“أنا أول شخص أخذ الذكاء الاصطناعي وظيفته”.. غاري كاسباروف يرى في خسارته نعمة

“أنا أول شخص أخذ الذكاء الاصطناعي وظيفته”.. غاري كاسباروف يرى في خسارته نعمة

كاسباروف لحظة خسارته أمام حاسوب ديب بلو من شركة أي بي أم (رويترز)

يعد غاري كاسباروف أحد أعظم لاعبي الشطرنج في التاريخ، فطوال ما يقرب من عقدين من الزمن بعد أن أصبح بطلا للعالم عام 1985، سيطر على اللعبة بأسلوبه الشرس في اللعب.

ولكن شهرة كاسباروف تعاظمت بخسارته أمام جهاز عام 1997، في ذروة صعوده، حيث سُحق اللاعب الروسي بواسطة حاسوب عملاق من شركة “أي بي أم” (IBM) يسمى “ديب بلو” ( Deep Blue)، وصدمت الخسارة العالم، وبدت كأنها تبشر بعصر جديد من تفوق الآلة على الإنسان.

اتبع ديب بلو قواعد مشفرة يدويا للعب الشطرنج، وعلى النقيض من ذلك، قام برنامج “ألفازيرو” ( AlphaZero) -وهو برنامج كشفت عنه شركة ديب مايند (DeepMind) التابعة لشركة ألفابت الأميركية عام 2017- بتعلم اللعبة والوصول لمستوى متقدم جدا من خلال التدرب مرارا وتكرارا وحده، وكشف ألفازيرو عن أساليب جديدة للعبة أذهلت خبراء الشطرنج.

في الأسبوع الماضي، عاد كاسباروف إلى مكان هزيمته الشهيرة بقاعة احتفالات فندق في نيويورك للحوار مع خبراء الذكاء الاصطناعي، والتقى الكاتب في مجلة “وايرد” (WIRED) ويل نايت لمناقشة لعبة الشطرنج والذكاء الاصطناعي، وحول ابتكار إستراتيجية لبقاء الإنسان في الصدارة عن الآلات، وهذه إجابات أحد أفضل المخططين الإستراتيجيين في العالم:

كيف كان الشعور للعودة إلى المكان الذي خسرت فيه أمام ديب بلو؟
يقول غاري كاسباروف “لقد عقدت سلاما معها. في نهاية اليوم، لم تكن المباراة لعنة، بل نعمة، لأنني كنت جزءا من شيء مهم للغاية، قبل 23 عاما كنت أفكر بطريقة مختلفة، لكن الأمور تتغير؛ نحن جميعا نرتكب أخطاء، نحن نخسر، المهم هو كيف نتعامل مع أخطائنا، ومع تجاربنا السلبية”.

يرى كاسباروف أن تجربة الهزيمة عام 1997 كانت غير سارة، لكنها ساعدته على فهم مستقبل التعاون بين الإنسان والآلة، وأنهت قناعة كانت سائدة بأن البشر لا يهزمون في الشطرنج.

ويعتبر كاسباروف نفسه أول عامل في مجال المعرفة خسر وظيفته أمام الآلة، ولكنه يرى أن هذا ساعده على توصيل رسالة للجمهور، لأنه مؤيد كبير الآن لأجهزة الحاسوب.

ما الرسالة التي تريد أن تعطيها للناس حول تأثير الذكاء الاصطناعي؟
يرى كاسباروف أن من المهم إدراك الناس قانون الحتمية، وعندما يسمع هذا الخوف من أن الذكاء الاصطناعي قادم بسرعة وسيدمر حياتنا، يجيب أن هذا صحيح في كل التقنيات.

وقال إن كل تقنية تدمر الوظائف قبل خلق الوظائف؛ فعندما تنظر إلى الإحصاءات، فإن 4% فقط من الوظائف في الولايات المتحدة تتطلب الإبداع البشري. وهذا يعني أن 96% من الوظائف انتهت. وعندما تبدأ هذه الوظائف في الاختفاء، نحتاج إلى صناعات جديدة، وبناء أسس تساعدنا.

سيتعين على الكثير من الناس أن يتنافسوا مع الذكاء الاصطناعي على وظائفهم، ما النصيحة التي لديك بالنسبة لهم؟
يعتقد كاسباروف أن دور الإنسان هو فهم ما ستحتاج إليه هذه الآلة بالضبط لبذل قصارى جهدها. على سبيل المثال، انظر إلى جهاز الأشعة؛ إذا كان لديك نظام ذكاء اصطناعي قوي، فإنك ستحتاج لممرضة متمرسة ذات مستوى متقدم لفهم ما تحتاجه الآلة للعمل بشكل جيد.

ويتابع بطل العالم السابق “مع ألفازيرو وأجهزة المستقبل، أصف الدور الإنساني بأنه راع. عليه فقط دفع قطيع الخوارزميات الذكية. فقط ادفعهم بشكل أساسي في اتجاه أو آخر، وسوف تقوم ببقية المهمة. وضع الآلة المناسبة في المكان المناسب للقيام بالمهمة الصحيحة”.

ما رأيك في الطريقة التي يتم بها استخدام التكنولوجيا للمراقبة أو كأسلحة؟
في هذا الصدد يقول كاسباروف “نتعلم من التاريخ أنه لا يمكن وقف التقدم؛ لذلك لدينا أشياء معينة لا يمكننا منعها. إذا قمت بتقييده تماما في أوروبا أو أميركا، فسوف يعطي هذا ميزة للصينيين. لكن أعتقد أننا نحتاج إلى ممارسة مزيد من السيطرة العامة على فيسبوك وغوغل والشركات الأخرى التي تولد الكثير من البيانات”.

ويضيف “قول الناس: نحن بحاجة إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر أخلاقية هو هراء. لا يزال البشر يحتكرون الشر. المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي؛ المشكلة هي أن البشر يستخدمون تقنيات جديدة لإلحاق الضرر بالبشر الآخرين”.

ويشبه لاعب الشطرنج الذكاء الاصطناعي بالمرآة، فهو يضخم كلا من الجيد والسيئ. ويتعين علينا في الواقع أن ننظر ونفهم كيف يمكننا إصلاحه، وليس القول “أوه، يمكننا إنشاء الذكاء الاصطناعي الذي سيكون أفضل منا”. ويضيف “إنها أداة. نعم، إنها أداة فريدة من نوعها لأنها يمكن أن تزيد من عقولنا، لكنها أداة. وللأسف، لدينا مشاكل سياسية كافية، داخل وخارج العالم الحر، يمكن أن تتفاقم بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الأداة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: