الملك وبايدن.. لقاء مرتقب يعيد تشكيل الأدوار في المنطقة

الملك وبايدن.. لقاء مرتقب يعيد تشكيل الأدوار في المنطقة

تتجه أنظار ساسة الشرق الأوسط نحو البيت الأبيض إذ من المقرر أن يلتقي الرئيس جو بايدن، الإثنين، الملك عبد الله الثاني في اجتماع هو الأول مع زعيم عربي منذ توليه منصبه يناير الماضي.

انتظار وترقب لمخرجات الاجتماع الذي اعتبره مراقبون هاما نظرا لتماس عمّان المباشر مع أبرز الأزمات الدائرة في المنطقة بحكم موقعها الجغرافي ودورها السياسي.

بايدن المنتمي للحزب الديموقراطي يسعى جادا للعمل على تحسين صورة بلاده، والتي اعتبرت خلال فترة حكم سابقة دونالد ترامب، “سلطوية ومتفردة” في اتخاذ قرارات انعكست سلبا على استقرار المنطقة.

الأردن من بين تلك الدول التي طالها شرر سوء السياسية الأمريكية في عهد ترامب، لذا فهي تنتظر من إدارة واشنطن الجديدة إعادة تشكيل الأدوار في المنطقة، وعودة الأمور إلى نصابها الحقيقي.

لقاء الملك عبد الله مع بايدين سيحسم الكثير من الأمور وقد يؤدي إلى حصول الملك على تعهدات والتزامات واضحة من بايدن، تحول دون القيام بأية إجراءات من شأنها التأثير على استقرار المملكة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو أمر تحرص عليه واشنطن باعتبار عمان من أهم حلفائها في المنطقة.

وعلى الصعيد ذاته يتوقع أن ينتج الاجتماع حالة من التوافق والتأكيد على تحقيق هدنة سياسية دبلوماسية، على مستوى العلاقات الدولية بين عمان وتل أبيب، وهو ما بدأت دلائله الاستباقية تظهر جليا بعد اتصال الرئيس الإسرائيلي مع الملك عبد الله، واجتماع آخر مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت لم يؤكده الطرفان، فضلا عن اتفاقية المياه الأخيرة.

ملفات أخرى لا تقل أهمية عما سبق ذكره، فبالإضافة للقضية الفلسطينية، ما تزال سوريا تنتظر حلولا دولية جادة تضع حدا لمعاناة لا تنتهي، ويتلقى العراق حسرات غزو أمريكي دمر البلاد وأرهق العباد.

أزمات داخلية كثيرة شهدتها المملكة خلال الفترة القليلة الماضية، وقد زادت حدتها العام الجاري، كان أبرزها قضية “الفتنة” المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين، ومستوى التفاعل الدولي معها، فضلا عن قضايا أخرى تفرض حضورها على لقاء الزعيمين، فواشنطن حريصة على ديمومة الاستقرار بالأردن، سيما مع كثرة الأزمات المحيطة بها.

تعاني عمّان من ظروف اقتصادية صعبة جراء تداعيات الأزمات المحيطة بها، وما رافق انتشار فيروس كورونا من إجراءات طالت جميع القطاعات في المملكة، أدت إلى تعاظم الخسائر، وزادت من حالة الاحتقان الشعبي إزاء الوصفات الحكومية التي لم تفلح في معالجة تلك المشاكل.

الوضع الاقتصادي المتوتر للمملكة، سيدفع الملك إلى الحديث عن هذا الملف خلال لقاء بايدن، ما قد يؤدي في محصلة الأمر إلى توجيه رئاسي من الأخير لأركان إدارته برفع قيمة المساعدات السنوية المقدمة للمملكة تجنبا لحدوث سيناريوهات مشابهة لأزمات الدول الأخرى، وبالتالي خسارة واشنطن لحليفها الأبرز في المنطقة.

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيس للمملكة من حيث المساعدات المقدمة، ووقع البلدان مطلع 2019 مذكرة تفاهم تعهدت واشنطن بموجبها بتقديم 1.275 مليار دولار سنويا لعمان لمدة 5 سنوات.

الحديث عن جدية الحلول لكل تلك القضايا مرهون برؤية السياسة الأمريكية للمنطقة، ومدى حرصها على الاستقرار الإقليمي، بعيدا عن تغليبها للمصلحة الخاصة دون أدنى نظر لما ستؤول إليه الأمور إذا ما تم التعامل مع ما يجري بأسلوب إدارة الظهر للجميع كما فعلت إدارة ترامب.

وعلى الجانب الأمريكي قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في بيان الأسبوع الماضي، إن “زيارة جلالة الملك ستسلط الضوء على الشراكة الدائمة والاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن، الشريك الأمني الرئيس والحليف للولايات المتحدة”.

كما سيناقش الزعيمان، وفق المتحدثة، التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، حيث يتطلع بايدن إلى “العمل مع الملك عبد الله لتعزيز التعاون الثنائي في قضايا سياسية وأمنية واقتصادية عديدة، بما فيها تعزيز الفرص الاقتصادية”.

ويجري الملك عبد الله الثاني منذ مطلع الشهر الجاري، زيارة رسمية، غير محددة المدة للولايات المتحدة، يتخللها أخرى خاصة، وفق ما أعلن الديوان الملكي في بيان سابق.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: