“تسقط الماكرونية”.. هل تُصيب الصفعة حملة ماكرون المبكّرة بعد أن أصابت وجهه؟

“تسقط الماكرونية”.. هل تُصيب الصفعة حملة ماكرون المبكّرة بعد أن أصابت وجهه؟

قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، وبينما تعيد البلاد تدريجياً فتح اقتصادها الذي زاده وباء كورونا ضعفاً وركوداً، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي جولة حول فرنسا، تستمر خلال الشهرين المقبلين قائلاً إن هدفها “استشعار نبض البلاد”.

ماكرون الذي قال إنه يريد التواصل مع المواطنين بهدف “إغلاق صفحة” الجائحة، بات يُرى أن يُحضّر لحملته “المحتملة” لولاية ثانية أو أنه دخل فعلاً في حملة انتخابية مبكّرة على الرغم من قوله إن مسألة ترشحه في 2022 “سابقة لأوانها”.

وتأتي حادثة الاعتداء بالصفع على ماكرون، بعد مخاوف متزايدة في فرنسا بشأن العنف الذي يستهدف مسؤولين منتخبين، وسط حالة سخط عام من السياسيين، ومن إدارة ماكرون التي ما زالت تتخبّط في معالجة ملفات اقتصادية واجتماعية، وتُعادي جزءاً من المجتمع بذريعة “الانفصالية”.

“تسقط الماكرونية”

رفع الشاب الذي صفع ماكرون شعار “تسقط الماكرونية”، مُسبقاً إياه بعبارة “Montjoie Saint-Denis” وهو شعار حشد حربي يعود إلى فترة الملكية في فرنسا، حسب صحيفة L’Independant.

ويحمل هذا الشعار اليوم يمينيّون يدعون إلى عودة الملكية في فرنسا ويرفضون كل أشكال الديمقراطية في البلاد، بعد أن بات لهم حضور واضح في السنوات الأخيرة بالتوازي مع تسلم ماكرون للرئاسة.

ويواجه ماكرون منذ سنته الأولى في الحكم، حالة من السخط الشعبي الذي تعمّق مع مرور الوقت وزاده الركود الاقتصادي ووباء كورونا احتقاناً. فـ”الماكرونية” التي بشّر بها الرئيس الشاب ساعة انتخابه وكانت تبدو أنها حركة سياسية جديدة، باتت اليوم أمراً يحفّز الغضب لدى الفرنسيين الذين يرون أنه عمق أزماتهم الاقتصادية.

وسيخوض ماكرون معركة إعادة انتخابه -حال الإعلان الرسمي عنها- رئيساً في بلد يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، إذ يرتقب أن يُسجل عجز الميزانية الحكومية في 2021 مستوى قياسياً جديداً ليصل إلى “نحو 220 مليار يورو”، حسب وزارة الحسابات العامة في فرنسا.

يأتي هذا بعد أن سجّل الاقتصاد الفرنسي ركوداً كبيراً عام 2020 جراء أزمة تفشي كورونا مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 8.3%، حسب تقديرات أولية نشرها المعهد الوطني للإحصاء في فرنسا.

تضرر حملة “سابقة لأوانها”

كان ماكرون قد بدأ، الأربعاء، جولة ستأخذه عبر عدد من المدن والبلدات الفرنسية خلال الشهرين القادمين، واصفاً إياها بأنها محاولة لـ”جسّ نبض” الفرنسيين. فعلى الرغم من أنه لم يعلن رسمياً ترشّحه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المرتقبة العام المقبل، إلّا أن صحيفة لوموند الفرنسية قالت إنه بدأ فعلياً حملة انتخابية قبل الأوان في محاولة لجس نبض فرنسا “القلقة والخَرِبَة”.

ماكرون أكد، الخميس، أن مسألة ترشحه في 2022 “سابقة لأوانها”، مشدداً في المقابل على أنه سيضطر إلى اتخاذ “قرارات صعبة” للخروج من أزمة كورونا، قائلاً: “سأضطر إلى اتخاذ قرارات بعضها يتعلق بالنهوض وأخرى صعبة”، لكي تكون السنة الأخيرة من ولايتي الخماسية مفيدة”.

ويحاول ماكرون جاهداً استغلال ما تبقى من ولايته لإقناع الفرنسيين بأحقيته في ولاية ثانية، غير أن الحادثة التي تعرض لها، الثلاثاء، ربما تكون تعبيراً عن حالة سخط شعبي متزايد، قد يصيب حملته الانتخابية المبكّرة بصفعة سياسية أقوى.

فماكرون يعيش حالياً وقبيل أشهر من الانتخابات، واحدة من أصعب الفترات داخلياً منذ ظهوره على ساحة السياسة الفرنسية، إذ يُشير استطلاع رأي أجرته مجلة Paris Match الفرنسية ونُشر، الثلاثاء، إلى أن الرئيس الفرنسي يتمتع بنسبة تأييد لا تتعدى 41٪.

هذا الاستطلاع يبدو أكثر “إيجابية” ربما، إذ تشير استطلاعات أخرى تتعلّق بالانتخابات مباشرة إلى أن ماكرون لن يحصل إلّا على 28% من الأصوات في الدور الأول، فيما قد يحصل على 54% من الأصوات في الدور الثاني إذا ما تواجه مع مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، حسب استطلاع أجرته قناة LCI الفرنسية ونُشر في 24 مايو/أيار الماضي.

متحدثاً لقناة LCI الإخبارية الفرنسية، قال جيلبير كولار، النائب الفرنسي اليميني، إن الصفعة التي تلقاها ماكرون تحمل دلالات قوية، ذلك أنها عنف جسدي أولاً وإهانة ثانياً. فهل تؤثر هذه الإهانة على استطلاعات الرأي القادمة؟ وهل تكون بذلك صفعة في وجه حملة ماكرون الانتخابية المبكرة؟

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: