بذكرى التنحي.. مبارك ورجاله طلقاء ورموز الثورة بالسجون

بذكرى التنحي.. مبارك ورجاله طلقاء ورموز الثورة بالسجون

استقبل مصريون معارضون ذكرى تنحي الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك التاسعة، في 11 شباط/ فبراير 2011 بمزيج من الأسى والبهجة، ونشوة النصر، بعد أن دارت الدائرة عليهم جميعا.


وبات غالبية، إن لم يكن جميع رموز ثورة يناير، إما داخل السجون أو ضحايا القتل والتصفية والإهمال الصحي في السجون، أو أنهم ملاحقون في الخارج، أو قابعون في منازلهم، يحظر عليهم الحديث إلى الإعلام، أو الظهور فيه، أو المشاركة السياسية بكل أشكالها.


يقول سياسيون ومحللون ونشطاء مصريون في تصريحات لـ”عربي21″ إن الانقلاب “مرحلة كاشفة لما بعدها، وكشفت المتسلقين والكاذبين، وهو ما تحتاجه الثورة القادمة التي لن تنخدع بمثل هؤلاء مرة أخرى”.


لكن السياسي والبرلماني المصري السابق، عبد الموجود الدرديري، يرى أن ما يجري على الساحة المصرية الآن هو “ثمن ضريبة شق العصا”، قائلا: “المصريون شقوا العصا، ولن يعودوا إلى حظيرة الطاعة مجددا، مهما حدث”.


وتفاخر بيوم التنحي، قائلا لـ”عربي21″: “لقد حرك في جموع المصريين أجمل مشاعر التحرر من الذل والمهانه، وشقوا طريق الحرية والعدل، ولذلك تآلبوا على الثورة”.

واعتبر أن ما حدث للثورة ورموزها، “جولة من جولات الصراع بين الحق والباطل، العدل والاستبداد”، مستبعدا أن يستمر الوضع مقلوبا على هذا النحو، قائلا: “مهما طال الزمن فستنتصر العدالة لجموع المصريين الأحرار”.

انتصارات وانكسارات

في تقييمه لما حدث، يقول عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، والوكيل السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، جمال حشمت، إنه “في تاريخ الشعوب انتصارات وانكسارات والحق حق وإن انكسر مؤقتا والظلم والاستبداد باطل وإن حظى بأوقات نصر”.

وفي حديثه لـ”عربي21″، فقد اعتبر أن ما حدث للمعارضة، “يعود لأسباب كثيرة، بعد إرادة الله، تحتاج إلى دراسة ومراجعة لمعرفة أوجه القصور وأخطاء الأداء التي وقعت”، مشيرا إلى أن “انتفاش الباطل وظهور كل رموزه وشخوصه لتتمايز الصفوف، ويظهر الحق وأهله ويبوء أهل الباطل بكل جرائم الظلم التي ارتكبوها فتسهل المسائلة يوم الحساب”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “الثورة نظفت صفوف المعارضة من الخيانات والشخصيات المريضة التي خدعت الناس، وهي لا تقل خطورة عن الانقلابيين ومناصريهم، ولم تتأثر المعارضة سلبا بل أضيف لها ثوار رافضون لحكم العسكر في مصر بشكل واضح”.

الثورة الشاملة


ووصف السياسي المصري البارز، محمد شريف كامل، ليلة التنحي بالقول: “لقد تطور الأمر بشكل لم يُفهم في حينها، ولم يكن أي شخص مدركا للأمر ولا يملك أحد أن يدعي أنه كان مدركا للأمر، وأنا لا أتحدث هنا عن دور الدولة العميقة ولاعن دور الجيش، ولكن هؤلاء لم يكونوا ليتحركوا ضد الثورة دون شريان الإفساد (الإمارات، والسعودية، وإسرائيل)”.

وأضاف لـ”عربي21″: “سيقول البعض إن ترك الميدان أعاد الروح للدولة العميقة، ولكن الحقيقة أن تلك الدولة سقطت وهزمت على مراحل بداية من الدعوة لــ 25 يناير وحتى انتخابات الرئاسة”، مشيرا إلى أن “الدولة العميقة بدأت بإعادة ترتيب أوضاعها ببناء المخطط في لحظة انتخاب مرشح الثورة محمد مرسي وحتى انقلاب 3 يوليو”.


ورأى أن “الدرس المستفاد، هو أن الثورة الشاملة هي الحل الأوحد، والشمول هنا يعني وحدة كل القوى الوطنية بكل توجهاتها، وثورة شاملة في المنطقة ليست ثورات مقطوعة الأوصال على الحدود المصطنعة”، لافتا إلى أنه “لا توجد ثورة شعب حققت انتصارا ساحقا”.

وختم حديثه قائلا: “ليست الثورة ولكن الانقلاب هو الذي قضى على مفهوم المعارضة بالشكل الذي يعرفه العالم وبصورته الممسوخه التي عشناها في فترة حكم مبارك، فلا يوجد ولن يوجد في مصر معارضة ما دام السيسي في الحكم وما دام محور الشر مسيطرا على مقدرات الأمور في المنطقه”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: