أبا الْحَبّابِ أوْجَعَنا الرَّحيلُ
وَدمْعُ العينِ مِنْ ألَمٍ يسيلُ
وَهَلْ في فَقْدِ مِثْلكَ أيُّ فَقْدٍ
دَهانا أيُّها الشَّيْخُ الجَليلُ
لَقَدْ أوْجَعْتَنا وَالله حَقّآ
فَإنَّ فُراقَكُم رِزْءٌ ثَقيلُ
عَليْكَ سَماؤُنا نَحَبَتْ وَضَجَّتْ
وَشَمْسُ الْفَجْرِ شَتَّتها الأُفُولُ
وَهذي الأرْضُ تَبْكي في اعْتِصارٍ
وَذاكَ الرَّوْضُ حَطَّمَهُ الذُّبولُ
وَكُلُّ أخٍ لَكُمْ جافاهُ نومٌ
وَباتَ بِجَنْبهِ قَلْبٌ عليلُ
عَرَفْتُك مُنْذُ أعْوامٍ طِوالٍ
بها قدْ راقَ لي الزَّمَنُ الجميلُ
وَلي مَعَكُمْ أبا الْحَبّابِ ذِكْرى
بها مِنْ طيبِ عِشْرَتِكُمْ فُصُولُ
عَرَفْتُك شامِخآ للأوْجِ تَعْلو
وَفي الإخْلاصِ ليْسَ لَكُمْ مَثيلُ
وَللدّينِ الحَنيفِ وَقَفْتَ طوْدآ
تَذودُ إذا انْبَرى جِبْسٌ دَخيلُ
يَحيكُ لَهُ وينوي السُّوءَ غَدْرۧا
وَيمْلأُ قلبَهُ الْحِقْدُ الضَّليلُ
وَكُنْتَ أخآ حَنونآ ذا فؤادٍ
رَحيمٍ أيُّها الخِلُّ الخليلُ
رَحلْتَ مُخلِّفآ ذكْرآ عطيرآ
تَفُوحُ به الْحدائقُ والْحُقولُ
يَعيشُ بِعُمْقنا وَيَشُعُّ نورآ
يَدومُ مَدى الزّمانِ ولا يَزولُ
أبا الْحَبّابِ نَمْ في ظل عَرْشٍ
تُغَشِّيكَ السَّكينة والقُبولُ
وَفينا سوفَ تَحْيا ما حَييْنا
يُرَدِّدُ ذكرَكُمْ جيلٌ فَجيلُ
وَنضْرعُ للذي خَلقَ البَرايا
لَكمْ دوْحآ يُظَلُّلُها النَّخيلُ
بصُحبةِ سَيِّدِ الثَّقَليْنِ طه
بِجَنّاتِ الخلودِ لكُمْ مَقيلُ
سَتَبْقى في ضَمائرنا جميعآ
مُقيمآ أيُّها الرَّجُلُ النَّبيلُ
اوتاوا / كندا
2021/03/28