علماء شريعة لـ “البوصلة”: الدولة تتحمّل مسؤولية الصمت على الساخرين من شعائر الإسلام

علماء شريعة لـ “البوصلة”: الدولة تتحمّل مسؤولية الصمت على الساخرين من شعائر الإسلام

عمّان – البوصلة

د. إبراهيم الجرمي لـ “البوصلة”:

– الساخرون من شعائر الإسلام منبطحون أمام موجات الإلحاد

– الساخرون من شعائر الإسلام كارهون للإسلام رغم دعواهم بالليبرالية والمساواة

– يجب على أولياء الأمر الضرب على أيدي أولئك الكاذبين والآثمين حتى لا يثيروا الفتنة

د. أحمد الشحروري لـ “البوصلة”:

– لا يجرؤ دعاة العلمانية والحداثة إلا على مهاجمة شعائر الإسلام

– الأردنيون فرحوا خلال السبعينات بتوحيد الأذان على يد دكتور أسحاق فرحان

– القضية لا تتعلق بجمال صوت المؤذن ولكنها الحرب على الهوية الإسلامية  

طالب علماءٌ في الشريعة الإسلامية في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” أصحاب القرار في الدولة كلٌ حسب مسؤوليته وموقعه بالتحرك لوقف كل من تسوّل له نفسه السخرية من شعائر الإسلام، محذرين في الوقت ذاته من خطورة الصمت على مثل هؤلاء الذين يسعون لنشر الفتنة في المجتمع الأردني بأغطية الليبرالية والحداثة والعلمانية المزعومة.

كما أكدوا أنّ المزاعم والأكاذيب التي يرددها هؤلاء الساخرون من شعائر الإسلام لا تمّت للحقيقة بصلة؛ فالقضية لا تتعلق بالأذان وأصوات المؤذنين بل هي متعلقة بكره هؤلاء للإسلام وسعيهم لمحاربته بكل وسيلة، مشددين على أن استمرار صمت المسؤولين على مثل هؤلاء يعني أنهم يشاركون بالهجمة على شعائر الإسلام بكل وضوح.

 تعظيم شعائر الله

وقال الدكتور في الدراسات الشرعية إبراهيم الجرمي في تصريحاته إلى “البوصلة“: إن الله شرع شعائر الإسلام كعلاماتٍ دالة على قرب العبد منه فلا يجو لإنسان أن يسخر أو يهزأ بها، لا سيما وأن الله قال في كتابه: “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”، موضحًا أن الشعائر هي العبادات سواءً ما كان يتعلق منها بالصلاة والصيام والأذان والحج والأضاحي إلى غير ذلك.

وأشار الجرمي إلى أن خطورة الهزء بشعائر الإسلام أنها تعني رد الحكم على صاحبها وهو الله عز وجل، فلا يجوز أن يقول أحد بأن قلبه نظيف ونيته سليمة، لأن القلب السليم يظهر في المحك عبر تعظيم شعائر الله المعلنة، وكل من استهزأ بها وكل من رد الأمر إلى خبرته الخاصة أو تجارب الآخرين منبطحًا أمام الثقافات وموجات الإلحاد، فهذا دليل على فراغ قلبه من التقوى والله وحده سيحاسبه على هذا.

وحذر الجرمي من أنه “قد تنطلي علينا الحيلة وقد يتلوّن هؤلاء الساخرون بلون “الليبرالية” وحب الخير و المساواة، وما هم في الحقيقة إلا كارهون لدين الله”، موجًا رسالة في الوقت ذاته بأن: “علينا التدقيق فيما نقول، فإن ما يظهر على فلتات اللسان هو عبارة عمّا في القلب من يقين وإيمان وإما لا قدر الله من شكٍ ونفاق”.

مطالبات بالحزم في المحاسبة

وطالب الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته إلى “البوصلة” أولياء الأمر كل في موقعه أن يتحرك باتجاه الضرب على أيدي أولئك الكاذبين والآثمين حتى لا يثيروا الفتنة.

كما طالب أرباب القلم وأرباب اللسان أن يتكلموا ويكذبوا هذه الاتهامات الباطلة التي ينشروها هؤلاء المضللون، محذرًا المجتمع من خطورة تداول أكاذيبهم والامتناع عن نقلها على قاعدة “أميتوا الباطل بعدم ذكره”.

وشدد الجرمي على أن “كلاً منا له مسؤولية، فالقانون يجب أن يطالهم، والمجتمع يجب أن يؤدبهم ويحاصرهم، ويقاطعهم مقاطعة عاقلة حتى يثوبوا ويعودوا إلى رشدهم”.

فرحة الأذان الموحد والأصوات الجميلة

من جانبه أكد أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الزيتونة الدكتور أحمد الشحروري أنّ قرار توحيد الأذان بأصوات جميلة منذ السبعينيات كان قراراً فرح به كل الأردنيين.

وقال الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته إلى “البوصلة“: “كنا منذ السبعينيات من القرن الماضي فرحنا بتوحيد الأذان وكان ذلك على يد وزير الأوقاف الأسبق الدكتور إسحق فرحان عليه رحمة الله”.

وأكد أن “توحيد الأذان وفر لنا أصواتًا جميلة تصدح بالأذان ومعتمدة وتؤذن بحسب مقامات موسيقية، فلذلك الذين يتولون الأذان الموحد أصحاب أصوات جميلة ومقامات موسيقية، ونداؤهم يطرب”.

واستدرك بالقول: “لكن القضية ليست في أصوات من يؤدون الأذان في الأردن، ولكن القضية في نفوس الحاقدين والكارهين للاستماع للأذان، ومن يعتبرون الأذان أسلوبًا من أساليب التشويه والتشويش عليهم”.

ليس جمال الصوت بل حربٌ على الهوية

وعبر عن أسفه أن “هؤلاء المستهزئين يعتبرون الأذان تشويشًأ ولا يريدونه، فليست القضية جمال الصوت، بل هي قضية هوية، فهم يريدون محاربتنا في هويتنا”.

وتابع الشحروري حديثه بالقول: “وإذا أردت مصداق كلامي فانظر إلى الأسماء التي تعبث في موضوع الأذان والتي تحاول أن تعطينا أمثولة من صوت مطربين، فهؤلاء جربنا عليهم أنهم يتسمّون بالحداثيين والعلمانيين بفطرتهم المسلوبة، وأنهم لا يحبون الإسلام، وهذا واضحٌ جدًا من كثرة تعليقاتهم وتصريحاتهم ومنشوراتهم، فنحن لا نحكم على الإنسان إلا ممّا يتفوه بلسانه”.

مناشدة لأصحاب القرار

ووجه الشحروري من خلال “البوصلة” مناشدة لأصحاب القرار، قائلاً: أهيب بوزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة ودائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية، أن تتخذ خطًا صلبًا تجاه هؤلاء وأن ترفع صوتها، وبدلا من التشويش على كل خطيب جريء في بيان الحق، وبدلا من إيقاف هؤلاء الخطباء عن الخطبة لأنهم يتخطون خطوطًا حمراء رسمها من رسمها، وبدل هذا النشاط المشبوه المطلوب من هذه الجهات الرسمية الشرعية أن تقف بالمرصاد لهؤلاء الذين يشوهون صورة كل شيء يتعلق بالفضيلة والإسلام وحضارتنا وثقافتنا، فالهجمة على الأذان هي جزء لا يتجزأ من الهجمة على وجود الإسلام”.

وتابع حديثه بالقول: “بالأمس كانوا ينغمّون ويريدون أن يحذفوا من الدستور الأردني أن دين الدولة الإسلام، ولمّا رأوا أن الجوّ لم يواتي بدأوا يبحثون في زوايا عقولهم الصدئة عن أيّ شيء يعبثون به لمضايقتنا في معتقداتنا وحرية عبادتنا”.

ونوه الشحروري إلى أن حرية العبادة ممنوحة للجميع في الأردن، ولكن لا يجرؤ أحد من العلمانين والحداثيين أن يتكلم بكلمة إلا عن شعائر الإسلام ولذلك فإن المستهدف الوحيد على الساحة  الأردنية من هؤلاء هو الإسلام بحضارته وطقوسه وكل مظاهره.

وشدد على أن “الأذان فرض كفاية إذا لم يقم به أحد فإن كل المسلمين آثمون، وهم يستهدفوننا اليوم بأقدس ما نملك بطقوسنا التعبدية وعلامات وجودنا على هذه الأرض المسلمة ثقافة وحضارة وتاريخًا”، مشددًا في الوقت ذاته على أن “السكوت على هؤلاء الساخرين من شعائرنا لم يعد مجديًا ولا جائزًا، فالسكوت من أصحاب القرار عن مثل هذه الألاعيب والأراجيف أصبح جزءًا من المشاركة فيها بكل وضوح”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: