كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

إلى شيخ الأقصى في محبسه

كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عذرا شيخنا , فلم يبق لدينا الا الكلمات والحسرات والدموع , فقد جردونا من كل شيء , وحاصرونا في كل مكان , حتى هذه الكلمات نكتبها ونحن مشفقين على أنفسنا أن ترتد إلينا تهمة تلبس بالاشفاق والحنين, حتى هذه يا شيخنا توشك أن تكون جريمة ندفع ثمنها في زمن الرخص والتفاهة والخيانة.

عذرا شيخنا , فمثلك لا ينبغي أن يدخل السجن ونحن نتفرج عليه من بعيد , كأنه لا يعنينا ولا نمت له بصلة , أنت يا شيخنا رمز عزتنا وشموخنا في زمن الذل والقهر والانحطاط والتخلف والارتماء المهين على أعتاب التطبيع والتنسيق والمهانة.

ليست المرة الاولى التي تصبح فيها رهينة الاعداء الاشد عداءا , ولكنها يا شيخنا الأكثر إيلاما , ففي زمن تصبح فيه المجاهرة بالخيانة عملا وطنيا , يصعب علينا أن نحتمل رؤيتك في غياهب السجن , فأنت في نظر من كانوا يدعون الوطنية والعروبة والاسلام أصبحت الآن خارجا على القانون , الذين أكرموك بالأمس مدافعا عن القدس والاقصى , أصبحوا الآن هم وجع القدس والاقصى وفلسطين .

شيخنا الحبيب , كنت وما زلت في قلوبنا وستبقى رمزا للتمسك بالمباديء والثوابت , رمزا للحب الأبدي لمسرى الحبيب , طودا شامخا تحيط به الاقزام تريد أن تنال من عنفوانه عبثا , مثالا للتضحية التي لا تعرف حدودا ولا أعذارا يتمسك بها المهزومون , كنت يا شيخنا ولا زلت أملا لكل المجاهدين الذين لا يخافون لومة لائم , كنت نموذجا للكف الذي يناطح مخرزا , والدم الذي ينتصر على من سفكه , كنت يا شيخنا رائدا لنا في ميادين البذل والعطاء والصمود , وكل المفردات التي غابت عن قاموس الزعامات المدعاة , والنواطير الذين تعبوا من مهامهم الرخيصة , كنت يا سيدي ولا زلت وستبقى ملهما للشعوب المغلوبة على أمرها , بأن يوما قريبا سيأتي لتتحرر من ضعفها وجبنها وقيودها الموهومة وخنوعها الذي طال أمده وآن أن ينتهي.

كنا معك وانت تودع أمك العجوز التي انتظرتك مرارا وتكرارا حين تعود من سجنك أو تعود منتصرا على سجانيك , أو تعود مصمما على خوض معركتك , كنا معك يعتصرنا الألم على حال أمة أسلمتك لأعدائها ولم تحرك ساكنا , كنا نتابع خطوك الى باب الحرية الذي ولجته مرارا وتكرارا ولم تمل منه , رغم المرض وتقدم العمر , إلا أنك يا شيخنا تصر على أن تبقى مدرسة الصبر والجهاد والبذل , وما أحوجنا اليها في زمن التخاذل والقهر.

شكرا لك يا شيخنا , فأنت تذكرنا أن أمتنا لا زالت بخير وهي تنجب أمثالك ممن صدقوا ماعاهدوا الله علية ممن قضى نحبه وممن ينتظر وممن لم يبدلوا تبديلا , شكرا على ابتسامتك التي واجهت بها خذلان أمة العرب والمسلمين , شكرا على سماحة وجهك التي لم يؤثر عليها إعراض القاعدين والمتخلفين , شكرا على مشيتك الثابتة الى قدرك الذي رسمته دون أن تلين , شكرا يا سيدي على كل المعاني الطيبة التي نقرأها في صفحة عطائك الذي لم يتوقف ولا أصدر عنه أنين , شكرا يا شيخ رائد ولتبق شوكة في حلوق الصهايين والمتصهينين والمطبعين والمنسقين والفاسدين والمتخاذلين , ابق شوكة في حلوقهم ومخرزا في عيونهم حتى يأتيهم اليقين , شكرا يا شيخ رائد صلاح , يا شيخ الاقصى والقدس وأم الفحم وكل فلسطين وكل بلاد المسلمين , شكرا لك , اذهب الى السجن محفوفا بالحب والدعاء ورضى أمك وكل أهل فلسطين , أذهب الى السجن , ففي السجن عذر عن القعود والتخاذل والاستسلام , في السجن يا سيدي ساعات خلوة مع الله لا يعدلها القيام بين الركنين , في السجن يا سيدي حفاوة من رب كريم لا يعلمها الا من ذاقها , ولو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدوك عليها بالسيوف , ولو علمها الاعداء لما أبقوك في السجن لحظة واحدة (فضرب بينهم بسجن له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب).

وكل سجن وانت يا شيخ الاقصى بكل خير , والخزي والعار لم أسلموك لعدوك ولم ينصروك.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts