العراق.. كورونا يشل الحياة داخليا ويعزل البلد خارجيا

العراق.. كورونا يشل الحياة داخليا ويعزل البلد خارجيا

البوصلة – دفع انتقال فيروس كورونا إلى العراق، السلطات المسؤولة إلى اتخاذ إجراءات واسعة غير مسبوقة للحد من تفشي المرض، وهو ما شل الحياة في داخل البلاد وعزلها على المستوى الخارجي.

وسجل العراق أول إصابة مؤكدة بالفيروس في 24 شباط/فبراير الماضي، وكانت لطالب إيراني يدرس العلوم الدينية في النجف (جنوب) جرى ترحيله لاحقاً لبلده.

ثم توالت الإصابات في البلاد حتى وصلت إلى 47 جميعها لأشخاص قدموا من الجارة الشرقية إيران، توفي منهم 4 مرضى، فيما تعافي 4 آخرون، وفق أرقام السلطات الصحية في البلاد.

سُجلت حالات الإصابة في 10 محافظات بالبلاد من أصل 18، أكثرها عدداً رُصدت في بغداد بـ19 إصابة.

ومنذ ظهور المرض، بدأت السلطات باتخاذ إجراءات للحد من تفشي الفيروس، تصاعدت تدريجياً حتى شلت الحياة داخلياً وعزلت البلاد خارجياً.

وصدرت آخر القرارات الاحترازية، الجمعة، من خلية الأزمة الحكومية الخاصة بمكافحة الفيروس.

فيما تم البدء صباح الأحد، بتنفيذ قرار إغلاق 5 منافذ برية مع إيران بشكل تام حتى 15 مارس/آذار الجاري.

**عزلة خارجية

وجاء في القرار الساري لمدة أسبوع، قابل للتمديد، إن خلية الأزمة، تحث العراقيين المقيمين في إيران على العودة إلى بلدهم لغاية 15 آذار/مارس، وبعد ذلك سيتم اغلاق المنافذ الحدودية كافة أمام العراقيين، باستثناء مطارات بغداد، والبصرة (جنوب)، والنجف (جنوب)، واربيل (شمال).

كما تم إيقاف حركة التبادل التجاري في المنافذ البرية مع إيران ودولة الكويت بدءاً من 8 آذار/مارس ولغاية 15 من الشهر ذاته.

ووفق قرارات خلية الأزمة، فإنه يحظر دخول الوافدين من 11 دولة، وكذلك سفر العراقيين إليها، وهي الصين، وإيران، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وسنغافورة، وإيطاليا، والكويت، والبحرين، وفرنسا، وإسبانيا، حتى إشعار آخر، باستثناء الوفود الرسمية والهيئات الدبلوماسية.

** شل الحياة داخلياً

ونص القرار أيضاً على “استمرار إغلاق أماكن التجمعات العامة كـ (المولات، دور السينما، المقاهي، المطاعم، المسابح، قاعات المناسبات والمنتزهات، النوادي والمنتديات الاجتماعية) حتى أشعار آخر.

إلا أنه سمحت بفتح المحلات التجارية لغرض توفير المستلزمات المعاشية الضرورية من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر.

وبشأن تعليق دوام المدارس والجامعات الساري منذ 28 شباط/فبراير الماضي، فقد قررت خلية الأزمة تمديد التعليق حتى 21 آذار/مارس الجاري.

فيما تم إقرار تقليص عدد العاملين في المؤسسات الحكومية إلى النصف، مع التناوب فيما بينهم، باستثناء الأجهزة الأمنية والصحية والخدمية.

وخولت الخلية أجهزة الأمن بتنفيذ القرارات، خاصة المتعلق منها بإغلاق أماكن التجمعات العامة.

ويتمتع العراق بعلاقات وثيقة تربطه بإيران، مما صعّب عليه اتخاذ قرارات متعلقة بإغلاق الحدود وتعليق التبادل التجاري مع جارته الشرقية.

إلا أن السلطات العراقية، باشرت بتنفيذ هذه الإجراءات الوقائية، عقب موجة من الضغوط الشعبية المطالبة بإغلاق تام للمعابر البرية مع إيران.

** إلغاء خطبة الجمعة في كربلاء

وللمرة الأولى منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، لم تقم المرجعية الدينية العليا في العراق التابعة لعلي السيستاني صلاة الجمعة، في مدينة كربلاء (المقدسة لدى الشيعة).

كما قررت الإدارة المحلية في محافظة كربلاء، الخميس، إغلاق حدودها بشكل كامل أمام العراقيين وغيرهم لمدة أسبوع.

ويزور كربلاء سنوياً ملايين الشيعة، لأغراض دينية، تتعلق بإحياء مناسبات وزيارة أضرحة.

وتشهد المزارات فيها تجمعاً كبيراً من الناس، مما يسهّل انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى آخر.

** الصحة العالمية: حالات التعافي ستزداد

في السياق ذاته، طمأن مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق، أدهم إسماعيل العراقيين، بأن حالات التعافي من الفيروس ستزداد في البلاد خلال الأيام المقبلة.

وقال إسماعيل في تصريح صحفي إن “منظمة الصحة العالمية تشيد بإجراءات وقرارات خلية الأزمة في العراق”.

ولفت إلى أن “الإجراءات في المطارات متوافقة مع معايير الصحة العالمية”.

واعتبر أن “عدد الحالات المسجلة في العراق بفيروس كورونا قليلة، مقارنة بدول الجوار ذات التماس مع إيران”.

وأضاف، أن “عدد حالات الشفاء من الفيروس سيزداد في العراق، وأن معظم الحالات المصابة خفيفة ومتوسطة، ونسبة شفائها عالية جداً”.

وتابع إسماعيل قائلا إن: “وفداً يتكون من ستة، يعدّون من كبار الخبراء في المنظمة، سيصلون إلى العراق يوم الثلاثاء المقبل، فيما ستصل شحنة من الأجهزة الطبية والمستلزمات الصحية يوم غد الأحد”.

** انتقاد برلماني

وانتقد رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية أرشد الصالحي، الإجراءات الحكومية.

وقال الصالحي في بيان، إن الفيروس انتشر في العراق بسبب “تهاون الحكومة وعدم تعاملها بالمستوى المطلوب”.

وأضاف أن الحكومة لم تخصص الأموال المطلوبة للجهات المعنية بمكافحة الفيروس، كما أن الحدود لا تزال مفتوحة مع إيران.

وأشار الصالحي، وهو رئيس الجبهة التركمانية، إلى أن “التثقيف الصحي لا يزال بحاجة إلى رعاية وثقافة أوسع من السلطات المعنية”.

وحتى الأحد، أصاب الفيروس أكثر من 106 ألفا حول العالم في 103 دولة وإقليم، توفي منهم أكثر من 3600، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: