السرعة العالية وتوفير الطاقة.. معركة قطارات المستقبل على أشدها

السرعة العالية وتوفير الطاقة.. معركة قطارات المستقبل على أشدها

كيف تجمع بين السرعة العالية جدا وتوفير الطاقة؟ لتحقيق ذلك تتنافس مشاريع بناء قطارات مستقبلية متعددة وجريئة بحلول عام 2049، كالنفق المفرغ من الهواء لتسيير كبسولات أسرع من الصوت، أو تسيير قطار يعمل بالهيدروجين، أو آخر ينزلق على وسائد هوائية، أو غير ذلك، إلا أن كل هذه الأفكار حتى الآن لا تبدو واقعية ولا قابلة للتنفيذ.

وقالت مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية -في تقرير لها بقلم كلير أوبيه- إن معركة السكك الحديدية في القرن 21 بدأت بالفعل، إلا أنه من الصعب اليوم معرفة من سيفوز بلقب “قطار المستقبل”.

هايبرلوب يصطدم بالواقع

من بين المتنافسين مشروع نفق “هايبرلوب” (Hyperloop) الشهير لمؤسس شركة تسلا للسيارات إيلون ماسك، وهو جهاز قد يربط لوس أنغلوس بسان فرانسيسكو في أقل من 30 دقيقة، بسرعة تزيد على ألف كيلومتر في الساعة، في كبسولات تعتمد على المجالات المغناطيسية، مثبتة في أنبوب مزدوج مرفوع ومفرغ من الهواء.

وتم الإعلان عن مشروع هايبرلوب هذا وسط ضجة كبيرة عام 2013، إلا أنه سرعان ما اصطدم بالواقع، لتعرقله مجموعة من المشاكل الصناعية والتكنولوجية والبيئية، مثل: كيف تجعل الركاب قادرين على تحمل التسارع في الكبسولات؟ وكيف تفرغ الأنبوب بالكامل؟ وبالتالي فإن قضايا السلامة والأداء والتكاليف -رغم هذا الطموح الرائع- بعيدة عن الحل، كما ترى المجلة.

ورغم هذه الصعوبات، فإن رواد الأعمال الآخرين يحاولون إطلاق مشاريع سكك حديدية مماثلة، إذ أعلن ريتشارد برانسون رئيس شركة فيرجن مشروع هايبرلوب خاص به، يتوقع أن تصل سرعته إلى 1078 كيلومترا في الساعة، كما أن الشركة الأميركية “هايبرلوب تي تي” (Hyperloop TT) تعمل على هذه التقنية من موقعها في تولوز لمشروع شحن يسمى “هايبربورت” (HyperPort).

حلم قطار الفضاء

في فئة مشاريع الأكثر مستقبلية، تطمح شركة “سبيس ترين” (SpaceTrain) إلى تشغيل مكوكات مستقلة على وسادة هوائية بمتوسط ​​سرعة يصل إلى 500 كيلومتر في الساعة، إلى ما يزيد على 700 كيلومتر في الساعة، إلا أن هذا الحلم يواجه اليوم مشكلات تمويل تعرضه بأكمله للخطر، كما يقول أحد الأشخاص من داخل هذه الشركة الفرنسية الناشئة.

وتقول هذه الشركة إن فكرتها مستوحاة من قطار “جان بيرتين” الذي تم تطويره في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم التخلي عنه بعد بضع سنوات لصالح القطارات السريعة الحالية.

وسيلة نقل الغد

وتقول المجلة إن هناك قطار الهيدروجين، وهو يعمل بخلايا الوقود التي تحل محل محركات الديزل، وكذلك ستنتج خزانات الهيدروجين والبطاريات الكهرباء التي تحرك القاطرة.

يقول جيرار كوكري إن “قطار الهيدروجين سيقلل اعتمادنا على الطاقة، لكننا نحتاج إلى بناء شبكة من البنى التحتية المناسبة، وتقوية مهاراتنا في كيفية تخزين ونقل الهيدروجين”.

غير أن دينيس كاندوسو -الذي يجري بحثا في هذا الموضوع بجامعة غوستاف إيفل- يرى أن العمر الافتراضي الحالي للقطار يبلغ نحو 40 عاما، مع تجديد المحرك بعد 20 عاما، في حين أن “خلايا وقود الهيدروجين عمرها نحو 5 سنوات، وباهظة الثمن”.

ماغليف.. طريق واعد

وترى المجلة أن القيود التكنولوجية والبيئية والمالية لمعظم المشاريع المستقبلية لا تزال بعيدة عن السيطرة، ولذلك يمكن أن يكون أحد المسارات الواعدة هو أحد أقدمها، مثل قطارات الرفع المغناطيسي المعروفة باسم “ماغليف” (Maglev) التي تستخدم التقنيات الألمانية واليابانية التي تم تطويرها في السبعينيات.

وأشارت لوبس إلى أن سرعة القطارات وصلت عام 2003 إلى 430 كيلومترا في الساعة، إلا أن الصين أعلنت مؤخرا إطلاق مركبة “ماغليف” بسرعة 600 كيلومتر في الساعة، غير أن محور التطوير الذي يبحث عنه جميع اللاعبين اليوم يتعلق بالنظام البيئي، لأن السلطات العامة التي تمول قطارات المستقبل هذه لم تعد قادرة على تجاهل المسألة البيئية، ليس فقط في مجال النقل عالي السرعة، بل أيضا في مجال النقل الحضري وبين المدن، وكذلك الشحن.

وخلصت المجلة إلى أننا سنرى بالتأكيد ظهور المزيد من القطارات “الهجينة”، باستخدام الهيدروجين جزئيا في أجزاء معينة غير مكهربة من مسارها، مشيرة إلى أننا إذا كنا لا نعرف مدى سرعة قطار المستقبل، فمن المؤكد أنه سيكون أكثر استقلالية وأكثر صداقة للبيئة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: