النقابات في 2019.. حراك نقابي “العلاوات” هي عنوانه الأبرز

النقابات في 2019.. حراك نقابي “العلاوات” هي عنوانه الأبرز

عمان – البوصلة

لم تكن النقابات المهنية لتطوي عام 2019 دون أحداث جمّة تسجل في تاريخها، كحال هذه النقابات التي أضحت بيوت خبرة لجميع المهنيين في الأردن، وكذا ملاذًا للحراك النقابي والمهني بشكل مكثف.

فبعد عام 2018 الذي انتهى بلقاء الملك عبدالله الثاني للنقباء المهنيين وزيارة رئيس الحكومة عمر الرزاز لمجمع النقابات في سابقة، شهدت الساحة النقابية هدوءًا لافتا إلى أن أعيد طرح ملف العلاوات المهنية وعلى رأسها علاوة المعلمين التي عُرفت بـ”علاوة الـ50%” ما أدى بالمشهد إلى خوض أكبر نقابة أردنية وهي نقابة المعلمين أطول إضراب مهني في تاريخ البلاد.

أحداث عدة كان أبرزها إضراب المعلمين وملف العلاوات وإضراب مهندسي وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى انتخابات نقابة أطباء الأسنان، وملف إنهاء عقود موظفين بنقابة المهندسين.

إضراب المعلمين

خاضت نقابة المعلمين بعد انتخاب مجلسها الأخير برئاسة النقيب الراحل أحمد الحجايا حراكا طويًلا لتحصيل ما يعرف بـ”علاوة الـ50%”، وهو استحقاق جاء إثر اتفاق نيابي مع النقابة لإنهاء إضراب النقابة عام 2014.

وتنكرت الحكومة لاحقًا للاتفاق، خاصة بعد توقيعها مع مجلس النقابة السابق على اتفاق “مزاولة المهنة”.

دعا النقيب الراحل لاعتصام، وتوفي قبيل الاعتصام بأيام بحادث سير على الطريق الصحراوي، ما أجّج مشاعر المعلمين وزادهم التفافا على فكرة الاعتصام كونه “فكرة الراحل”.

انطلق المعلمون في مسيرات من أماكن متعددة باتجاه الدوار الرابع يومها فأُغلقت الطرق بوجههم ومنعوا من الوصول إلى الدوار ولم ينقض اليوم إلا بإعلان نائب النقيب ناصر النواصرة الإضراب عن العمل إلى أن يتم الاعتذار للمعلمين عن أحداث الاعتصام والاعتراف بعلاوة الـ50%.

امتد الاعتصام طويلًا وسط تعنّت الطرفين نقابة وحكومة خلف موقفهما، فالحكومة تنكر العلاوة من أصلها والنقابة تعلن أن لا عودة إلى الغرفة الصفية دون “الكرامة والعلاوة”.

في الأسبوع الرابع من الإضراب وبعد انغلاق السبل إلى الحلول، وجه الملك عبدالله الثاني الحكومة للتحاور مع النقابة وبذل المطلوب رغم الظرف الاقتصادي الصعب من أجل الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ويعيد عجلة العملية التعليمية إلى مسارها.

اعتذرت الحكومة للنقابة وبعد جولات حوار مطولة اتفقت الحكومة مع النقابة على علاوات ومسار مهني أدت لإسدال الستارة على الإضراب الأطول أردنيا.

إضراب مهندسي التربية

بدأ مهندسو وزارة التربية والتعليم إضرابا عن العمل في بداية عام 2019 بهدف الحصول على علاوات مشابهة لعلاوة المهندسين الآخرين في القطاع العام، وهو ما اتُّفق عليه لاحقا بين النقابة ووزارة التربية والتعليم.

ملف العلاوات

خاضت النقابات المهنية والحكومة حوارات مطولة حول ملف العلاوات حيث كررت النقابات مطالبها بالحصول على علاوات مالية لأعضائها، واستجابت الحكومة خاصة وحاورت النقابات في كافة الملفات المالية وتم الاتفاق على عدد من الملفات المالية رغم الظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد.

ومؤخرا أعلنت الحكومة خطة للتحفيز الاقتصادي بتوجيهات من الملك عبدالله الثاني كان من ضمنها إعلان الحكومة عزمها زيادة رواتب موظفي القطاع العام، وحاورت الحكومة النقابات حول نسب العلاوات ضمن موازنة العام القادم.

انتخابات نقابة أطباء الأسنان

أجرت نقابة أطباء الأسنان مطلع العام انتخابات لاختيار مجلسها للدورة 2019 – 2022 والتي حسمت بفوز الدكتور عازم القدومي (مرشح القائمة النقابية للتغيير) بمنصب نقيب أطباء الأسنان للدورة الثلاثين على حساب منافسه أحمد القادري.

وفازت القائمة النقابية للتغيير بتسعة مقاعد في مجلس النقابة المكون من عشرة أعضاء، فيما حصد المستقل د.اشرف ابوكركي المقعد العاشر.

وفاز عن قائمة التغيير  كل من د.هايل عياش ود.محمد ابوعرقوب ود.خالد مشعل ود.محسن الروسان ود.اية الأسمر  ود.احمد الطراونة ود.علام شكري ود.ميس الحياصات بالإضافة لمرشح مركز القدس د.اسماعيل ملحم.

خلافات المهندسين

شهدت نقابة المهندسين في الشهر الأخير من 2019 خلافات عدة كان أبرزها ملف إنهاء عقود موظفي النقابة حيث أنهى مجلس النقابة عقود 8 من كبار موظفي النقابة لـ”عدم اجتيازهم اختبار الأداء”، فيما قال الموظفون المنتهية عقودهم إن قرار المجلس جاء على أسس انتخابية حيث أن الذين أنهيت عقودهم ينتمون إلى لون انتخابي مخالف لتوجه المجلس الحالي.

كما شهدت النقابة حراكا من لجنة مهندسي القطاع العام اعتراضا على اتفاق بين النقابة والحكومة على نسب العلاوة لمهندسي القطاع العام وهو ما اعتبرته اللجنة اتفاقا مجحفا.

وألغى نقيب المهندسين على إثر احتجاج لهم مؤتمرا صحفيا واتُفق فيما بعد على نسب علاوة جديدة بين اللجنة والنقابة، ووعد مجلس النقابة ببحث هذه المطالب مع الحكومة.

عام ليس بالهادئ لمجمع النقابات، كان للتوتر في العلاقات مع الحكومة نصيب كبير، فكيف سيكون المشهد في العام المقبل؟

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: