“اسجد للكلب”.. واقعة طبيب وممرض هزت المجتمع المصري

“اسجد للكلب”.. واقعة طبيب وممرض هزت المجتمع المصري

توالت ردود الفعل الرسمية والشعبية في مصر تندد وتحتج على مقطع مصور وصف بـ”المهين والمذل”، وغير الإنساني لطبيب شهير يأمر ممرضا مسنا “بالسجود والصلاة” لكلبه، مما تسبب في ضجة كبيرة، سواء في الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

الواقعة التي بدا أنها حظيت بإجماع مجتمعي غير مسبوق تداعت لها وزارات ومؤسسات الدولة المصرية المعنية، حيث تم “إيقاف الطبيب عن العمل”، وأمرت وزارة الصحة بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة التي قالت إنها حدثت في أحد المستشفيات الخاصة.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور خالد مجاهد إنه “بالتنسيق مع إدارة المستشفى تم إيقاف الطبيب صاحب الواقعة عن العمل، كما تم إيقاف العمل بالعيادة محل الواقعة داخل المستشفى، وذلك لحين الانتهاء من التحقيقات الجارية”.

وحسب الإعلام المحلي، فقد أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي بالتحقيق في واقعة الفيديو المتداول، كما طلب وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار من جامعة عين شمس فتح تحقيق عاجل مع الطبيب.

وأعربت نقابة الأطباء عن استيائها الشديد من محتوى الفيديو، وقرر مجلس النقابة إحالة الطبيب صاحب الواقعة إلى لجنة آداب المهنة بالنقابة، للتحقيق معه في ما ورد بالفيديو.

غرابة الواقعة دفعت البعض للتشكيك في حقيقتها لدى بداية ظهورها على مواقع التواصل، لكن ظهور الطبيب والممرض على وسائل الإعلام الليلة الماضية أكد أن الأمر حقيقي، حيث كشف الممرض عادل سالم في أول تعليق له على المقطع المصور أن الواقعة التي تم تصويرها وقعت منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أن الفيديو سبب له ولأسرته مشاكل نفسية، وأنه غير قادر على مواجهة الناس وأهله في بلدته بمحافظة القليوبية.

وأكد في مداخلة متلفزة مع برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب في قناة “إم بي سي مصر” (مملوكة للسعودية) أنه تعرض للإهانة التي أثرت بشكل سلبي عليه وعلى أسرته، ثم انخرط في بكاء شديد، مطالبا بحذف المقطع المصور من مواقع التواصل الاجتماعي، نافيا مزاعم الطبيب بأن الفيديو تم تصويره منذ 3 سنوات.

ملابسات الواقعة

ظهر في المقطع المصور الذي امتد بضع دقائق صوت الطبيب عمرو خيري رئيس قسم العظام بجامعة عين شمس في أحد المستشفيات وهو يهين ممرضا كبيرا في السن في المستشفى ذاته، ويجبره على القفز على الحبل بصحبة اثنين من أفراد أمن المستشفى، ثم يأمره “بالصلاة” للكلب وقول الله أكبر، وهو ما رفضه الممرض.

وخلال المقطع -الذي هز المجتمع المصري- قال الطبيب للممرض “هتسجد سجدتين للكلب”، ثم أمره بالصلاة “صلّ للكلب، صلّ للكلب، وقل الله أكبر”، لكن الممرض الذي بدا عليه الإرهاق والانزعاج من حفلة التنكيل به اعترض قائلا “لا يا بيه مش هعمل كده”، وتساءل “هتشيل ذنبي ولا أشيل ذنبك”، فرد الطبيب “أنا هشيل ذنبك”.

وفي محاولة يائسة لإرضاء الطبيب، قال الممرض “نضرب له تعظيم سلام ونعمل اللي أنت عاوزه”، وهو ما حدث لاحقا في المقطع ذاته المصور، والذي ظهر فيه الممرض قليل الحيلة أمام تعنت وإصرار الطبيب طوال المقطع الذي لم يخلُ من ألفاظ وعبارات مسيئة.

تداعي مؤسسات الدولة

بدورها، قالت وزارة التعليم العالي -في بيان لها- عبر صفحتها في موقع فيسبوك إن الوزير خالد عبد الغفار أمر بفتح تحقيق في الواقعة “التي تتنافى مع الأعراف والتقاليد الجامعية وأخلاقيات أعضاء هيئة التدريس”.

من جهتها، خرجت نقابة التمريض عن صمتها، وأعلنت في بيان لها على صفحتها في فيسبوك أنها تقدمت ببلاغ إلى النائب العام ضد الطبيب المتورط في الواقعة.

وطالبت الدكتورة كوثر محمود نقيبة التمريض عضوة مجلس الشيوخ بالكشف النفسي على الطبيب، وأضافت في تصريحات صحفية “هذا الطبيب ليس طبيعيا، وهذا التصرف لا يصدر من إنسان عاقل ومتزن”.

تعاطف واسع

بدوره، دافع الطبيب والأستاذ الجامعي عمرو خيري -الذي ظهر في الفيديو- عن نفسه، وقال إن ما جرى كان “عبارة عن حالة من الهزار والمزاح بين مجموعة من الأصدقاء الذين تجمعهم علاقة منذ أكثر من 30 سنة”، مشيرا إلى أنه قديم “منذ 3 سنوات”.

وأوضح في تصريحات صحفية أن الجزء الأخير من الفيديو الخاص بإجبار الممرض على السجود للكلب مفبرك وليس حقيقيا، مضيفا أن ما حدث هو واقعة ابتزاز يتعرض لها منذ أكثر من شهرين.

وحظي المقطع المصور بتعاطف واسع مع المجني عليه، وأثار ردود فعل غاضبة على المستوى الشعبي، وتصدر وسم “محاكمة عمرو خيري” مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتقديمه للمحاكمة والقصاص منه لتجاوزه أخلاق المهنة، وأعراف المجتمع، وثوابت الدين الإسلامي الحنيف.

وانتهز البعض الفرصة للتذكير بحدوث مثل تلك الوقائع وتكرارها في العديد من الجهات والهيئات والمؤسسات، وغض النظر والسكوت عنها بسبب هيمنة وسطوة الجاني، وضرورة وضع حد لها من خلال تقديم الطبيب للعدالة وأخذ حق الممرض.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: