ستراتفور: إرهاب اليمين المتطرف مرشح للتمدد في أوروبا خلال 2021

ستراتفور: إرهاب اليمين المتطرف مرشح للتمدد في أوروبا خلال 2021

اليمين المتطرف في أوروبا

قال موقع ستراتفور (Stratfor) الأميركي إن خطر إرهاب اليمين المتطرف في أوروبا في تزايد في وقت يستغل فيه الإرهابيون من دعاة سمو العرق الأبيض التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستمرة لتوسيع أنشطتهم بما في ذلك التخطيط لهجمات، مرجحا أن يشكل هذا التهديد تحديا حقيقيا للأجهزة الأمنية، ويزيد من حدة الاستقطاب داخل المجتمعات الأوروبية.

وذكر الموقع المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والاستخباراتية -في تحليل للخبير الأمني سام ليتشنشتاين- أنه على الرغم من أن جماعات إرهابية عدة من اليمين المتطرف أوقفت مؤقتا مساعيها للتخطيط لهجمات في ظل الإغلاقات بسبب جائحة كورونا وركزت غضبها -رفقة متعصبين يمينيين آخرين- على الحكومات، فإنه من المتوقع أن تستأنف أنشطتها العنيفة ضد من تعتبرهم أعداءها “من غير البيض” مع تخفيف القيود خلال العام 2021.

ووفقا للعديد من الأجهزة الأمنية ومراكز الرصد، فقد استغل إرهابيو اليمين المتطرف العام 2020 لنشر دعاية العنف والتواصل مع عناصر متطرفة تشاركهم التفكير نفسه ولتحريض مواطنين آخرين لتبني قضيتهم، مما يرجح أنهم بصدد التحضير لهجمات مستقبلية.

وأكد الموقع أن الهجمات والمخططات، التي تم إجهاضها مؤخرا، والتقارير الأمنية تظهر أن التهديد الأكبر والأكثر إلحاحا يأتي من إرهابيي اليمين المتطرف الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين وناطقين باسم “هوية بيضاء” متفوقة لكنها محاصرة.

وقد مثّل هؤلاء -باختلاف مسمياتهم وتصنيفاتهم- تهديدا مستمرا لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وارتكبوا هجمات دموية للغاية لا يزال صدى بعضها قائما كما هي الحال في النرويج عام 2011، كما تسببوا في قلق وانشغال متزايدين منذ جريمة إطلاق النار في مسجدي كرايستشيرش بنيوزيلندا في مارس/آذار 2019، وهو الحادث الذي أثار موجة من الهجمات والمخططات المشابهة من قبل إرهابيين يمينيين في عدة مناطق من العالم يشتركون الأفكار والمعتقدات ذاتها.

من ناحية أخرى، يرى الموقع الأميركي أن جماعات اليمين المتطرف الإرهابية من أنصار تفوّق العرق الأبيض دعمت شبكة علاقاتها العابرة للحدود من أجل الاستفادة من المعتقدات والمظالم المشتركة في باقي بلدان ومناطق العالم بهدف الترويج للعنف والانخراط فيه.

ويؤكد أن “الإرهابيين البيض” يشكلون تهديدا مختلفا أيديولوجيا وعملياتيا عن “الجهاديين”، مما سيتسبب في كشف عيوب الأجهزة الأمنية في القارة العجوز ويزيد من حدة الاستقطاب السياسي.

ويشكل هؤلاء -بحسب عدد الاعتقالات والتحقيقات التي أجريت مؤخرا- تهديدا داخليا أكبر من الجهاديين بالنسبة للأجهزة الأمنية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهم بإمكانهم العمل بشكل أكثر سهولة داخل منظمات أوروبية لها ثقافات وقيادة أكثر تقبلا لبعض من أفكارهم.

تهديد مشترك

على صعيد آخر، يرى موقع ستراتفور أن تهديد الإرهاب الأبيض اليميني المتطرف سيتيح فرصا لأوروبا ولإدارة الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن لتعاون وثيق من أجل مواجهة هذا التهديد المشترك.

ومن المرجح أن يضغط القادة الأوروبيون، الذين أعربوا عن أسفهم لعدم اهتمام إدارة الرئيس دونالد ترامب بهذا الملف رغم وقوع هجمات دموية على جانبي الأطلسي وتنامي الصلات بين إرهابيي اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا، على الإدارة المقبلة لاتخاذ إجراءات على جبهات متعددة.

ويستند الأوروبيون في مسعاهم هذا على أن “الإرهاب الأبيض” تسبب في قتلى بالولايات المتحدة أكثر من القارة العجوز، وهم قلقون من تقارير تؤكد تواصل اليمينيين المتطرفين في كلتا القارتين.

كما يتهمون شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى بالفشل في القيام بما يكفي لإزالة محتوى تطرف العرق الأبيض ودعايته التحريضية على منصاتهم.

وقد أشار الرئيس المنتخب جو بايدن إلى أنه يخطط للتركيز على مكافحة خطر الإرهابيين اليمينيين، حيث شجب بشكل روتيني جماعات تفوق العرق الأبيض خلال حملته الانتخابية، لكن سيتعين عليه التغلب على القيود السياسية والقانونية وتبني سياسات أكثر قوة وتشددا اتجاه هذه الجماعات.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: