المناعة والرضاعة الطبيعية

المناعة والرضاعة الطبيعية

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 210

بقلم د.عبد الحميد القضاة

v غرسك ربك في غرفةٍ معقمةٍ، في رحم أمك معززا مكرّما، يأتيك رزقك رغدا بقوله:”ثم جعلناه نطفة في قرارمكين”، فغرفتك نظيفة معقمة محصنة من كل الجهات وخاصة ضد الجراثيم.

v استقبلتك بطانة رحم إمّك بكل التهليل والتكبير والشكرلله، وأخذتك إلى مكانك المخصص لك ، فغرستك به آمنة مطمئنة عليك، وبدأت عمليات التغذية من خلال مشيمة تربطك بدم إمّك،حيث تقتطع من قوتها وعناصر جسمها لتُرسل لك طعاما جاهزا معقما لذيذا، في أي ساعة من ليل أو نهار، ومعه ماءً زلالا وهواء نقيا، فأنظر إلى الرعاية المتميزة التي أحاطت بك دون علمك.

v ومع كل هذا لا بد من مزيد من الرعاية والحماية، فتُرسلُ لك موادا بروتينية مناعية لتتحرك وتدور في دمك لتحميك، وفوق هذا يتطور جهازك المناعي ببطئ لتبدأ الإعتماد على نفسك .

v بعد ولادتك، فإن الرضاعة الطبيعية هي خير معين لك،لأن حليب الأم؛ خاصة في البداية يحتوي على ملايين من الخلايا المناعية، وعلى اللبأ الذي يماثل جرعة أولى من التطعيم، لما يحتويه من الأجسام المناعية المختلفة، خاصة في الثلاثة أيام الأولى، وطبيعي جدا بعدها أن يتطور جهازك جهازالمناعي ببطئ ليصبح قويا، خاصة إذا حظيت بأخذ المطاعيم المعتمدة في وقتها

حنان الأمّ

v رجل تجاوز الستين من عمره، ذهب ذات مساءٍ لزيارة والدته الثمانينة، التي انحنى ظهرها واخذ منها الزمن ما اخذ، تحدثا طويلا حتى تأخر الليل واشتد البرد، فبات ليلته عندها .

v نام ملء جفنيه حتى وقت صلاة الفجر، فقام من مرقده، فتوضأ ولبس ملابسه ولم يبقى إلا ّ الحذاء، بحث عنه فلم يجده في المكان الذي تركه فيه، واخيرا وجده، اتدرون اين وجده؟.

v لقد وجده بجوار المدفأة، وعلم أنّ أمّه وضعته هناك حتى يجده دافئا عند لبسه، وقف ينظر طويلا إلى ذلك الحذاء، وهو يفكر في حنان تلك الأم التي إعتبرته طفلا في عينها؛ حتى وهو في الستين من عمره، طال به التفكير ولم يدري بنفسه إلاّ ودموعه تتساقط .

v قال في نفسه: يا الله هل ُيوجد من يفعل ذلك غير الام؟، وهل يُوجد في الدنيا كلها من هو أشد حنانا وعطفا من الام على وليدها؟، أمسك جواله وأطلق تغريدة عن الفعل الذي قامت به أمّه، وارفق معها صورة الحذاء بجوار المدفأة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: