نبيلة سعيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

اليمن الـ 6العجاف.. ربح اليمن وخسر المجتمع الدولي

نبيلة سعيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

  كانت البداية في 2006 حينما بدأت المطالبات بتغيير علي عبد الله صالح الذي تقلد رئاسة اليمن منذ يوليو 1978 ، حين شعر اليمنيون أن شيئاً لم يحدث غير الهزيمة واجترار الأمية والتخلف، وتفاقم المرض العضوي والجسدي ، واتساع رقعة الإحباطات من مستويات الحياة الكريمة التي هي حق مشروع لليمن وأهله الذين يمتلكون في بيئتهم الجغرافية الكثير من الثروة التي لم تخرج حيز  الاستفادة ، فما زالت هناك ثروة في عروق جبال ، وشواطئ ، وتربة اليمن .و بعد أن باءت مطالبات اليمنين  بالفشل وتم التحايل على الخيار الوطني والعقل الجمعي للحاضرة اليمنية و اغتيال خيار  تنصيب شخص يمضي باليمن لمرفأ الأمان،  بدأت المحاولات المخنوقة بالعمالة المرتهنة لأيادي خارج اليمن تكره لهذا البلد التاريخي المنشأ عميق الحضارات أن يواكب نهضة الأمم من حوله،  ولم يكتفي عند أن يكون فقط بلد يناهض العيش بل تعداه إلى الحيلولة دون أن يتساوى وأقل دولة متحضرة.

    بدأت السنوات حبلى بالمتغيرات متسارعة في الطموحات متحولة باتجاه الميلاد ، فكانت أربع سنوات من 2006 -2010م كفيلة بأن يطفو على السطح خيار الرفض لحياة الرق والعبودية الملبوسة بالبؤس والمحكومة بتوصيات تفرض قرصنتها على سيادة اليمن ، تقاطرت مبادرات وتحركات محلية من كل المحافظات بدأت بمجموعات صغيرة ثم مكونات ثم أصبحت هبة شعبية انطلقت في حضرموت في 2010م ثم توالت الأحداث وبدأت المطالب تضييق الخناق على صالح  وقتها ونظامه المستميت في البقاء في سلطة لم تعد مشروعة ،ثم انطلقت الوفود الغفيرة من دهاليز الخيار الوطني الشامل بإزالة منظومة الحكم .

     لقد تنبه وقتها الكثير من اليمنين أنهم كانوا يحرسون ويستمعون ويؤملون على شخص واحد كانوا قد  اختزلوا اليمن أرضاً ًوتاريخاً فيه، وتيقظوا لكون مقدسات الوطن وحبه الدفين ظهر طافياً على سطح الشعور أثناء تحية الوطن في الساحات والميادين،  ارتفعت وتيرة الحماس غيرةً على اليمن ومن أجله بعد هتاف الجماهير الممتزجة بأصوات كل الفئات وخرج عام 2011م بتدخل دول الجوار ( الخليج العربي) وابرام اتفاقية (المبادرة الخليجية) التي وقعتها كافة الأطراف السياسية حينها، ووفقاً لآلياتها التنفيذية كان التوافق الوطني الكبير على رئيس توافقي (عبده ربه منصور هادي ) انطلق بعده الحوار الوطني الشامل ليجمع تحت سقفه الكيانات وفرقاء السياسية والناشطين والوجاهات ، والشعب ينتظر بشغف ، إلا أن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية كانت قد منحت حصانة لصالح و أصابت اليمنيين الحالمين بالدولة في صميم الخيار الوطني الشامل ، وبدأت إرهاصات النضال بعد الانتخابات الرئاسية التوافقية  في فبراير 2012م .

    ثم كانت الضربة الأولى على مسودة الحوار الوطني هو اختطاف الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وهو متجه لتسليم المسودة النهائية للدستور اليمني والتي اتفقت عليه كافة الأطراف  ونتج عن 18 شهر حملاً مضاعف كان سيولد عنه بلد يحترم الكفاءات ويوزع الأدوار ويعافي الترهلات التي تآكلت في خاصرة الوطن ، وجاء الـ 21 من سبتمبر 2014 اللعنة الحقيقية على اليمنين الذي لغم حياتهم وبدأ دراما الانحراف عن المسار الوطني بالادعاء ان التظاهرات في شوارع العاصمة صنعاء كانت من أجل قوت المواطن المسكين ومحاربة لغلاء الأسعار وخاصة الوقود واستمرت حتى اسقط الانقلاب العاصمة صنعاء لتصبح تلك البداية التي استدعى من خلالها الرئيس اليمني المنتخب (هادي)  عاصفة الحزم لتشعل فتيل الدمار على رؤوس اليمين في توقيت مفاجئ راح ضحيته الالاف ومازالت الدماء تقطر .

اليوم بعد مرور الـ6 أعوام على عاصفة الحزم تبعتها صناعة الأمل تكشف الأيام أن الضريبة التي تدفعها اليمن غالية و ممهورة بدماء اليمنين وتوجعاتهم  في الداخل والخارج ، اليوم وبعد وصول اليمن للمرتبة 175 في الأسوأ عالمياً من ناحية المعيشة لكل الفئات وينحدر مؤشر التقييم الإنساني العالمي ليعطي اليمن (أسوأ دولة تعاني انهياراً انسانياً حاداً) فترتفع نسبة الفقر إلى 84% ويخرج قرابة الـ 2 مليون طفل عن التعليم النظامي ويتشرد الالاف منهم ، ويسكن مناطق النزوح من النساء فضلاً عن بقية الفئات قرابة الـ 500 ألف امرأة  من بين 2 مليون نازح بالإضافة للمهاجرين والمهجرين والمعتقلين والمخفيين قسراً ، وخلال هذه السنوات كانت أدوار المنظمات الدولية التي تدعي حقوق الانسان لا ترقى لأن تكون موضوعية فضلاً عن صمتها الذي أفرز خروقات واضحة في استهداف الانسان اليمني سواءً بسبب الأوضاع التي يعيشها أو  بآلة الحرب أو بتوظيف أجندة تبقي حالة الحرب مستمرة لتصريف سياسة تقاسم المصالح في الثروات اليمنية وهذا ما يحدث مع الامارات في جزيرة سقطرى اليمنية ومحافظات عدن والضالع وأبين،  وما يحدث في صعدة وصنعاء واب والحديدة ـ وليس هذا فحسب بل لم تفضي المحاولات المكررة لمبعوث الأمم المتحدة الأول والثاني والثالث إلا لتهدئة مقيتة مع من أشهر السلاح في وجوه اليمنين وانقلب على المخرجات التي ساهم في اعدادها وكان من نتيجة إنجازات المبعوث الاممي الدائم على اليمن أن تنهزم كل المحاولات التي تتعلق بالسلام وبناء اليمن بل انحرف مسار التحالف العربي وفقد السيطرة على شركاءه ظاهرياً بينما هناك من يؤكد اتفاقه معهم خلف الأضواء ، نستطيع نقول تبعثرت الجهود وظل الانسان اليمني هو من دفع ضريبة الأحداث مذ البداية من 2006 وحتى  2021م ،انها 15 سنة عجاف وسبع سنبلات قهر وكل عام ينتظر الناس في اليمن الفرج ولا ملامح، لم تكن الحرب إلا المعصية الأخيرة التي قسمت نفس الصبر ففاض بركان الحقد على اليمن وأهله سواءً من أولئك المحسوبون على فلسفة المواطنة أم من الذين يستلقون على جدار الولاء لأهدافه ورعاية مصالحه أو أولئك المخنوقين بالانتظار للفيد خلف كل كارثة تحل باليمن ، لم يسمح التحالف بقيادة السعودية لليمن أن يعيش فرصة مستحقة بالحياة ولم يأذن المجتمع الدولي ، وتصرفت أدواتهما من أبناء الجلدة الوطنية بطريقة أكثر خبثاً على اليمن وأهله، فهل سيكون من نصيب اليمن أن يصل إلى نهاية المطاف ويغادر النفق المظلم ، هل مبشرات ميلاد الخلاص تقترب من اليمن واليمنين ،و هل ميلاد الحياة والاعمار سترفع من  بين أمنيات القاطنين في مربع الانتظار لفرصة أن يعيدوا البناء لليمن ويفترشون ترابه ويرخون على ذواتهم لحاف سماءه ويتنفسون هواءه ويشرعون في تقدير نضالات أبناءه خلال الحضارات المتتالية.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts