الأوكسجين وتكميم الأفواه وغرائز الحكومة الأساسية وحرية سقفها خمّ الدجاج

الأوكسجين وتكميم الأفواه وغرائز الحكومة الأساسية وحرية سقفها خمّ الدجاج

عمّان – البوصلة

هكذا يتبدّى المشهد العام في الشارع الأردني كلما ارتفعت “حدة الاختناق” بسبب نقص الأوكسجين سواءً كان صحيًا أو سياسيًا أو غير ذلك ممّا يسهم في ازدياد “فجوة الثقة” واتساعها، فيعلوا الصراخ وتزداد حدة الاتهامات وصراخ الحكومة في وادٍ والمواطن  الأردني في وادٍ آخر، مثل خطين مستقيمين يستحيل لقاؤهما ولو كان في “لجنة حوار”.

فلم يكد ضجيج “معركة الأضاحي” بسبب تصريحات إحدى أعضاء اللجنة الملكية لإصلاح المنظومة السياسية يضع أوزاره بعد تقديمها استقالتها، حتى تثار علامات استفهام كبيرة حول طريقة اختيار الأعضاء وخلفياتهم الثقافية وتوجهاتهم ومدى انسجامهم مع تاريخ البلد ودينه ومعتقداته ودستوره، وهل هناك “تيارٌ” أطلق عليه تسميات مختلفة يريد الانقضاض على شعائر الدين الإسلامي واستهدافه حقًا.

النقاشات التي اتسمت بالحدة في مواقع التواصل كان عنوانها الرئيس عدم ثقة الشارع الأردني بما يحقق الحد الأدنى من طموحه سياسيًا وصحيًا، وما تلوثت به الساحة السياسية من انعدام ثقة انعكس بشكلٍ كاملٍ على الساحة الصحية والتشكيك في وعود الحكومة التي أطلقتها لتوفير الأوكسجين لمرضى كورونا، أو توفير الأوكسجين لأي لجنة ولأي حوارٍ بنّاء يمكن أن يحقق طموح الشارع الأردني.

“اختناق” وصل حد أن يتهم الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش جهاتٍ لم يسمّها بمنع حوارٍ على إحدى الفضائيات كان من المقرر أن يشارك به وإلغاء الحلقة؛ بل أكثر من ذلك عجزه عن بث مقطع فيديو على صفحته على “فيسبوك” للتعبير عن رأيه في القضية المطروحة، ليصل العموش لنتيجة مفادها أن الحرية في الأردن “سقفها خمّ الدجاج”.

الأوضاع الأساسية والغرائز الأساسية والمعادلة الأساسية

لم تترك الحكومة الأجواء المحتقنة التي يتصاعد منها ضباب التشكيك وانعدام الثقة لتشعل نارًا جديدة بتصريحات رئيس الوزراء بشر خصاونة التي احتوت على تركيبات جديدة مثل “الأوضاع الأساسية” و”الغرائز الأساسية” و”المعادلة الأساسية”، وهي برأي مراقبين تحتاج لترجمة حرفية من وزير إعلام الحكومة الفصيح ليستطيعوا فهمها ولو بشكل “بسيط وأساسي”.

الخصاونة أعلن سريعًا أنه وحكومته “سيتصدى لمن يستهدف زعزعة الأوضاع الأساسية لمجتمعنا وموروثنا القيمي والديني ولمن يثير أجواء مرتبطة بتهديد سلامة الناس وحياتهم”، ليصب النار على زيت مواقع التواصل ويسارع المغردون باتهامهم بانعدام مصداقيتهم.

الخصاونة تحدث عن أجواء مرتبطة بتهديد سلامة وحياة الناس، وهو برأيه خط أحمر لن تقبل الحكومة بالمساس به وأن تهديد سلامة وحياة الناس وإنتاج أجواء ومناخات من شأنها التحريض عليهم وعلى سلامتهم ووسمهم بكل ما من شأنه أن يستثير بعض “الغرائز الأساسية” التي لا صلة لها بالدين ولا بموروثنا القيمي والاجتماعي ولا بكوننا دولة مؤسسات هو أمر سنتصدى له بذات الحزم لمن يستهدف زعزعة أوضاع مجتمعنا ومن يمس ثوابتنا الوطنية العامة وثوابتنا الدينية والثقافية والحضارية.

الخصاونة عاود الحديث مرة أخرى ولم يتوقف عن “المعادلة الأساسية” التي حملت تهديدا لكل مسؤول عن مظاهر التنمر التي تفضي إلى تهديد سلامة وحياة وأرواح البشر والتي تستغلها بعض العناصر الموغلة في التطرف للتحريض على أفراد ومواطنين”.

وعاود رئيس الوزراء حديثه الغامض عن “مفاصل معينة” و”فكرة معينة” ومن خانهم التعبير، ودور الحكومة في الحفاظ على “الثوابت الأساسية” ومنع التنمّر على أصحاب “الفكرة المعينة”.

  حديث الرئيس وإن اتسم بـ “لغة الألغاز” لكنّها لغة لا تخفى على الأردنيين المتشككين أصلا من “المعادلة الأساسية” و”الثوابت الأساسية”، والواثقين أن “الغرائز الأساسية” التي تستخدمها الحكومة للتعامل مع المواطن الأردني لا تنصفه ولا تلبي الحد الأدنى من “حاجاته الأساسية” .

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: