حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

رسائل بين عمان والرياض

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

رسالة «الشراكة» التي بعثتها الرياض من خلال قمة العشرين الى عمان، بكل ما تضمنته من خطوات ايجابية تؤكد ان العلاقة بين الأردن والسعودية ما زالت تتمتع بعافيتها، هذا صحيح، لكن الصحيح ايضا هو ان هذه العلاقة تتجاوز دائرة المصالح المتبادلة – على أهميتها – الى ما هو أعمق، حيث التاريخ والجيرة والروابط الاجتماعية المشتركة، وبالتالي فنحن – على الطرفين – بحاجة الى قراءة أخرى مختلفة، تأخذ بعين الاعتبار التحولات السياسية التي جرت في السنوات الماضية، ومرحلة «كورونا « وما بعدها، ثم انعكاساتها على المستقبل ايضاً.

إذا دققنا في أصداء النقاشات التي جرت في السنوات الماضية على هامش الموضوع، نجد ان البعض حاول اختزال العلاقات الأردنية السعودية في «المكاسب» الاقتصادية، كما نجد ان آخرين نظروا للموضوع من زاوية «شخصية» وكأن العلاقات التاريخية بين البلدين مرتبطة بأشخاص او عهود مختلفة، فيما الحقيقة انها أعمق من ذلك، نجد ثالثاً أن أجندة التعاون المشترك ما تزال مجرد عناوين فقط، وانها بحاجة الى لقاءات ومحادثات وتفاهمات، وبالتالي فإن تفاصيلها ما زالت في رحم الغيب بانتظار ان نسمع أخبارا جديدة.

استأذن هنا بتسجيل عدة ملاحظات، الأولى هي ان الأردن تبنى على مدى السنوات الماضية خيار «الحياد الايجابي» تجاه ما يحدث في المنطقة من حروب وصراعات وتحالفات، الا انه انحاز في الأغلب مع الأشقاء في السعودية، ولو نسبياً، تجاه القضايا الكبرى التي شكلت تهديدا للامن العربي، وهذا «التوافق» يبدو مفهوما في سياقات المصالح المشتركة، لكنه له استحقاقاته السياسية، والسؤال هنا : الى اي مدى يبدو اننا مستعدون لدفع هذه الاستحقاقات، وقبل ذلك ماهي هذه الاستحقاقات أصلا..؟ الاجابة بالطبع لا نعرفها او لم تحسم بعد.

الملاحظة الثانية هي ان الحديث عن «المصالح» الاقتصادية، خارج دائرة المبالغة، يحتاج الى فهم الرؤية السعودية التي أطلقها الامير محمد بن سلمان قبل نحو اربع سنوات، وهي باختصار تشكل نقلة نوعية في «بناء العلاقات» بين السعودية وأصدقائها وأشقائها من دائرة «الريعية» الى دائرة «الاستثمار»، وبالتالي فإن المصالح الاقتصادية المشتركة مرتبطة بوجود «بيئة» استثمارية، صحيح ان لدى بلدنا فرصته للاستفادة من تدفق الاموال السعودية للمشاركة في مشروعات كبرى، لكن الصحيح ايضاً ان هذه الفرصة ستتوقف على قدرتنا على تهيئة هذه البيئة، كما ان رهاناتنا عليها يجب ان تكون في حدود المعقول.

أما الملاحظة الثالثة فهي ان ما حدث من فراغ في العالم العربي، دفع الأشقاء في السعودية لأن يكونوا بمثابة «الرأس» لقيادة الجسم العربي (السني تحديداً) وملء هذا الفراغ، وهذا الدور بالطبع له شروطه واستحقاقاته كما ان له طموحاته المشروعة احيانا، هذا يبدو مفهوماً، لكن الى اي مدى يمكن ان ينسجم هذا الدور الجديد مع ما نريده ونفكر به في دائرة حقوقنا وأدوارنا المشروعة، هذا يحتاج الى تفكير ايضاً.

 تبقى الملاحظة الأخيرة وهي اننا بحاجة –بالتأكيد- لدعم أشقائنا، وخاصة اقتصادياً، لكن الأهم من ذلك أننا بحاجة الى مساعدة انفسنا اولاً، لا تسأل كيف؟ فقد كشفت لنا السجالات التي شهدناها في السنوات الماضية اننا انشغلنا في صراعاتنا مع بعضنا، بدل ان ننشغل في رؤية ذاتنا او بناء قدراتنا، وتحصين داخلنا، وقد حان الوقت فعلاً للخروج من دائرة «الرهان» على ما يقدمه الاخرون، مشكورين، الى الرهان على أنفسنا..والاعتماد على ما لدينا من إمكانيات ولقاءات وإرادات ايضاً. هل نفعل ذلك..؟ لا ادري.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts