السودان.. ارتفاع الأسعار يضرب موسم الأضاحي

السودان.. ارتفاع الأسعار يضرب موسم الأضاحي


– السودان يملك 107 ملايين رأس من الماشية

– ارتفاع أسعار المواشي بنسبة 300 بالمئة 2021
– سعر الأضحية هذا الموسم يصل 168 دولارا
– التصدير والوقود والنقل أهم أسباب ارتفاع أسعار الماشية

قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، تكاد تخلو أسواق الأضاحي بالسودان من المشترين، في ظل ارتفاع الأسعار، وتآكل مداخيل السكان مع تعويم العملة المحلية (الجنيه).

وارتفعت أسعار الضأن 200 بالمئة العام الجاري، تزامنا مع إصلاحات اقتصادية تطبقها الحكومة باتفاق مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات التمويلية والدول المانحة.

وتراوحت أسعار الأضاحي ما بين 40 – 75 ألف جنيه سوداني ما يعادل (91 – 173 دولارا)، ارتفاعا من 18 – 25 ألف جنيه (40 – 56 دولارا) العام الماضي.

وعلى الرغم من تصنيف السودان من أعلى الدول إنتاجا الماشية، إلا أن الأمر لم ينعكس إيجابيا على المستهلك، لعدة عوامل، بحسب خبراء، أهمها التصدير للخارج، ما يؤدي إلى شح المعروض الداخلي للماشية.

ويمتلك السودان أكثر من 107 ملايين رأس من الماشية.

** مصدر للنقد الأجنبي

تعتبر الثروة الحيوانية في السودان، إحدى مصادر النقد الأجنبي، بسبب الصادرات الكبيرة للمواشي إلى الخارج، بمتوسط عائدات سنوية مليار دولار، وفق إحصاءات حكومية.

منذ 2011، فقد السودان 80 بالمئة من إيرادات النقد الأجنبي بفقدانه ثلاثة أرباع آباره النفطية إثر انفصال جنوب السودان.

والجمعة الماضية، دعا النائب رئيس مجلس السيادة محمد دقلو حميدتي، إلى ضرورة وضع برنامج متكامل ورؤية مشتركة لتطوير قطاع الثروة الحيوانية بمشاركة المنتجين والمصدرين.

وأكد المسؤول السوداني، خلال لقائه تجار ومنتجي الماشية بسوق المويلح بأم درمان غربي العاصمة، على ضرورة الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية ابتداء من المنتج وصولا إلى موانئ التصدير الخارجية.

وانتقد حميدتي “الإهمال الكبير الذي تُواجِهه أسواق المواشي في السودان”، بالرغم من مُساهمته في توفير أموال كبيرة لخزينة الدولة.

وعانى السودان خلال الفترة الماضية من إرجاع المملكة العربية السعودية لصادراته من الماشية لأسباب مختلفة من بينها ضعف المناعة.

وخلال الأشهر الماضية، أعادت السعودية 42 باخرة من الماشية بحسب حديث وزير الثروة الحيوانية السوداني حافظ ابراهيم.

وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، أصدرت وزارة الزراعة والبيئة السعودية، خطاب يفيد بوقف أذونات استيراد الماشية من السودان نظرا لظهور حميات مجهولة.

إلا أن السعودية استأنفت صادراتها من الماشية السودانية مطلع العام الجاري.

** تحرير أسعار الوقود فاقم المشكلة

وعلى الرغم من معروض كبير من الخراف السودانية، إلا أن ذلك لم يساهم بشكل أو آخر في خفض أسعار الأضاحي لهذا العام.

وقال التاجر بسوق المواشي جنوب العاصمة الخرطوم، وهب الله محمد أحمد، إن “هنالك كميات كبيرة جدا من الأضاحي هذا العام بسبب الاشكاليات التي صاحبت صادرات الماشية الحية”.

وأضاف لـ “الأناضول”: “على الرغم من ذلك، فإن أقل سعر للأضحية يبلغ 40 ألف جنيه، ويتراوح أعلى سعر ما بين 60 – 75 ألف جنيه”.

وبرر أحمد ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام، لارتفاع تكلفة النقل من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك، لا سيما بعد تحرير أسعار الوقود.

وفي يونيو/حزيران الماضي طبقت الحكومة الانتقالية سياسة تحرير البنزين والسولار طبقا للأسعار العالمية.

وأفاد أحمد بتراجع الطلب على الأضاحي لهذا العام، وسط توقعات بتحسن الطلب مع اقتراب عيد الأضحى.

** رسوم وأعلاف مكلفة

وكشف أحمد عن عدد من الصعوبات التي تواجه أسواق الماشية، أهمها النقل والرسوم والجبايات التي تفرضها الحكومة على الماشية، والتي قال إنها تصل إلى 5 آلاف جنيه (11 دولار) على الرأس الواحد.

في المقابل، برر التاجر أحمد اسماعيل الجراري ارتفاع أسعار الأضاحي بارتفاع أسعار العلف.

وقال الجراري لـ”لأناضول” أن سعر جوال العلف (50 كغم) ارتفع إلى 17 ألف جنيه (37 دولارا) هذا العام، من 11 ألف جنيه (24 دولارا) العام الماضي.

** مبادرات خيرية

وقلل الجراري من مساهمة مبادرات خيرية لطرح أسعار الأضاحي بأسعار مخفضة، وتأثيرها على الأسعار في الأسواق العامة الماشية.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية عن طرح مبادرة الأضحية هذا العام بأسعار مخفضة، تصل إلى 35 ألف جنيه (78 دولارا)، بكميات تصل إلى 80 ألف رأس من الضأن.

بدورها، شكت المواطنة كزم آدم لمراسلة “الأناضول” من أن “الأضحية هذا العام لن تكون في متناول أيدي المواطنين هذا العام”.

وأضافت: “أقل سعر للأضحية هذا العام تصل إلى 50 ألف جنيه، وهو سعر يزيد عن معدل أجور العاملين بالدولة”.

وقفز معدل التضخم في السودان إلى 378.9 بالمئة في مايو/أيار الماضي، من 363 بالمئة في ابريل/ نيسان.

(الدولار = 440 جنيها)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: