خبراء: استمرار الردع الجماهيري سيمرغ أنف الاحتلال ويوقف مؤامرته لتهويد القدس

خبراء: استمرار الردع الجماهيري سيمرغ أنف الاحتلال ويوقف مؤامرته لتهويد القدس

عمان – البوصلة

أكد خبراء استراتيجيون وباحثون بشؤون القدس أن استمرار الزخم الشعبي المقدسي والردع الجماهيري سيمرغ أنف الاحتلال في التراب ويوقف المؤامرة المستمرة التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة، مشددين على ضرورة استمرار حشد الدعم للمقدسيين في صمودهم بوجه الاحتلال والمتطرفين الصهاينة.

وقال الخبير الإستراتيجي وأستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” إن قضية القدس والمقدسات لطالما كانت وعلى الدوام بؤرة التوتر التي تحكم العلاقة الأردنية الإسرائيلية، لا سيما وأنها إحدى القضايا الرئيسية “الشوكية” في الصراع العربي الإسرائيلي، مشددًا على أن “القدس” ستبقى خطًا أحمر لا يقبل فيه الأردن باي تنازلٍ كان عن دوره وسيادته.

ولفت المومني إلى أن الموقف الأردني ثابت من قضية القدس والمقدسات الإسلامية فيها وبالشراكة والتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الأردن يتحرك في سياقين الأول يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والآخر متمثل في دعم الموقف الفلسطيني على الأرض وخاصة في القدس والمقدسيين.

ونوه إلى أن الشهور الماضية شهدت العلاقات الأردنية مع الاحتلال توتراً متواصلاً، وإحدى هذه القضايا المهمة سكان حي الشيخ جراح.

وشدد على أن قضية القدس بالنسبة للأردن “خط أحمر” كما تحدث وزير الخارجية، ولا يستطيع أن يتحدث بأقل من ذلك، وهي خط أحمر بالمعنى الديني والمعنى التوافقي.

وأشار المومني إلى أن انتهاكات الاحتلال تصاعدت وتيرتها خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة والتي أظهرت فوز الجماعات اليمينية المتطرفة، منوها إلى أن نتنياهو يسعى اليوم لتشكيل حكومته في ظل أجواء لا يمكن تسميتها بـالـ”فلتان السياسي”، ولكن عدم الوضوح للمشهد برمّته حاضرٌ بقوة.

وقال المومني: “لا أعتقد أن الأردن باستطاعته اتخاذ خطوات تصعيدية باتجاه حرق السفن مع الاحتلال الإسرائيلي”، مستبعدًا في الوقت ذاته اللجوء لمجلس الأمن الذي تملك فيه القرار المسبق قوى “حق النقض الفيتو”، مؤكدًا أن هناك عددا لا يستهان به من قرارات مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية تعترف بأن القدس مدينة محتلة, وهذا يستدعي المزيد من التحركات الأردنية والعربية لحشد المواقف الداعمة لوقف انتهاكات الاحتلال في القدس.

وعن وجود انفراجة بالمشهد ووقف انتهاكات الاحتلال في القدس، أكد المومني إن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن قد تسعى للدخول في سياقات دبلوماسية لتهدئة الوضع، لا سيما وأنها عبرت عن قلقها مما يجري في القدس، منوها إلى أنه من الممكن أن يتم احتواء التصعيد بين جميع الأطراف.

وشدد المومني في الوقت ذاته على أن الرهان اليوم يعتمد على مدى استمرار الزخم الشعبي الفلسطيني في تصعيد الاحتجاجات.

وختم حديثه بالقول: “إن الشارع الفلسطيني مثقل بالاحتلال ومثقل بالحالة الخلافية الفلسطينية، وفي الوقت الذي يراهن فيه الجميع على الانتخابات الفلسطينية لإحداث انفراجة في المشهد برمّته يتم الحديث اليوم عن إلغاء هذه الانتخابات”.

الردع الجماهيري هو الحل بوجه حملة الاحتلال المسعورة

بدوره أكد أستاذ دراسات بيت المقدس في “جامعة اسطنبول 29 مايو” الدكتور عبدالله معروف ان الحل الوحيد في وجه “الهجمة المسعورة” على القدس في أبرز مواسمها  بشهر رمضان المبارك، لا بد أن تكون في الردع الجماهيري والتجمع بأعداد كبيرة كما رأينا مساء 22 أبريل/نيسان.

وقال معروف إن “سلطات الاحتلال تحمل مشروعا واضحاً في القدس يتمثل في تهويد المدينة، فلا الابتعاد عنها ولا التنازل أمامها سيخفف من حركتها تجاه تطبيق هذا المشروع، وإنما بالعكس سيقوم بتسريع تحركها”.

وأضاف أن هذا ما أثبتته الأيام، وكمثال على ذلك نأخذ التهديدات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم 28 من رمضان الذي يوافق بالتقويم العبري ما يسمى “يوم القدس”.

وحذر من أنه لو تنازل المقدسيون أمام هذه الخطوات في باب العامود وفي المسجد الأقصى وفي القدس كلها، فإنها ستصل في مرحلةٍ لاحقةٍ إلى المطالبة بتهويد منطقة باب العامود بالكامل.

المحطة التالية: إفشال اقتحام 28 رمضان

من جانبه أكد الباحث بشؤون القدس زياد ابحيص على ضرورة استمرار الزخم الشعبي في مواجهة اقتحامات المتطرفين الصهاينة برعاية الاحتلال، محذرًا من أنه يجب بعد التصدي لتهديدات مستوطني لاهافا المتطرفين وتمريغ أنوفهم وأنف شرطة الاحتلال في التراب، الالتفات إلى أن أولئك المتطرفين كثفوا حشدهم لاقتحام الأقصى يوم الإثنين 28 رمضان  (10-5-2021) فيما يسمونه “يوم القدس” العبري باعتباره انتقاماً مما حصل ليلة الجمعة وما بعدها.

وقال ابحيص: يراهن هؤلاء المتطرفون على انفضاض أحباب الأقصى عنه بعد ليلة القدر ٢٧ رمضان؛ فيجدون الأقصى خالياً يوم ٢٨ ويقتحمونه بالآلاف ويؤدون الطقوس الدينية فيه… فهل يُترك رهانهم لينجح؟

وتساءل هل تكتمل غضبة باب العامود إذا تركنا المستوطنين المتطرفين يثأرون منها في الأقصى يوم 28 رمضان؟ ليلة الجمعة لم يجرؤ مستوطن واحد على المرور بجانب باب العامود؛ ترى لو حضرت نفس الروح حينها فهل سيجرؤ أي متطرف على اقتحام الأقصى؟

وشدد ابحيص على أن التصدي لهذا العدوان وللاقتحامات هو وقوف في وجه وهم “سمو الاعتبار  اليهودي” في الأقصى، وتكريس لهوية عربية إسلامية في أقدس معاقلنا في وجه إحلال ديني يتطلع إلى محو الأقصى من الوجود ولا يعرف حلول الوسط.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: