خبراء إسرائيليون يرصدون إنجازات حماس بجولة القتال الحالية

خبراء إسرائيليون يرصدون إنجازات حماس بجولة القتال الحالية

قال كاتب إسرائيلي إن “إسرائيل ما زالت مأخوذة بالمفاجأة التي بدأت فور اندلاع المواجهة مع غزة، حيث انجرت إلى مواجهة لم تكن في حسبانها.


وأضاف نداف إيال في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته “عربي21″، أن الخطأ كان في “تقدير أن حماس لم ترغب بالتصعيد بشكل كبير، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن الإنجاز الواعي للحركة ليس له حدود، فحماس تتحدث بلغة حزب الله، ومحمد ضيف يتبنى أسلوب حسن نصر الله، بما في ذلك الإنذارات الموجهة لإسرائيل، والوفاء بها، من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل بساعات محددة”.


وأضاف إيال: “الواضح الآن أن إسرائيل انجرت إلى مواجهة حادة، وحسب أسلوبها فإنها لا يمكن أن توقفها قبل أن تتعرض حماس لضربات شديدة، رغم أن الحركة حصلت على فرصة غير عادية بربط الأقصى بالمقاومة في غزة، والدفاع عن القدس، وإيجاد قضية مشتركة يمكن حتى لفلسطينيي 48 أن يتعاطفوا معها، للاستفادة من ملف القدس”.


وأشار إلى أن “الأزمة بدأت في منتصف شهر رمضان حين تم تداول صور عمليات إخلاء واشتباكات في حي الشيخ جراح، أعقبتها احتجاجات في الحرم القدسي، وقنابل صوتية داخل المسجد الأقصى، فيما شارك عدد من أعضاء الكنيست من معسكر اليمين بعمليات الاقتحام، رغم أن الرد الإسرائيلي على ما يحصل في الحرم القدسي سيكون له حسابات جيو-استراتيجية طويلة المدى”.


وأكد أن “إسرائيل الحالية ليس لديها رافعة ردع أمام قطاع غزة، ما دفع محمد الضيف إلى شن مثل هذا الهجوم في يوم القدس، بسبب سياسات بنيامين نتنياهو، واستمراره في تجنب المواجهات العسكرية غير الضرورية، وسعيه لخلق هدوء طويل الأمد، لكن ذلك ترك آثارا سلبية من أهمها تآكل الردع، ودفنت إسرائيل رأسها في الرمال”.


وأشار إلى أن “الإيماءات التي أعقبها التصعيد بشكل جيد ترمز إلى فشل مفهوم عهد نتنياهو، وبسبب ذلك استطاعت حماس تكثيف قدراتها العسكرية في قطاع غزة، تمهيدا لانفجار الوضع الميداني مع إسرائيل”.


وأوضح أن “التطورات الأخيرة أكدت أن إسرائيل تعيش في منطقة مجنونة، وهي الشرق الأوسط، حيث تقاتل إسرائيل في قطاع غزة منظمة مسلحة تستند أيديولوجيًا إلى جماعة الإخوان المسلمين”.

اقرأ أيضا: إسرائيليون: حرب الجبهة الداخلية أخطر من أي تهديد خارجي

عومر دستروي الكاتب الإسرائيلي أكد أنه “بحلول الوقت الذي دخل فيه الجيش الإسرائيلي حالة تأهب قصوى، فقد تمكنت حماس من وضع نفسها كدرع محصن، وتعبئة فلسطينيي 48، وحرق الوعي في القدس وتل أبيب، ورغم سلسلة الاغتيالات وصور الدمار من غزة، فإن حماس لديها اليد العليا، لأنها حققت سلسلة إنجازات يمكنها التباهي بها، من إطلاق الصواريخ نحو القدس إلى مئات الصواريخ دفعة واحدة إلى غوش دان والشارون”.


وأضاف دستروي الباحث بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته “عربي21″، أنه “على الصعيد الاستراتيجي “حصلت حماس على ما طلبته، وأصبحت في نظر المقدسيين وسكان الضفة الغربية المدافع الإسلامي عن فلسطين، وحارسة القدس، بعكس السلطة الفلسطينية وفتح، اللتين تتعاونان مع إسرائيل، وهي بذلك تعزز صورتها في هذه المناطق الفلسطينية على حساب أبي مازن”.


وأكد أن “إنجازات حماس في هذه الجولة يضاف إليها تجنيد الفلسطينيين في المدن العربية داخل إسرائيل، وخوضهم اشتباكات مع اليهود، وهذه من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لحماس ساحة أخرى لمحاربة إسرائيل، مع العلم أن إسرائيل تريد ردع حماس على المدى الطويل، لكن أداءها العسكري الحالي محكوم عليه بالفشل مقدما، فقد أمضى الجيش وقتاً طويلاً بمهاجمة المباني الخالية، لكنها سياسة ليست رادعة بشكل كاف”.


وشدد على أنه “في هذه الجولة القتالية، لن تهزم إسرائيل حماس، لأن هذه النتيجة لن تتحقق إلا من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق تشمل مناورة برية في عمق قطاع غزة، واحتلاله، وتقسيمه إلى مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وإذا أرادت الحكومة الإسرائيلية تحقيق ردع طويل الأمد، فإن عليها شن هجوم حاسم في غزة، وأن تأمر الجيش بتوسيع عملياته بشكل كبير في الجولة العسكرية الحالية، مع اغتيال كبار أعضاء حماس”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: