بايدن والسيسي.. ماذا خسر دكتاتور ترامب المفضل؟

بايدن والسيسي.. ماذا خسر دكتاتور ترامب المفضل؟

صحيفة واشنطن بوست دعت الصحفيين إلى توقع القليل من الرئيس ترامب الذي وصف السيسي بديكتاتوره المفضل (رويترز)

“يكاد المريب أن يقول خذوني” هكذا يبدو لسان حال الإعلام المصري بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، وخسارة دونالد ترامب الحليف القوي للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي صدق على كل سياساته الداخلية والخارجية دون أي تحفظ، بل وصفه بـ “الدكتاتور المفضل”.

وبات على السيسي، دكتاتور ترامب المفضل، أن ينسى أو يتناسى هذا اللقب مؤقتا، ويستعد لفصل جديد من السياسات الأميركية المختلفة بقيادة الديمقراطيين، ولكنها -وفق مراقبين- لن تؤثر على حكمه، إذ يشكل استقرار الحكم في مصر مفاتيح قوة لدى السيسي.

وبرزت على السطح في كل مكان تساؤلات عن مدى جدية بايدن، في وضع حد لسياسات نظام السيسي، خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات السياسية، خاصة بعد كلمته الشهيرة “لا مزيد من الشيكات على بياض لدكتاتور ترامب المفضل”.

هذه خسائر السيسي

في هذا السياق، يقول مدير مركز العلاقات المصرية الأميركية صفي الدين حامد، معددا خسائر السيسي “لقد خسر السيسي الكثير، أولا خسر دعم القوة العظمى حتى إشعار آخر، لكن ذلك لن يكون بهدف تقويض حكمه وإنما للحيلولة دون استمرار سياساته المتشددة”.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر حامد أن الخسارة الثانية هي ارتباك هيكلي في تحالف السيسي الإستراتيجي مع “محور اليمين المتطرف” والذي يشمل السعودية والإمارات وإسرائيل، وأتباع التطبيع، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى كبح جماح هذا المحور الذي عاث فسادا.

الخسارة الثالثة، والحديث لا يزال لحامد، تتمثل في إضعاف موقف نظام السيسي خارجيا بصفة عامة، وأمام المعارضة المصرية بصفة خاصة، واتسام العلاقة بين الطرفين (الأميركي والمصري) بالفتور والتوتر والترقب تارة والتوبيخ والزجر تارة أخرى.

سحب الضوء الأخضر

سحب الضوء الأخضر من السيسي، بهذه العبارة أجمل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عصام عبد الشافي، المرحلة المقبلة من العلاقات الأميركية المصرية، مشيرا إلى ترامب الجمهوري الذي منح السيسي وداعميه الضوء الأخضر للقيام بكل تلك الجرائم التي ارتكبوها خلال السنوات الأربع الماضية، ومؤكدا هذا لن يكون بنفس الدرجة مع بايدن، الذي سيعطي درجة من الاهتمام لانتهاكات حقوق الإنسان بمصر.

وأكد عبد الشافي في حديثه للجزيرة نت أن إدارة بايدن، ومع إدراكها لأهمية مصر ومركزها الإستراتيجي، قد تمارس ضغوطها أمام فتح المجال العام، وتخفيف القبضة الأمنية للنظام، وتعزيز دور المجتمع المدني والتأكيد على حرياته بعد الاستهداف الممنهج الذي تعرض له منذ الانقلاب العسكري صيف 2013.

لكنه استطرد بالقول: يجب أن نتفق ابتداء على أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تتسم بدرجة عالية من الثبات والاستقرار والاستمرار، أمام وجود مجموعة من المصالح الإستراتيجية التي تقوم على حمايتها وتحقيق أهدافها في المنطقة، لكن في بعض الأحيان يكون هناك تفاوت في ترتيب الأولويات من حيث القضايا ومن حيث الأدوات، وهو ما يلعب عليه السيسي.

مفاتيح السيسي

الأمين العام للمجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية، أسامة الجمال، أكد أن السيسي سيخسر أحد أكبر داعميه في العالم برحيل ترامب عن البيت الأبيض، الذي كان يمنحه دفعات سياسية قوية بمقابلته، ويغض بصره عما يفعله في مصر، بل ويعرب له عن إعجابه بذوقه في اختيار أحذيته.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الجمال أن سياسة بايدن ستتغير عن سياسة ترامب فيما يخص السيسي الذي لن يأخذ “شيكا على بياض” وستكون هناك مراقبة ومحاسبة في الملف الأبرز، حقوق الإنسان، الذي وصل للحضيض.

في المقابل يؤكد الجمال أنه مفتاح البيت الأبيض يمر عبر إسرائيل، وهو ما يدركه السيسي، موضحا أن الربيع العربي انطفأ وخسر في عهد أوباما وبايدن (عندما كان نائبا للرئيس) ولم يفعلا شيئا يذكر لنصرة الشعوب المقهورة.

وأضاف “الأمور في الشرق الأوسط مرهونة بمصالح إسرائيل التي تملي سياستها على أميركا وليس العكس”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: