القيادي يحيى شقرة.. رجل دعوة بامتياز بروحٍ أبوية وعمل دؤوب رحل بصمت

القيادي يحيى شقرة.. رجل دعوة بامتياز بروحٍ أبوية وعمل دؤوب رحل بصمت

عمّان – البوصلة

على الرغم من كبر سنّه وقدره كما يقول محبوه ومن عاصروه في حياته وعمله إلا أن القيادي في الحركة الإسلامية يحيى شقرة (أبو هيثم) كان على درجة عاليةٍ من التواضع والعمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل والملل، ومع أنه كان يتوارى في الظلّ ولا يحب الظهور العلنيّ في الإعلام إلا أنه كان حريصًا على إنجاز كل التفاصيل التي تهم دعوته وتعلي من قدرها فانتخبه إخوانه أمينًا للسر في جماعة الإخوان المسلمين.

لم يكن أبو هيثم خطيبًا يعتلي المنابر، ولكنّه كان رجل دعوة بامتياز فكان مربيًا وداعية إلى الله يعمل بصمت، وكان يعمل بروحٍ أبوية يلمسها كل من يعاشره من إخوانه ومحبيه فكان شديد الصبر والحلم، يعمل بجد ومثابرة كان جنديًا أم كان في القيادة ولا يشعر أحدًا ممّن حوله أنه الأكبر سنًا وقدرًا فينجز ما يكلف به على أتمّ وجه ويبتغي الأجر والثواب من الله.

نذر نفسه لدعوة الإخوان

وقال القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ حمزة منصور في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: “رحل اليوم عن دنيانا أخٌ كريمٌ وداعية مفضال الأستاذ يحيى شقرة (أبو هيثم) وكان رجل دعوة بامتياز، نذر نفسه لهذه الدعوة، وما توانى عن خدمتها والقيام بواجبها وقدره إخوانه تقديرًا عاليًا إذا انتخبوه أمينًا للسر العام”.

وأضاف منصور، “إن أبا هيثم لم يكن خطيبًا بقدر ما كان ملتزمًا مربيًا عاملاً بصمت، وكل من اقترب منه يرى صدقه وإخلاصه، وكان يحب ويُحب، وكان يألف ويؤلف ولعمرو الحق هذه من شيم الرجال الرجال، ومن صفات الدعاة إلى الله عز وجل”.

وختم بالقول: “أسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله في الصالحين وأن يأجره أجر المجاهدين المخلصين وأن يخلف على دعوته دعوة الإخوان المسلمين بمن يحمل هذه الراية بصدق وأن يأجر أبناءه وإخوانه واحبابه وأن يعوضهم خير العوض”.

صاحب الروح الأبوية المتفاني بإنجاز عمله

من جانبه عبر رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر في تصريحاته إلى “البوصلة” عن حزنه الشديد لرحيل القيادي يحيى شقرة (أبو هيثم)، وقال: “رحم الله أخانا أبا هيثم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله أن يجمعنا به في ظلّ رحمته يوم لا ظل إلا ظله، ورحمة الله على إخوانه الذين سبقونا إلى بارئهم ورحمة الله على أموات المسلمين أجمعين”.

ومما يذكر من مصاحبته للراحل أضاف أبو بكر، “تزاملنا في العمل لعدة سنوات في المكتب التنفيذي والمركز العام، وفي الحقيقة لم  يكن صعبًا التعرف أولاً على أخلاقياته فكنت ألاحظ في تلك ا لفترة والفترات اللاحقة حسن خلقه واتسامه بالصبر والحلم، وكل من عاشره من الشباب خاصة يلمس فيه الروح الأبوية في التعامل”.

وتابع، “أنا لم أسمع منه يومًا كلمة تؤذي، أو تسيء لأحد، حتى لو اشتد الجدل والنقاش في أي قضية، ولاحظت في مواقع عديدة ومواقف كثيرة أنه يبحث دائما عن الحق، وكان جريئا في كلمة الحق، ويتكلم بقناعاته”.

واستدرك أبو بكر بالقول: “لكني ايضًا لم ألمس فيه تعاليًا في العمل أو تقصيرًا، فكان شديد الدأب لإنجاز أعماله والقيام بها وهو كما عرفته منه ومن غيره أنه كان منذ بداية شبابه وفتوته كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين وعاملاً فيها منذ كان طالبا في المدرسة، وبقي ثابتا على التزامه حتى توفاه الله، فنسأل الله تعالى ان يجعل ذلك في ميزان حسناته”.

“كنت ألاحظ في الحقيقة أنه مستقلٌ في الرأي والتفكير، ويحاول بالقيام بالأعباء الملقاة على عاتقه والأعمال التي يكلف بها بكل صدقٍ وإخلاص، وكنت يومًا أميناً للسر وكان نائبًا لأمين السر ولكنه معي ومع غيري لم يكن يشعر أحدًا أنه الأكبر سنًا وقدرًا، وكان يقوم بأعماله بكل تواضع وبكل جدية”، على حد تعبيره.

ونوه إلى أن أبا هيثم كان حتى آخر لحظة يحاول أن ينمّي معلوماته ومعارفة ويقرأ ويتابع ويطلع، نسأل الله أن يجمعنا به في مستقر رحمته.

وختم حديثه بالقول: “نحن فقدنا أخًا عزيزًا وكبيرًا الحقيقة، كبيرًا في قلبه كبيرًا في نفسه، نسأل الله أن يرحمه ويبارك في عقبه ويخلف اهله وإخوانه ومحبيه في هذه المصيبة وأن يبدلهم خيرًا”.

من يعملون في الظل بصمت يقفون خلف كل نجاح

من جانبه أكد القيادي في الحركة الإسلامية ورئيس جمعية العودة كاظم عايش في تصريحاته إلى “البوصلة” أن أمثال الداعية الكبير يحيى شقرة (أبو هيثم) هم من يقفون خلف كل نجاح، فتراهم يعملون في الظل بصمت ولا يحبون الظهور يبتغون بذلك وجه الله تعالى.

وقال عايش: “لا شك حين نفتقد أمثال هؤلاء الرجال الذين كانوا يعملون في الظل بصمت ولا يبتغون إلا ثواب الله سبحانه وتعالى، نشعر بأننا نخسر الكثير بفقدان هؤلاء الكبار”، مستدركًا: “إن كنّا لا نعلمهم ولا نعلم تفاصيل ما كانوا يعملون به فالله سبحانه وتعالى يعلم وهو الذي يجزيهم أفضل الجزاء”.

وشدد على أن المرحوم يحيى شقرة أبو هيثم كان من الرجال المخلصين المنتمين للفكرة وللدعوة وللجماعة، ويعمل بجد منقطع النظير رغم تقدمه بالسن ويعمل بجهد وطاقة الشباب، وكان لا يتوانى عن متابعة أدق التفاصيل التي تهم جماعته ودعوته.

وقال عايش: “لم نر فيه سوى الداعية المثابر شديد الحرص على عمله ودعوته وعلاقته بإخوانه، ولا شك أن امثال هؤلاء هم الذين يكونون وراء كل نجاح ووراء كل عمل ناجح، يكون وراءه أمثال هؤلاء المخلصين الصادقين الذين يعملون بصمت ويتوارون عن الأضواء والشهرة ولا يسعون وراءها”.

وختم بالقول: “لا شك أننا بفقدهم نفقد الكثير، ونترحم على روحه الطاهرة ونسأل الله أن يجعل مقامه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا”.

الحركة الإسلامية تنعى القيادي في الجماعة يحيى شقرة (أبو هيثم)

ونعت جماعة الإخوان المسلمين القيادي فيها يحيى شقرة “أبو هيثم”، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم، بعد مسيرة حافلة بالعمل في ميدان الدعوة إلى الله.

وقالت في تصريح صادر عنها: نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وإخوانه ومحبيه الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون

كما نعى الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة وأعضاء المكتب التنفيذي وكافة كوادر الحزب المربي الأخ يحيى شقرة (أبو هيثم).

وأضاف الحزب في تصريحٍ صادر عنه إن يحيى شقرة من رجالات الحركة الإسلامية وأمين سر جماعة الإخوان المسلمين الأسبق، والذي توفي اليوم، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يتقبله في جنات النعيم، كما نتقدم بخالص العزاء لأسرة الفقيد ونسأل الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: