيح_المفاهيم

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts