التيارات “المتطرفة” بغزة .. صنيعة إسرائيلية هدفها ضرب المنظومة الأمنية

التيارات “المتطرفة” بغزة .. صنيعة إسرائيلية هدفها ضرب المنظومة الأمنية

أعادت حادثتا التفجير اللذين استهدفا حاجزين تابعين للشرطة الفلسطينية، غربي مدينة غزة، مساء الثلاثاء، المخاوف من عودة نشاط التيارات المتطرفة في قطاع غزة، والتي توصف بأنها “صنيعة الاحتلال”، في ظل الكشف عن اختراقات إسرائيلية لصفوف تلك الجماعات، التي تسعى لضرب المنظومة الأمنية والوحدة الوطنية في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، فجر اليوم، استشهاد ثلاثة عناصر من الشرطة، وإصابة ثلاثة آخرين جراء تفجيرين منفصلين استهدفا حاجزين للشرطة غرب مدينة غزة، الليلة الماضية، وتمكنها من كشف التفاصيل الأولية لمنفذي الانفجارين.

وبحسب مصادر محلية، فقد قام اثنين ممن يوصفون بـ “المنحرفين فكريا”، بتفجير نفسيهما، الليلة الماضية، في حاجزين للشرطة الفلسطينية بمدينة غزة أسفر عن مقتلهما واستشهاد ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة عدد آخر بجراح.

ارتباط مخابراتي

يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب: “إن المستهدف من انفجاري الليلة الماضية ليس أفراد الأمن وإنما المنظومة الأمنية في غزة والتي أثبتت نجاحها على مدار سنوات وواجهت تحديات كبيرة وواجهت محاولات عودة إشاعة الفوضى والفلتان واستغلال هذه العناصر التكفيرية لتحقيق أجندات مخابراتية”.

ويضيف الغريب لـ “قدس برس”: “ثبت من التجارب السابقة أن كل هذه العناصر أصحاب الفكر المنحرف والتكفيريين لديهم ارتباطات مع أجهزة مخابرات خارجية وهذا من يثير الشك ويعزز رواية أن من يريد أن يعبث بأمن قطاع غزة هي جهات مخابراتية تستغل العناصر من أصحاب هذا الفكر لتحقيق أجنداتها المخباراتية الخاصة”.

ويشدد على أنه لا يوجد في قطاع غزة بيئة لتنامي مثل هذه الظواهر وهي مرفوضة اجتماعيا ووطنيا وفصائليا وحتى داخل أوساط العشائر والعوائل الكبرى.

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن ما حدث كان أمرا مفاجئا وغير متوقع نظرا لطبيعة المجتمع الفلسطيني البعيد عن التطرف بكل أشكاله.

ويقول المدهون لـ “قدس برس” : “هذه سابقة خطيرة جدا ينظر لها المجتمع الفلسطيني على أنها غير مقبولة وتؤدي إلى انهيار المجتمعات من الداخلي وتضر بالقضية الفلسطينية، وتعتبر طعن بالخلف ليس فقط لحماس وإنما للجهد الفلسطيني المقاوم والمشروع الوطني الفلسطيني”.

الاحتلال المستفيد

ويؤكد المدهون، أن المستفيد الأول والأخير من هذه الأحداث، الاحتلال الإسرائيلي والمتضرر الأول والأخير منها هو الشعب الفلسطيني وقضيته.

ويشير إلى أن هناك تجارب سابقة استطاع الاحتلال من خلالها تجنيد بعض المنحرفين فكريا للعمل في غزة ولا يستبعد أن يكون عمل استخبارتي إسرائيلي للوصول إلى هؤلاء المتطرفين والتكفيريين وزجهم في مسار أدى في النهاية إلى هذه النهاية الكارثية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي: “استغلال واقع قطاع غزة واستغلال الحصار والتشويه التي تطال حركات المقاومة وعلى رأسهم حركة حماس قد تؤدي إلى بعض الموتورين والتكفيرين أن يذهبوا إلى مثل هذه العمليات، ولكم هذه ستكون محدودة ومن الصعب تكرارها”.

برنامج علاجي شامل

واعتبر أن المعالجة الأمنية لا تكفي وانه يجب أن يكون هناك برنامج معالجة كامل يشارك به الجميع يبدأ من البيت وينتهي في المدرسة مرورا بالمسجد والسوق والشارع”.

ودعا إلى أن يكون هناك نبذ مجتمعي لهذه الظاهرة وأن يسارع عوائل الانتحاريين للتبرؤ منهم ومن فعلتهم، ما سيساعد في وأد هذه العمليات بشكل كامل، مؤكدا أن “المجتمع الفلسطيني مجتمعا واعيا مثقفا متدينا بشكل سليم ولا يعيش في الانحراف ولا التطرف والتخوين ولا يدخل به أمراض الطائفية”.

الأمن خط احمر

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سمير حمتو أن الأمن خط احمر في غزة ولن يقبل بها احد في قطاع غزة سواء أجهز أمنية أو فصائل أو عوائل.

ويقول حمتو لـ “قدس برس”: “إن كان الأعداء يظنون أنهم بجرائمهم القذرة التي تستهدف الأبرياء قد ينجحون في زعزعة الأمن والاستقرار في غزة فهم واهمون”.

ويضيف: “نثق بشعبنا الذي يشكل حاضنة للمقاومة ثم بالأجهزة الأمنية الساهرة على امن الوطن والمواطن حتما ستفشل كل المؤامرات التي تحاك ضد غزة”.

ويصف حمتو ما حدث بأنه “أمر شاذ وطارئ ومنبوذ من القاصي والداني، والعمل التخريبي ليس ضد حماس ولا أمن غزة إنما ضد كل فلسطيني”.

ويشير إلى أن “العلماء والمجلس التشريعي استنفذ كل الطرق للتحاور مع هذه العناصر التكفيرية، وأنه آن الأوان للتوقف عن هذه الطريقة والضرب بيد من حديد عليهم حتى لا يكرروا ما فعلوه”، وفق قوله.

ضرب الجبهة الداخلية

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في مقال له بعنوان: “إن غدا لناظره قريب” : “قد لا يكون هناك علاقة مباشرة بين المنفذين والاحتلال ولكن اختيار التوقيت واستهداف أفراد الشرطة وخاصة في هذه المناطق الحساسة يعطي مؤشر بأن يد الاحتلال ظاهرة فيما جرى وأن منفذي حادثي التفجير تلقوا تعليمات ممن ظنوا أنهم قيادات لهم، وهم في الحقيقة قد يكونوا من جهاز المخابرات الصهيوني بهدف ضرب الجبهة الداخلية وإشاعة الفوضى وفقدان الأمن وإشاعة البلبلة في ظل حالة الحذر الشديد في أوساط الأجهزة الأمنية تحسبا لقيام الاحتلال بعمل إرهابي ضد غزة ومقاومتها”.

وأضاف: “ما نقوله ليس من فراغ بل هناك أدلة سابقة من خلال ما يجري في سيناء من قيام بعض المنفذين لعملياتهم الإجرامية كانوا موجهين من قبل مخابرات الاحتلال يدعوا أنهم ينتمون إليهم وهم يمثلون قيادة ميدانية دون أن يرونهم أو يتعاملوا معهم وإنما توجه لهم الرسائل عبر الفيس او الواتس اب وهم بدورهم يقومون بتنفيذ ما يصدر اليهم من تعليمات وقد سبق أن حذرت الأجهزة الأمنية من مثل هذا النوع من العمالة وهذا النوع من الارتباط المجرم”.

واعتبر الصواف أن من يحمل الفكر المتطرف أشد وقعا من فعل العملاء، مستدركا بالقول: “أن مجتمع غزة متماسك أكثر مما يظنون وأن الأجهزة الأمنية لديها القدرة على الكشف وكشف الارتباط ومع أي الجهات”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: