الملف الإيراني يهيمن على محادثات مدير الـ CIA في “إسرائيل”

الملف الإيراني يهيمن على محادثات مدير الـ CIA في “إسرائيل”

– مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز يزور تل أبيب
– بن مناحيم: تهدف لتقريب وجهات النظر الإسرائيلية-الأمريكية حول الملف الإيراني
– الزيارة تستبق اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت

يهيمن الملف الإيراني على الزيارة التي يقوم بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى الكيان الإسرائيلي المحتل.

وهذه هي الزيارة الأولى للمسؤول الأمريكي، منذ توليه منصبه؛ ولكنه سبق أن زار المنطقة كثيرا في الماضي عبر مناصبه في وزارة الخارجية الأمريكية.

ووصل بيرنز، الثلاثاء، إلى إسرائيل، والتقى، الأربعاء، رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

وقال مكتب بينيت، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن اللقاء بحث “تعزيز التعاون الاستخباري والأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة، والأوضاع في الشرق الأوسط مع التركيز على إيران، وإمكانيات توسيع التعاون الإقليمي وتعميقه”.

كما ذكر وزير الدفاع بيني غانتس، في تغريدة في تويتر، إنه التقى بيرنز، وقدم له معلومات عما سماها “تحركات إيران العدوانية في المنطقة”.

وتأتي الزيارة في وقت تتأرجح فيه التقديرات الإسرائيلية، حول إمكانية عودة مفاوضات “فيينا” لبحث الاتفاق النووي الإيراني ما بعد تنصيب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

ولكنها تأتي أيضا على وقع تصاعد التهديدات المتبادلة ما بين إسرائيل ومنظمة حزب الله اللبنانية، وهجمات بحرية على سفن إسرائيلية أو تديرها إسرائيل، في بحر العرب، تُوجّه إسرائيل أصابع الاتهام لإيران بالمسؤولية عنها.

وفي إسرائيل، ما زالوا يذكرون بأن بيرنز، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، لعب دورا محوريا في المفاوضات السرية الأمريكية-الإيرانية، التي أدت الى الاتفاق النووي عام 2015.

ويعتبر بيرنز من المدافعين عن الاتفاق النووي، الذي تنتقده إسرائيل بشدة.

وتأتي زيارة بيرنز الى إسرائيل قبل لقاء من المرتقب عقده نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بالبيت الأبيض، وهو الأول بينهما.

ويعتقد يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الإسرائيلي، أن اللقاء يهدف الى تقريب وجهات النظر الإسرائيلية-الأمريكية حول الملف الإيراني قبل اللقاء المرتقب بين بينيت وبايدن.

وقال بن مناحيم لوكالة الأناضول “المعلومات الأولية تشير إلى أن الوفد الإسرائيلي الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي، لم يتمكن من إيجاد أرضية مشتركة للاتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، حول مفاوضات فيينا، بشأن الملف النووي الإيراني”.

وأضاف بن مناحيم “الاعتقاد السائد هو أن بيرنز، يريد من خلال لقاءاته مع رئيس الوزراء بينيت ورئيس جهاز (المخابرات الخارجية) الموساد ديفيد بارنياع، أن يقرب وجهات النظر استعدادا للقاء بالبيت الأبيض، وأيضا للمفاوضات في فيينا بعد أن تم تنصيب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي”.

وأدى “رئيسي” اليمين رئيسا لإيران في الخامس من أغسطس/آب الجاري خلفا لحسن روحاني.

وأشار بن مناحيم إلى أنه “واشنطن طلبت من إسرائيل مؤخرا عدم الانجرار إلى تصعيد عسكري في لبنان لأنها تعتقد أن من شأن ذلك التأثير على فرص تجدد المفاوضات في فيينا”.

ورأى أن “الإدارة الأمريكية معنية بالحكومة الإسرائيلية الحالية، ولا تريد أي خلافات جدية معها تؤثر على فرص بقائها”.

وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الثلاثاء، أن “إسرائيل مهتمة بمعرفة ماهية السياسة الأمريكية تجاه الإدارة الجديدة في إيران، برئاسة إبراهيم رئيسي، في ظل احتمال عودة الاتفاق النووي”.

وتحاول الحكومة الإسرائيلية التأثير على المخرجات المحتملة لمفاوضات فيينا، حول الملف النووي الإيراني بعد ان أخفقت في منعها.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء “يُعتقد أن برنامج إيران النووي هو محور المحادثات، فضلاً عن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الحكومة الإيرانية الجديدة، والعودة المحتملة للاتفاق النووي الممزق بين إيران والقوى العالمية”.

وأضافت “يأتي وصول بيرنز إلى البلاد وسط تصاعد التوترات في المنطقة؛ قبل أسبوعين، أدى هجوم إيراني مزعوم على سفينة مرتبطة بإسرائيل إلى مقتل اثنين من طاقمها، وفي الأسبوع الماضي، أطلق حزب الله 19 صاروخًا على إسرائيل عبر حدودها الشمالية مع لبنان”.

ومن جهتها، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن زيارة بيرنز “تأتي وسط تقارير عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس طرقًا بديلة لحمل إيران على التوقف عن التقدم في برنامجها النووي مع توقف المفاوضات للعودة إلى اتفاق 2015 مع إيران”.

وأضافت “أحد الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة هو تخفيف محدود للعقوبات مقابل تجميد إيران لتخصيب اليورانيوم، ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تدعو رسميًا إلى العودة إلى الاتفاقية النووية، مع متابعة المفاوضات لجعلها أطول وأقوى”.

وتابعت “يشعر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بالقلق من أن انتهاكات إيران للاتفاقية النووية ستصبح متقدمة جدًا، بحيث تجعل الاتفاقية غير ذي صلة”.

وأشارت “لطالما جادلت إسرائيل بأن إيران وصلت بالفعل إلى هذه النقطة، ففي الأسبوع الماضي، قال غانتس إن إيران قد تكون على بعد 10 أسابيع من قنبلة”.

وزادت “بين فترة الهدوء الطويلة في المفاوضات، ودخول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى منصبه، بالإضافة إلى الهجمات الإيرانية الأخيرة على السفن في الخليج العربي، بما في ذلك في سفينة ميرسر ستريت، والتي قُتل فيها مواطنَين روماني وبريطاني، يعتقد الكثيرون في وزارة الخارجية الأمريكية أن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة غير مرجح”.

واستدركت “مع ذلك، ما يزال هناك فصيل (من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية) متفائلًا، وفقًا لمسؤول إسرائيلي مشارك في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إيران”.

وقالت الصحيفة “تعمل إسرائيل والولايات المتحدة على التحضير لهذا السيناريو، بما في ذلك عندما زارت شمريت مئير، المستشارة السياسية لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ومستشار الأمن القومي إيال حولاتا واشنطن الأسبوع الماضي”.

وكانت إسرائيل قد عارضت الاتفاق النووي لعام 2015، كما تعارض حاليا العودة إلى هذا الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: