بكر البدور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الانتخابات الجامعية شاهد حي على حال التنمية السياسية

بكر البدور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

تعد الجامعات في بلدان العالم محاضن للتربية الفكرية والتنمية الشخصية وإعداد القادة فلا يقتصر دور هذه المؤسسات على منح شهادات التعليم العالي على مختلف مستوياتها ومع كثرة السنفونيات التي نسمعها هنا وهناك بين الحين والآخر عن تمكين الشباب واعدادهم للحياة والنهوض بواقعهم ليكونوا قادة للتنمية والتغيير في مجتمعاتهم تـأتي الانتخابات الطلابية في الجامعات بين الحين والآخر لتثبت أن الحديث عن الشباب والاهتمام بهم واتاحة الفرص أمامهم مجرد شعارات لا وجود لها في الواقع.

فالدور المنوط بالجامعات يتضمن إحداث تغيرات جوهرية في مستوى التفكير لدى طلابها عبر توفير أطر مؤسسية تبني علاقات وروابط بين طلبة الجامعات على  أسس حداثية غير تلك الأطر التي تربطهم بالروابط التقليدية والتي تقوم بصورة جوهرية على رابطة  الدام في إطار القبيلة أو العشيرة وترتب على ذلك انتقال الآليات التقليدية التي تسير فيها الانتخابات خارج الجامعات إلى المجتمع الجامعي وهذا أمر محزن لتأشيرة على سطيحة الثقافة والفكر لدى الشباب الجامعي نظرًا لعدم قيام الجامعات بدورها في تذويب الروابط التقليدية في المجتمع الجامعي وخلق روابط فكرية وثقافية ومدنية ويبدو هذا الأمر مقصود وممنهج وذلك عبر تدخل جهات من خارج المجتمع الجامعي في سيرورة الحياة الجامعية وتهدف هذه الجهات إلى تغييب فكر التغيير عن جيل الشباب وتكريس الوضع القائم في المجتمع لصالح المستفيدين منه.

هذه القضية تثور في المخيلة بين الحين والآخر وتثير في الذهن العديد من التساؤلات خاصة بوجود وزارة عنوانها التنمية السياسية ولعل ما أثار هذه المسالة في نفسي مجددًا متابعتي لمجريات انتخابات اتحاد طلبة جامعة اليرموك التي جرت يوم الخميس الماضي فالآلية التي يتم الترشح من خلالها للانتخابات هي آلية فردية وليست على نظام القوائم كما أن التحالفات التي تمت بين المرشحين تمت إما على خلفيات قبلية وعشائرية وإما على خلفيات مناطقية وجغرافية وغاب البعد الفكري والبرامجي بشكل كبير وملفت وهذا الأمر يدل على مدى تدني الاهتمام الحقيقي بالشباب وبالتالي تدني الاهتمام بالمستقبل لأن الشباب هم عماد الدخول إلى المستقبل فبأي سلاح تسلح جامعاتنا طلابها وأي إعداد تعدهم به للحياة وهي تكرس في الجيل الحالي سلبيات الأباء والأجداد وتكرسها في فكره ومنهجه.

ومن مفارقات انتخابات اليرموك الأخيرة التي استوقفتني السعي الممنهج لدى أطراف بعضها من المجتمع الجامعي وبعضها الآخر خارج المجتمع الجامعي  لتفويت الفرصة على شريحة من الطلبة وهم طلبة الاتجاه الإسلامي والقلة القليلة من الطلبة الذين لديهم توجهات فكرية أخرى عبر خلق العقبات أمامهم ووضع العراقيل في وجوههم لا بل والعمل على إلصاق التهم به وشيطنتهم والأمر الذي لا يقل غرابة عن كل المجريات التي تناولناها السعادة التي يبديها مسؤولون في الجامعة بفوز من يسمونهم المستقلين وحصولهم على أغلبية مقاعد اتحاد الطلبة ناسين  أو متناسين ما يعنيه ذلك من غياب التنمية الفكرية والسياسية الحقيقية وقصور دور الجامعات في تحقيق تلك التنمية المدعاة والتي لا تزيد في أحسن الأحوال على اصطحاب طلاب وطالبات في رحلة سفر هنا أو هناك وبإضافة هذه الحالة إلى تدني المستوى الأكاديمي ورداءة نوعية الخريجين فهذا يعني أن الحالة الجامعية برمتها بحاجة إلى  مراجعة جذرية وشاملة.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts