أمسية للحركة الإسلامية تستذكر معاني الهجرة النبوية

أمسية للحركة الإسلامية تستذكر معاني الهجرة النبوية

أكد متحدثون في الأمسية الإيمانية التي أقامتها الحركة الإسلامية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية على ما تمثله الهجرة النبوية من ‏مرحلة فاصلة في التاريخ الإسلامي وبناء الدولة الإسلامية والتمكين الفكري والدعوي وتأسيس دولة العدل واحترام المواطنة وكرامة ‏الإنسان ولمشروع حضاري إنساني، وما مثلته من معان ودروس تؤكد على وحدة المجتمع على أساس الإيمان والتقوى والبناء ‏والجهاد والعزة.‏

وأكد القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور رامي عياصرة خلال تقديمه للأمسية أن “رحلة الهجرة النبوية كانت حالة تمثل انتقالاً ‏جوهريا من الضعف إلى القوة ومن الدعوة إلى الدولة ومن الخوف إلى الأمن والاستقرار و الفقر والعوز إلى العمل والإنتاج والبناء، ‏لقد بنت هجرة النبي عليه الصلاة والسلام الأمة وأسست لدولة العدل واحترام المواطنة وكرامة الإنسان ولمشروع حضاري إنساني ‏ساد العالم لقرون وخدم الإنسانية في شتى مجالات العلم والحياة”.‏

فيما أشار الدكتور همام سعيد رئيس مجلس علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي إلى أن تاريخ الهجرة وضع في السنة ‏السابعة عشر بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب لتكون الهجرة مبدأ التاريخ في الإسلام لما مثلته ‏من فرق بين الكفر والإيمان واعز الله بها الإسلام والمسلمين وقامت بها دولة الإسلام، مما يؤكد على أهمية حدث الهجرة والتمسك ‏بهذا التاريخ والعمل به في معاملات الأمة وشؤون الحياة والتأريخ به.‏

وأكد سعيد أن النبي عليه الصلاة والسلام أعد للهجرة إعداداً واسعاً، حيث بدأت بالتأكيد على أهدافها وأنها هجرة مقصودة لتمكين الدين ‏مما يجعلها هجرة فريدة في تاريخ البشر وتقوم على بناء منظومة فكرية عقدية إنسانية، كما استمر العمل لها والبحث في تفاصيلها ‏والتهيئة لها لأكثر من 3 سنوات في مكة منذ بيعة العقبة الاولى ومن ثم بيعة العقبة الثانية ، فكان النبي عليه الصلاة والسلام آخر ‏المهاجرين برفقة أبي بكر بعد أن هاجر الصحابة إلى المدنية مما يدل على أنها كانت قائمة على الإعداد والتخطيط وبناء المجتمع الذي ‏يستقبله قبل أن يهاجر إليه.‏

كما أشار سعيد إلى ما تمثله الهجرة من حالة لبناء مجتمع جديد على أسس فكرية ودينية وإيمانية في المدنية المنورة التي جاءت ‏بتوفيق من الله، وما تمثله كلمة المدينة التي اختارها النبي عليه الصلاة والسلام للبلدة التي هاجر إليها من معاني المدنية والحضارة ‏والتربية وبناء المجتمع بترتيب دقيق في مختلف تفاصيلها ومختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ‏والعسكرية، كما أكد على ما تمثله الهجرة من معاني الجهاد والعزة.‏

وأضاف سعيد ” عندما تذكر الهجرة نذكر النصرة، وهذا المجتمع من استقبل ومن جاء ضيفاً، كيف كانت اللحمة بينهم في حالة لم ‏يشهدها تاريخ البشر من قبل من حيث التمكين الفكري والدعوي فيما بين الناس والعلاقة فيما بينهم، والتي حولت هؤلاء العرب الذي ‏تخاصموا فيما بينهم سابقاً إلى الوحدة في ظل الإيمان، ما أحوجنا اليوم أن نعود إلى هذا البناء العقدي الذي يربط بين الناس ويذيب هذه ‏الفروقات والحميات الجاهلية فيما بين الناس ويجمعهم على وحدة الإيمان ووحدة التقوى”.‏

وتضمنت الامسية وصلات إنشادية قدمها المنشد محمد أبو راتب تناولت ذكرى الهجرة النبوية، كما قدم الشاعر عواد المهدواي فقرات ‏شعرية استذكرت معاني الهجرة النبوية الشريفة ومنها قصيدة حملت عنوان ” مهاجر إلى ربي”.‏

فيما أكد أستاذ الشريعة الدكتور سائد الضمور في كلمة له على ما تمثله الهجرة من حدث عظيم في تاريخ الأمة وإعدادها للقيام بمهامها ‏المنوطة بها في إقامة العدل في الأرض ونشر قيم الخير والوسطية والاعتدال، وجاءت الهجرة بعد فترة من الإعداد والبناء والمعاناة ‏التي عاشها المسلمون في مكة، فكانت الهجرة إلى المدينة يعد سنوات من الإعداد والتخطيط لها إيذانا ببناء الدولة والحضارة بعد ما ‏عاشه العرب فبل ذلك من الانقسام والاقتتال والجهل والظلم والذل والتبعية.‏

وأضاف الضمور” شاءت حكمة الله أن تكون المدينة المنورة هي الأرض الخصبة لبناء الإنسان والإيمان وفتح القلوب والعقول وبناء ‏هوية الامة الإسلامية وحضارتها، من الاعمال المهمة المرتبة بالهجرة ما قام له النبي فور وصوله المدينة من مؤاخاة بين المهاجرين ‏والانصار لأن بناء الأمة ونهضتها يحتاج لقلوب مؤمنة تحتضن الدعوة وإخلاص وتعاون وجهود متراصة لإنجاح هذا البناء”.‏

وأكد الضمور أن تحقيق النصر والعزة والفلاح للأمة يتطلب عدة عوامل من أهمها الاعتصام بحبل الله والوحدة والمؤاخاة، كما أشار ‏إلى ما قام به النبي عليه الصلاة والسلام من بناء المسجد النبوي فور وصوله للمدينة ليكون مشغل النور والعلم ودار القضاء وأساس ‏الصلاح في المجتمع وليكون رمزاً لمبتدأ بناء الامة ونهضتها وبناء أركانها، وما جرى من التفاف للمسلمين حول قائدهم عليه الصلاة ‏والسلام، كما أشار إلى ما مثلته الوثيقة التي كتبها النبي بين أهل المدينة من دستور لتنظيم أمور أهالي المدينة يقوم على احترام ‏حقوق الإنسان وكرامته وقيم المواطنة والعدالة، كما استعان النبي عليه الصلاة والسلام بذوي الكفاءة والاختصاص لتسيير أمور ‏المجتمع.‏

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: