الكرك: مبانٍ قديمة وتراثية مهجورة ومهملة تتحول الى مكاره صحية

الكرك: مبانٍ قديمة وتراثية مهجورة ومهملة تتحول الى مكاره صحية

تنتشر وسط مدينة الكرك عشرات المباني والبيوت القديمة التراثية المهجورة، التي يلفها الاهمال والنسيان، الامر الذي جعلها مرتعا للكثير من الحشرات والقوارض ويصدر منها الروائح الكريهة.

واشارت فاعليات كركية، الى ان هذه المنازل كانت في زمن قريب تشكل الحياة الاجتماعية والثقافية والهوية الحضارية للمدينة لتميز نمطها المعماري وحراكها الاجتماعي قبل ان يهجرها غالبية ساكنيها لمناطق خارج المدينة، بالإضافة الى اهمال الجهات المسؤولة عن متابعتها وحل مشكلتها. وطالبت الفاعليات، بضرورة اعادة ترميمها وتأهيلها عمرانيا وديمومة نظافتها لتكون استمرارا لمسيرة المدينة التاريخية والحضارية ومكملا للمشروع السياحي بجذب وتوطين السياح. وقال الباحث مهند المجالي، ان من الظواهر المزعجة التي لازالت تنتظر قرارات جريئة لحلها واثرت سلبا على البيئة والمعلم التاريخي لمدينة الكرك، تلك البيوت القديمة المهجرة التي كانت ذات زمن لها دلالات تاريخية لارتباط معظمها بأسماء رموز كركية وعائلات كانت مزارا لها.

واوضح ان هذه البيوت المهجورة شهدت مفاصل المراحل التي مرت بها الكرك ولعبت دورا اجتماعيا ضمن مراحل تاريخية من عمر المدينة. ولفت الى انها ايضا اصبحت الان تشغل حيزا معيقا لأي خطوات في إعادة بناء المنظومة السكانية وما يترتب عليها من الرؤية التي تبنتها مؤسسة اعمار الكرك في اعادة صياغة الكرك وبيئتها التراثية الضاربة بالتاريخ. واكد المجالي، ان القضية تتطلب من الجميع التعاون وتضافر الجهود من المؤسسات الوطنية للمحافظة عليها واعادة دورها الاجتماعي والحضاري، حيث ان هذا الامر لن يتطلب عناء وجهدا ماليا، لان الهياكل العامة للمباني التي تحمل حجارة واشكالا معمارية مذهلة ما تزال قوية وشامخة وتعطي للنظرة الاولى البهجة.

بدوره، قال الناشط حسين الطراونة، ان المباني القديمة في الكرك بالرغم من حالتها السيئة الا انها تعد من المشاريع الواعدة سياحيا في حال ترميمها وتنظيفها ضمن نمط معماري تراثي يعيد لها تاريخها ودورها الحضاري ووقف هدمها.

واكد ان هذه البيوت هي الهوية الحضارية لمدينة الكرك، وأن تغيير الهوية المعمارية للمدينة يؤثر على طبيعتها. من جانبها، قالت مديرة سياحة الكرك وداد المجالي، ان وزارة السياحة وضمن المشاريع السياحية التي نفذت بالمدينة عملت على ترميم وصيانة العديد من البيوت والمواقع التراثية بالمدينة واعادتها للحياة واستخدامها في مختلف النشاطات الثقافية والسياحية والاجتماعية وخاصة المواقع المجاورة للقلعة، لافتة إلى ان الوزارة تعمل على تطوير منطقة البركة ومسار وسط المدينة.

واضافت انه يجب استثمار المباني القديمة بشكل مناسب للمحافظة على الارث الحضاري والتاريخي.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية بالبلدية المهندسة ساجدة الرهايفة، ان المباني القديمة هي ملكية شخصية ولا يحق للبلدية التصرف بها الا بموافقة المالك وعلى نفقته الخاصة، لافتة الى قيام البلدية بشكل دوري بحملات رش فقط بالمبيدات الحشرية في جميع احياء المحافظة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: