محمد المسفر
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

القاهرة غزة رام الله وإسرائيل

محمد المسفر
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بعد إعلان وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وإسرائيل بعد معركة قاسية دامت 11 يوما، اتصل بي أحد متابعي ما أكتب في الصحافة، وقال: “دُمّرت غزّة، أبراجها العالية وبنيتها التحتية، منازل ومتاجر مواطنين أبرياء ومقارّ حكومية، وما برحت باحات المسجد الأقصى مسرحا للجنود الإسرائيليين المدجّجين بالسلاح لحماية المستوطنين، وحي الشيخ جرّاح في قبضة الإسرائيليين، وسكانه مهدّدون بالطرد. وأيضا أخطرت القوات الإسرائيلية يوم 31 الشهر الماضي (مايو/ أيار) بهدم عشرة منازل فلسطينية في بلدتي نعلين ودير قديس غرب رام الله، وأعطي أصحاب تلك المنازل فترة أسبوع للإخلاء والهدم. وفي الداخل الفلسطيني، أعني 1948، الاعتقالات والتهديدات بالقتل بلغت مداها، فقد اعتقل أكثر من ألفي مواطن فلسطيني لتعاطفهم مع المقاومة،.. وأنتم تقولون انتصرت المقاومة، وحققت الأهداف المخطط لها، ومن بينها تحرير الأرض وحماية المواطنين”.

(2)

حتما محدّثي خرّيج مدرسة التيئيس، ولست في مجال الرد على ذلك، ولكن يقتضي القول إنه لم يكن مطلوباً من ثورة/ انتفاضة أو هبّة الفلسطينيين في غزّة والضفة الغربية أن تؤدّي إلى التحرير.

الانتفاضة/ الهبّة الشعبية في فلسطين التاريخية، انطلاقا من فعل المقاومة من غزّة، هي التعبير عن إرادة شعبية تريد أن تقنن أمرا ثوريا مهما للغاية، هو تحقيق “حالة القطيعة” مع العدو. وبالتالي رفض أي محاولاتٍ للتسوية لا تحقق أهداف الشعب الفلسطيني، من بينها عودة اللاجئين إلى أملاكهم التي هُجّروا منها، أو نزحوا عنها، عبر الحروب الإسرائيلية عليهم، وإقامة دولتهم المستقلة. وبذلك تكون الانتفاضة/ الهبة الفلسطينية قد حققت مبدأ “الصدمة” التي لا يعود بالإمكان إيقافها، وهنا قمة النصر للانتفاضة، وهذا ما تحقق، على الرغم من الصعاب والمؤامرات على المقاومة الوطنية في غزّة.

تصدّت المقاومة لدولةٍ نوويةٍ تملك بيدها كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك القنابل الارتجاجية التي تشبه الزلازل عند وقوعها على الأرض

إلى جانب ذلك، تصدّت المقاومة لدولةٍ نوويةٍ تملك بيدها كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك القنابل الارتجاجية التي تشبه الزلازل عند وقوعها على الأرض. تعيش المقاومة في غزّة تحت حصار ظالم، يشترك فيه بعض العرب، مع الأسف الشديد، وكذلك سلطة رام الله، إلا أنها استطاعت إلحاق “الصدمة والترويع” لقادة الكيان الصهيوني. لم يكن هؤلاء يتوقعون أن يصل سلاح المقاومة إلى عمق الأرض المحتلة، بما في ذلك عاصمة الكيان الصهيوني، تل أبيب، وإلى أبعد من ذلك، وتعطيل حركة الإنتاج على مستوى الدولة، وإرغام السكان في العيش في الملاجئ فترات لم يعتدها الإسرائيليون. لقد اكتسبت القضية الفلسطينية، بحكم فعل الانتفاضة، عطف الرأي العام العالمي، وتضامنه مع تلك القضية، عبّرت عنهما المسيرات الشعبية في معظم عواصم العالم ومدنه الكبرى، تأييدا لحق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه، ورفض الممارسات الإسرائيلية القاتلة، والتي ذهب ضحيتها، في العدوان أخيرا، 67 طفلا من بين ضحايا آخرين. ومن علامات الانتصار إعلاميا أن صحيفة نيويورك تايمز تنشر في صفحتها الأولى صور 67 من أطفال غزّة أحرقتهم إسرائيل، وهي سابقة في تاريخ هذه الصحيفة المرموقة.

(3)

رأينا مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، في عناق أخوّة وتفهم مع رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار. وذكرت الأنباء أن كامل اجتمع بممثلي جميع فصائل المقاومة في غزّة، ووجد موقفا موحدا تجاه مقاومة إسرائيل. وقبل مغادرته، وضع، برفقة وفد من حركة حماس، حجر الأساس لإنشاء مدينةٍ سكنيةٍ وسط قطاع غزة تبرّعا من مصر. ونقول هنا شكرا لمصر، ولكننا نطالب بما هو أهم، رفع الحصار عن قطاع غزّة. ولا يدري الكاتب صلة رام الله العباسية بجهود مدير المخابرات المصرية، في هذه الظروف، وهو يعلم علم اليقين أن السلطة الفلسطينية في رام الله فقدت مكانتها، والحديث معها مضيعة للوقت، بعد حرب الـ11 يوما. وفي القاهرة، كان وزير خارجية إسرائيل، غابي أشكنازي، يقول إنه جاء للحديث مع المصريين عن نتائج الحرب، وعن خلافة محمود عباس، وأمور أخرى. كلنا يعرف أن وظيفة السلطة حماية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، طبقا لاتفاق أوسلو عام 1993، وهي التي لا تستطيع السلطة حماية سكان الضفة الغربية الذين يقعون تحت سلطانها من عنف المستوطنين المتوحشين وجنود الاحتلال. والمفترض ألا يكون الوسيط المصري في هذا الشأن محايدا عند الحديث عن مطالبة إسرائيل غزة بإطلاق سراح جنود إسرائيليين أسرى لديها، بل يجب إدراج جميع المعتقلين لدى السلطات الإسرائيلية من الضفة الغربية، سواء كانوا من حركة حماس أو من عامة الشعب الفلسطيني عند الاتفاق على تبادل المعتقلين، أيا كانت صفتهم، بما في ذلك المعتقلون من مناطق 1984.

الأبراج والمساكن التي دمّرت ليست لأعضاء في “حماس” التي أعلنت أنها في غنى عن أن تمتد يدُها إلى أموال إعادة الإعمار

أمر آخر، نهيب بالقيادة المصرية اليوم أن ترتفع درجة التعامل مع حركة حماس من كونها أمنية إلى سياسية، أي أن يكون التفاوض على درجتين، سياسية مرتبطة بوزارة الخارجية والرئاسة المصرية، وتبقى القضايا الأمنية بيد المخابرات، وهذا، في تقدير الكاتب، أفضل لمصر، وسموّ بمكانتها أمام المجتمع الدولي.

(4)

وتعتبر زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رام الله ولقاءه بمحمود عبّاس محاولة للدفع به إلى دائرة الضوء الدولي، بعد ان أحرقت “معركة سيف القدس” جميع أوراق عبّاس وعرّته سياسا. أبلغ الوزير الأميركي عباس بأنه يجب عدم استفادة “حماس” من أموال إعادة إعمار غزّة. لقد غاب عنه أن أهل غزّة كلهم وقفوا إلى جانب المقاومة، وليسوا كلهم ينتسبون إلى حركة حماس، فإعادة إعمار ما دمّرته إسرائيل، البنية التحتية، والمزارع والمصانع والكهرباء والشوارع المدمّرة عنوة، تخدم أهل غزة جميعهم، فالأبراج التي هدمت، والمساكن التي دمّرت، ليست لأعضاء في حركة حماس التي أعلنت أنها في غنى عن أن تمتد يدُها إلى أموال إعادة الإعمار.

آخر القول: انتصرت المقاومة ضمن إمكاناتها، على الرغم من دعاة التيئيس.

(العربي الجديد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts