المحامي لؤي جمال عبيدات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

التنويريون الجدد

المحامي لؤي جمال عبيدات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أعتقد بقوه -وربما يساورني شك بسيط – بأن غضبة ابناء هذا الشعب من تخرصات البعض وتصريحاتهم الهبلاء والساذجه التي تطال المقدسات والقيم والثوابت الجامعه ، ليست غضبة على السطح وليس مردها تلك التصريحات بعينها قدر إرتباطها بسخط شعبي عميق ومتجذر صوب مجرور كامل وفريق مقيت ورهط متردي الطروحات ومنحط الضمير تَشَكَّلَ ضمن بيئة الاستبداد وغياب دولة القانون والمؤسسات ، وخنق الحريات وتغييب النهج الديموقراطي ، ضمن هذا المناخ الملبد بالشكوك والقمع نشط هذا التيار ليأخذ على عاتقه مهمة دفع المجتمع للااشتباك بقضايا ذات قدسيه ورمزيه وجدانيه معينة وليست قضايا وطنيه ومؤسساتية بغية إشغال الناس بعيدا عن القضايا المحوريه التي يعود لإنجازها الفضل في تحقيق قدر لا بأس به من احلام الناس وتطلعاتهم ببناء دولة القانون والمؤسسات التي يستنشق فيها الجميع نسائم العدل والانصاف وتكافؤ الفرص ويتفيأون ظلال النهج الديموقراطي المؤسساتي الذي يتوسل الانتخابات الحرة والنزيهه نهج حياه وصناديق الاقتراع العفيفه ادوات راقيه لادارة الشأن العام ، وهي المنهجيات السياسيه والحقوقيه الوحيده التي أثبتت نجاعتها في تحقيق التنميه والازدهار ومحاصرة جيوب البطالة والفقر ، وفي هذا المقام استميحكم عذرا في الاشارة الى سمات اساسيه تحكم سلوك هذا الرهط المتخرص المتفذلك من “التنويريين الجدد ” وهي :

اولا : أن هذا التيار والرهط من التنويريين الجدد ينحو للانشغال وإشغال الاخرين في قضايا بعيده كل البعد عن القضايا والملفات المتعلقه بتحديات الاصلاح الدستوري ومن ثم الحقوقي والقانوني ومن ثم السياسي ومن ثم الاقتصادي والاداري ، وهو في ذلك ينفذ بشكل مكشوف وليس محترف أجندات الصهيونيه العالميه والمؤسسات الصندوقيه الدوليه التي تستهدف إبقاء شعوب العالم الثالث أسرى التخلف والاستبداد والرجعيه وصولا لابقاء هذا الشعوب رهائن للعوز والفاقة والانحطاط ، كي تبقى خزانات للقوى العامله الرخيصة لتشغيل مصانعهم ، وحتى تستمر هذه المجتمعات مجتمعات استهلاك لا انتاج ضمانا لتسويق منتوجات الدول العظمى ، وضمانة لتسيد اسرائيل هذه المنطقه وصيرورة مجتمع اسرائيل قائدا لجميع شعوبها .

ثانيا : انني وفي جميع متابعاتي لمعظم الملفات الوطنيه الساخنه ذات الصله بالشأن السياسي والحقوقي المفصلي والجوهري مثل ملف الهجوم البربري على نقاية المعلمين او ملف المعتقلين السياسيين _ المعتقل النائب السابق اسامه العجارمه مثالا – وملف الهجوم على حزب الشراكة والانقاذ والمسعى الفاشل لحله ، وملف معتقلي الرأي – المعتقل المفرج عنه بعد 11 شهرا من التوقيف احمد الطبنجه مثالا – وملف الاصلاح الدستوري الجذري ، وملف الاستهداف الممنهج لخيرة القضاه واقصائهم والاصرار على منظومه قانونيه بائسه تنكر المعايير الدوليه لاستقلال السلطات القضائيه بحيث يبقى القاضي الاردني اسير الخوف وهواجس البقاء ، واقول اننا وفي متابعاتنا لجميع هذه الملفات ومواكبتنا لها لم نسمع صوتا لهذا الرهط والتيار من ” التنويريون الجدد ” ولم ترتفع عقيرتهم بالاحتجاج على جميع ما تعرض له الاردنيون من ظلم واجحاف ومصادره لابسط الحقوق والحريات ومن خلال الاداره السيئه والتآمريه لهذه الملفات وغيرها من ملفات وطنيه اخرى ذات طابع دستوري جذري او سياسي او حقوقي مفصلي .

ثالثا : إن قضايا حقوق الانسان وحرياته بالنسبة لهذا التيار وترتيبها بحسب الاولويه والاهميه مرتبط أساسا لديهم بحجم ما يقطفونه من جراء إشتغالهم بها من منافع واموال وعضوية لجان ومجالس تستهدف تلميعهم وتقديمهم للمجتمع بصفتهم قاده ملهمين ، وليس مرتبط بقناعات راسخه لديهم او ايمان حقيقي بأهمية الحفاظ على حقوق الانسان وحرياته كمدخل للتنميه المستدامة والمتصاعدة ، وإن هذا التيار والرهط المخادع من أدعياء ” التنويريه الزاائفه ” لا يمانع في سبيل ضمان عدم وصول تيار سياسي معين معاد له الى الحكم ، نقول ان هذا التيار لا يمانع في سبيل التنفيس عن احقاده وعقده التاريخيه من أن يناصر نظما عسكرتاريه قاتله اذاقت شعوبها الويلات وجرعته كؤوس المرارات وأسقته من أكواب الاذلال والانحطاط والفشل والافقار ، وان مجرد إطلاله بسيطه على صفحات رموز هذا التيار على مواقع التواصل الاجتماعي ستقودنا بالتاكيد لمعرفة مبلغ الانحطاط والتردي الذي وصلوا له وهم يباركون حروب هذه النظم القاتله على شعوبها ويحييون ويمتدحون براميلها المفخخة بالمتفجرات التي تلقيها هذه النظ العصابيه على رؤوس ابناء شعوبها الابرياء لتقطعهم إربا وتحيل منازلهم الى اطلال وركام .

صدقوني إن غل الناس وحنقهم على هذا المجرور التافه والرهط الفوقي المتجرد من الضمير والاخلاق مرده – غالبا – تنويريتهم الزائفه وسعيهم الدؤوب لإبدال ملفات الاصلاح الحقيقي بترهات سخيفه وقضايا بعيده كل البعد عن وجع الناس وحاجاتهم الاساسيه وتوقهم الفعلي نحو دولة القانون والمؤسسات واليموقراطية الحقه التي ترتكز على قيم الحق والانصاف والعدالة ، وبخلاف ذلك فإن مساحات التسامح والغفران في قلوب وضمائر هذا الشعب العظيم واسعه وتتسع لاكبر من تخرصات رموز هذا الرهط التي أتحفونا بها في الايام الماضيات .

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts