عبدالله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الدساتير آخر من يحمي من الاستبداد!

عبدالله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

مهما كان الدستور متحررا، ومهما كان مصوغا بأقلام كبار المفكرين والقانونيين ليمنع الاستبداد ويكفل الحريات للشعب ويكفل التداول السلمي للسلطة، إلا أنه لن يمنع التعدي على الحريات العامة، ولن يمنع الاستبداد، ولن يمنع مستبدا؛ شخصا كان أم عائلة أم حزبا، من أن يحتكر السلطة.

أولئك المسؤولون والعسكريون والنخب والشخصيات العامة والمنتخبون ووسائل الإعلام الذين يحترمون الدستور ويؤمنون به قولا وفعلا، ويعملون بمقتضاه بأمانة وتجرد، والمستعدون للتضحية من أجل ذلك؛ هم القادرون على كبح جماح كل من تسول له نفسه الاستبداد والاستحواذ على الحكم تحت أي ذريعة.

لدى ترامب نزعة استبدادية واضحة، وكان لا يخفي إعجابه بالمستبدين والحكام الدكتاتوريين، ولا يخفي إعجابه بالزعماء الذين يسحقون معارضيهم.

ترامب كان مستعدا للاستحواذ على الحكم بأي طريقة، والفيديو المسرب له ولعائلته وحاشيته التي لا تقول له لا، وهم يبدون ابتهاجهم بغزوة الكونغرس، تدل على أن الرجل كان ينوي شيئًا لو أن الأمور سارت على ما يرام، فما الذي أفشل المخطط؟

أفشله أقرب المقربين له نائبه مايك بنس، ذلك الذي لا يقل تطرفا ولا إنجيلية (نسبة إلى الإنجيليين المحافظين) منه. كلمة واحدة من بنس كانت كافية ليدخل ترامب الحلبة للصراع حتى الموت. كان يكفي أن لا يصادق بنس على النتائج، ورغم أن المصادقة أمر بروتوكولي كما هي العادة، إلا أنه يمكن إيجاد مخرج قانوني لجعله غير ذلك، وبالفعل فقد كان هناك مخرج قانوني وإن كان متهافتا، لكن بنس لم يرضخ لرغبات وجموح ترامب، فأطفأ نارا كان يمكن أن تحرق أمريكا.

ليس بنس وحده، بل معظم أعضاء حزب ترامب الجمهوري وقفوا ضده، حتى وسائل الإعلام التي كانت تحارب معه، وقفت ضده عندما انقشع غبار المعركة الانتخابية.

الجيش أعلن صراحة أنه لا علاقة له بهذه الأمور، وقف الجميع؛ مسؤولون ونخب وعسكريون وشخصيات عامة ووسائل إعلام، ضد رغبات ترامب رغم أن تلك الرغبات وجدت طريقها لعشرات الآلاف من أنصاره الذي اقتحموا الكونغرس، ولو رضخ بنس وانقسم الكونغرس لكنا نرى الآن مشهدا مغايرا تماما، ولكان ترامب الآن سيد الشاشة بلا منازع، ولكان مئات الآلاف انضموا لعشرت الآلاف، ولما تجرأ “فيسبوك” أو “تويتر” على تجميد حسابات ترامب، ولدخلت أمريكا عصرا آخر.

لا تنقصنا في بلادنا الدساتير ولا الخطابات المنمقة التي تعلي من شأن الحريات العامة، ما ينقصنا تلك النخبة التي تحترم وتؤمن قولا وفعلا بتلك الدساتير، وتمنع أي شكل من أشكال الاستبداد والتغول واحتكار السلطة.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts