المفاوضات الأفغانية تتواصل بالدوحة.. وطالبان: لا نسعى للسلطة بالقوة

المفاوضات الأفغانية تتواصل بالدوحة.. وطالبان: لا نسعى للسلطة بالقوة

طالبان اتهمت الحكومة الأفغانية بإفشال اتفاق الدوحة (الجزيرة)

بدأت المفاوضات بين وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة، وذلك بعد أن انتهت الجولة الافتتاحية في وقت سابق من صباح اليوم السبت في أجواء إيجابية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تتكون من 14 عضوا بالتساوي بين الطرفين لمناقشة أجندة المفاوضات.

وكانت الجولة الجديدة من المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان انطلقت في العاصمة القطرية صباح اليوم، وتبحث ملفات وقضايا توصف بالمصيرية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة طالبان سهيل شاهين للجزيرة إن الحركة لا تبحث عن الوصول للسلطة عبر القوة العسكرية، وإنها تنظر بإيجابية للجولة الحالية من محادثات الدوحة.

وأشار شاهين إلى أن الحكومة رفضت عرضا سابقا لخفض التصعيد، مؤكدا أن ما يميز الجولة الحالية من المحادثات هو حضور وفد حكومي رفيع المستوى.

وأضاف أن طالبان تملك القدرة للسيطرة على كامل أفغانستان، ولكنها ترغب في تحقيق السلام، ودعا الحكومة إلى “أن تبدي الجدية الكافية”.

وقال رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر في الدوحة في كلمته خلال افتتاح المحادثات إن الحركة ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى نتيجة إيجابية في محادثات السلام الأفغانية.

وأضاف برادر أن المفاوضات الأفغانية بدأت منذ 10 أشهر لكنها لم تحرز تقدما ملموسا كما كان متوقعا، وشدد على أن طالبان لن تسمح بأي محاولة للنيل من وحدة الأراضي الأفغانية، حسب قوله.

المرونة لأجل السلام

من جهته، قال عبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة الأفغانية ورئيس وفد الحكومة إن تحقيق السلام في البلاد يتطلب مرونة من الطرفين، مضيفا أن الأرضية مناسبة الآن للسلام في أفغانستان.

وأضاف عبد الله خلال الجلسة الافتتاحية أنه يجب تسريع المفاوضات للتوصل إلى حل يرضي الجميع، وأنه لا حل عسكريا لمشكلة أفغانستان، مما يحتم بذل الجهود للتوصل إلى حل سياسي.

وأوضح أن الشعب الأفغاني هو الخاسر من استخدام الحكومة القوة ومحاولة طالبان الانتصار عسكريا، حسب وصفه.

تطورات ميدانية

ميدانيا، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل مدني واحد وإصابة 9 آخرين في انفجار لغم أرضي بمدينة أيبك (شمال غربي البلاد)، والتي تشهد مواجهات بين قوات الحكومة الأفغانية ومسلحي حركة طالبان.

وتواصل القوات الحكومية حملتها لليوم الثالث على التوالي لاستعادة مدينة سبين بولدك ومعبر تشمن الإستراتيجي على الحدود مع باكستان في ولاية قندهار.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 284 عنصرا من طالبان في عمليات عسكرية نفذتها في عدد من الولايات، أبرزها بلخ وقندهار وهلمند وتخار وكابل وننغرهار وغزني وخوست خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت إنها أبطلت مفعول 15 عبوة ناسفة.

في المقابل، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على مركز مديرية دند في ولاية قندهار، وقالت إنها سيطرت على معدات وآليات في المديرية بعد انسحاب القوات الحكومية منها.

كما بث المتحدث الإعلامي باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد فيديو من منطقة سبين بولدك الحدودية مع باكستان يظهر سيطرة الحركة على المنطقة.

وبثت اللجنة الإعلامية في طالبان مقابلة مع مدير جمارك المنطقة الحدودية بهدف التأكيد على سيطرة الحركة تماما على إدارة المنطقة.

قلق الجوار

من جهته، قال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد إن سلطات أمن الحدود تراقب ما يجري قرب معبر تشمن الحدودي مع أفغانستان وتتخذ الخطوات اللازمة.

وأعلنت إسلام آباد أنها تمكنت من تسييج نحو 90% من المنطقة الحدودية.

وتستمر باكستان في إغلاق حدودها البرية مع أفغانستان منذ 6 يوليو/تموز الجاري، وذلك منعا لتفشي فيروس كورونا حسب ما هو معلن.

غير أن مصادر محلية في باكستان لم تستبعد أن يكون الإغلاق تخوفا من موجات لجوء أفغانية جديدة إلى باكستان بسبب تدهور الوضع الأمني.

وكانت سلطات الأمن الباكستانية قد رفعت حالة التأهب على امتداد الحدود مع أفغانستان.

موقف روسيا

وبينما تعيش دول الجوار قلقا من التطورات الجارية في أفغانستان أعرب مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف عن قلق بلاده إزاء تصاعد حدة الأعمال العدائية في البلاد، قائلا إننا “نعتقد أن حركة طالبان لا تسعى للاستيلاء على السلطة”.

وأضاف كابولوف -في مقابلة مع وكالة الأناضول- أن “أكثر الاشتباكات نشاطا تحدث في المقاطعات الشمالية المتاخمة لدول آسيا الوسطى الحليفة والشريكة لروسيا”، وأكد أن هدف طالبان هو تعزيز موقفها قبل بدء مفاوضات السلام.

وتابع المسؤول الروسي أن طالبان تدرك العواقب السلبية لسيناريو استخدام العنف للوصول إلى السلطة، وبالتالي فهي غير مهتمة بتنفيذه، مشيرا إلى أن الحركة “أكدت مرارا من خلال المفاوضات -بما في ذلك اتصالاتها معنا- عزمها على تحقيق المصالحة”.

وأضاف أن موسكو اتخذت خطوات لمنع انتشار النشاطات القتالية من أفغانستان إلى الدول المجاورة، وقال “ناقشنا هذه المسألة مباشرة مع وفد طالبان خلال زيارته لموسكو”.

وفي معرض تعليقه على فكرة النشر المؤقت للقوات الأميركية في دول آسيا الوسطى، قال إن “عملية سحب القوات الأميركية من أفغانستان يجب ألا تتحول إلى نقل البنية التحتية العسكرية الأميركية إلى الدول المجاورة”.

وذكر كابولوف أن “الوضع في أفغانستان يتطور بشكل ديناميكي للغاية، وموسكو مستعدة -باعتبارها لاعبا ناشطا- لاستضافة لقاءات بين الأفغان بهدف تعزيز محادثات السلام”، ولم يستبعد عقد اجتماعات في موسكو بالمستقبل القريب، ولا سيما في إطار “الترويكا الموسعة” الخاصة بأفغانستان (التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان).

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: