حشرة تحرم “نعلين” و”بدرس” من الصبر

حشرة تحرم “نعلين” و”بدرس” من الصبر

ينتظر الكثير من المزارعين في محافظات الضفة الغربية المحتلة قدوم موسم الصبر “التين الشوكي” لقطف ثمره وبيعه في الأسواق، إذ يحقق الموسم دخلًا مهمًا للمزارعين كل عام.

ومنذ عشرات السنين يعتمد المزارعون وعائلاتهم في دخلهم على بيع ثمار الصبر في أسواق الضفة ومدن الداخل المحتل، ومنها في الخارج، خلال 40 يومًا من القطاف.

لكن منذ مطلع العام، أصيبت نبتة الصبر في عدد من المحافظات بحشرة “المن القرمزية”، والتي تسببت بتلف الكثير من النبتات وحرمان الأهالي والمزارعين من الانتفاع واستغلال الموسم.

وتنتقل الحشرة بأعداد كبيرة إلى النباتات وتمتص العصارة داخلها، وهو ما يؤدي إلى تشكل طبقة تشبه القطن الأبيض تؤدي إلى سقوط ألواح الصبر وجفافها وموتها.

ويقول المزارع خليل عميرة من بلدة نعلين برام الله إن: “مرض الصبر حرم غالبية أهالي البلدة من الثمر هذا الموسم، كون البلدة من أشهر منتجي الصبر في الضفة الغربية، ولم يستفد من الموسم سوى 4% من المزارعين”.

ويوضح عميرة، لوكالة “صفا”، أن المزارعين حرموا من مصدر رزقهم، وحتى أنهم حرموا من أكل الثمار لكثرة النبات الذي تعرض للتلف بسبب هذه الحشرة.

ويلفت عميرة إلى عدم قدرة الناتج على تغطية الطلب في السوق، وعدم القدرة على التسويق في المحافظات الأخرى.

ويتطرق عميرة أيضًا إلى عدم قدرة المزارعين على علاج النبات وصعوبة القضاء على الحشرة، نظرًا للانتشار السريع للحشرة وسرعة قضائها على الصبر.

وحول مساعدة وزارة الزراعة، يقول عميرة إن: “الوزارة زودتنا بأسماء الأدوية دون تقديم دعم أو علاج ملموس”.

ويضيف “القضاء على المرض يحتاج إلى مبالغ عالية، لأنه يكون عبر رش المبيدات على جميع النبات المزروع في المنطقة الجغرافية، والذي قد يمتد لمئات الدونمات”.

أما المزارع محمد شرابة من نعلين فيشتكي من خسارة الموسم وعدم القدرة على جني ثمر الصبر.

ويقول، لوكالة “صفا”: “لحقت بنا خسارة كبيرة في هذا الموسم، ورغم استخدامنا مبيدات محلية إلا أننا لم نستطع استغلال هذا الموسم وكانت نسبة الإنتاج صفر”.

ويؤكد شرابة أن علاج النبات يحتاج لتضافر جهود وموارد أكبر بكثير من قدرة المزارعين أنفسهم، ولاسيما أنه يحتاج لرش المبيد بشكل دوري لضمان القضاء على المرض، والحاجة لرش مساحات واسعة لضمان عدم انتقال العدوى مرة أخرى.

محاولات فردية

ويقول المزارع حسن عبد الكريم من قرية بدرس إن: “نطاق انتشار المرض واسع، ويحتاج لجهد جماعي للقضاء عليه، إذ تتراكم الحشرات على النبتة بالملايين وتشكل طبقة قطنية تمتص الماء وتجفف النبات وتتسبب في موته”.

ويشير عبد الكريم، لوكالة “صفا”، إلى أنه يرش النبات بمبيدات مرتين كل أسبوع، لافتًا إلى أن الحشرة يمكن أن تعود من منطقة قريبة، مما يجعل الأمر مكلف ودون جدوى.

ويلفت المزارع إلى “تقصير واضح” من مديرية الزراعة برام الله، بعد زيارة فريق من الوزارة للقرية وأخذ عينات لنبتة الصبر.

ويضيف “كان رأي الفريق أن الشتاء سيقضي على الحشرة، لكن ما حصل هو القضاء على النبتة”.

ويؤكد أن انتشار الحشرة بشكل كثيف دون الإسراع في المعالجة سيتسبب بالقضاء على المحصول وتحديدًا في المناطق الغربية من رام الله، مشيرًا إلى أن المزارعين في شمالي الضفة تمكّنوا من المحافظة على النبتة بفعل نشاط مديريات الزراعة فيها.

من جهتها، تقول وزارة الزراعة إنها تتابع انتشار الحشرة القرمزية عن كثب، وتحاول جاهدة الحد من انتشارها.

و”الحشرة القرمزية” هي حشرة قشرية رخوية على شكل بيضاوي لونها أرجواني داكن يتحول إلى قرمزي إذا تم طحنها.

ويشير رئيس قسم أمراض النبات في وزارة الزراعة عماد عيد إلى أن الحشرة ظهرت قبل عامين بقرية فقوعة شرقي جنين، وجرى السيطرة عليها، كون المساحة كانت صغيرة ومحدودة.

ويضيف “لكن الإصابة تنتشر بكثرة هذا العام في بعض قرى رام الله وسلفيت ونابلس وجنين، والتي تتسم بالرطوبة العالية والمحاذية لجدار الفصل العنصري منها”.

ويؤكد أهمية عدم نقل ألواح الصبار المصابة إلى مناطق سليمة، والعمل على وضع الثمار السليمة عند قطفها في صناديق بلاستيكية وليس خشبية من أجل تعقيمها في كل مرة للحد من نقل الإصابة.

ويلفت إلى أن وزارة الزراعة ليس لديها الإمكانيات للتعامل مع هذه المساحات الواسعة من نبات الصبار للقضاء على الحشرة.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: