غزة.. دُمى العيد صناعة نسائية فلسطينية

غزة.. دُمى العيد صناعة نسائية فلسطينية

سناء تاية، رئيس الرقابة في الجمعية، لـ”الأناضول”:
-14 سيدة تعمل في مشروع صناعة الدمى.
-يساعد النساء في توفير مصدر دخل لهن.
-نصمم ألعابا لذوي الإعاقة من الأطفال تناسب ظروفهم الخاصة.
-الأعياد والمناسبات هي الموسم المهم لعمل السيدات في الجمعية.
-يتم تسويق المنتجات في الضفة الغربية، وتصديرها للخارج كسويسرا وإيطاليا.

تعمل مجموعة من السيدات الفلسطينيات في قطاع غزة، بشكل متواصل، لإنتاج أكبر عدد من دُمى الأطفال، قبل بدء عيد الأضحى، الموافق 20 يوليو/ تموز الجاري.

على طاولة مستطيلة، في مقر جمعية زينة التعاونية (غير حكومية)، تضع السيدات الدُمى التي تم إنجازها وأخذ أبرزها شكل “الخروف”، التي صُنعت باستخدام خيوط الصوف البيضاء والبنيّة اللون.

هذه الدُمى، محشوّة بالقطن، ومصنوعة من مواد خام بسيطة كالصوف والقماش والخرز.

يعتبر العيد، من أبرز المواسم، الذي تنشط فيه أعمال تلك السيدات، اللواتي يعشن في منطقة مُهمّشة تقع شمالي قطاع غزة، ويطلق عليها اسم “قرية أم النصر” المعروفة بظروف معيشتها القاسية، وبتردي الأحوال الاقتصادية لسكانها.

السيدة سناء الأشقر (45 عاما)، تجلس أمام تلك الطاولة، تحاول الانتهاء من جسم دمية الخروف، من خلال حياكة خيوط الصوف لتُعطي الشكل المطلوب.

بلاصق من السيلكون، تُثبّت رأس الخروف الذي شكّلت لتوّها ملامحه، على الجسد، لتبقّى عليها بعض اللمسات الأخيرة لإنجاز الدمية كاملة.

تقول لـ”الأناضول”، إنها تعتمد على هذا العمل لإعالة أسرتها المكوّنة من 6 أطفال، فيما يعاني زوجها من البطالة.

بدأت الأشقر هذا العمل، منذ نحو 3 سنوات، بعدما تلقّت دورة تدريبية داخل مقر الجمعية، لتتقنه لاحقا.

لكنها تضيف إن الدخل المادي، العائد عليها من صناعة هذه الدُمى المخصصة في مواسم الأعياد والمناسبات الأُخرى، لا يكفي لتلبية احتياجات عائلتها الأساسية.

وتستكمل قائلة:” يكفي هذا العائد لتغطية ما يقارب الـ10 أيام، فيما اعتمد بعد ذلك على راتب تصرفه وزارة التنمية الاجتماعية (يصرف كل 3 شهور مرة)، والمساعدات الإغاثية والإنسانية”.

مع ذلك، تبقى مهنة صناعة الدُمى من المهن الممتعة المحببة إلى قلب الأشقر، حيث تهرب عبرها من الواقع المعيشي الصعب، وفق قولها.

ويعاني سكان غزة أوضاعا معيشية متردية للغاية جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع، منذ أن فازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.

وتزيد من معاناة هؤلاء الفلسطينيين اعتداءات عسكرية إسرائيلية على غزة من حين إلى آخر، أحدثها عدوان بين 10 و21 مايو/ أيار الماضي.

** تخطي العادات

التحاق النساء في الدورات التدريبية لهذه الجمعية، والبدء بالعمل في أنشطتها، يُعدّ كسر للعادات والتقاليد السائدة في قرية “أم النصر”، التي تعاني فيها النساء من أنواع التهميش، على حدّ قول غدير تايه (29 عاما)، رئيسة لجنة الرقابة في الجمعية.

وتضيف تايه:” في بداية عملنا في هذه المنطقة، وجدنا صعوبة في استقطاب السيدات للدوارات التدريبية، والعمل في صناعة الدُمى، لكن بعد فترة بدأت النساء ترتاد المكان وبدأت العائلات تعكف على تسجيل أسماء أطفالها لتلقّي خدماتنا الأُخرى”.

وتذكر أن مشروع صناعة الدُمى ينشط خلال فترة الأعياد، سواء تلك التي تحمل أشكال الخراف والأغنام أو التي على شكل أطفال.

كما تستهدف النساء في صناعة الدُمى الأطفال ذوي الإعاقة، حيث يتم إعداد الألعاب التي تتناسب مع ظروفهم الخاصة.

وتبيّن أن نحو 14 سيدة، من قرية “أم النصر”، تعمل في هذه الجمعية بمجال صناعة الدُمى، والذي يعود عليهن بمردود مادي.

**إقبال وتسويق

وتوضح تايه أن هناك إقبالا من الفلسطينيين على شراء هذه الدُمى المشغولة يدويا لأطفالهم، خلال موسمها، حيث تتميز بسعرها المناسب.

وتشير أن تسويق هذه الدُمى يتم إما عن طريق الصفة الاعتبارية للجمعية على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق المعارض.

وتلفت أن الجمعية نجحت في تسويق منتجاتها في الضفة الغربية، وتصديرها إلى دول أجنبية كـ”سويسرا، وإيطاليا”.

وتعرب تايه عن آمالها في تصدير هذه الدُمى إلى “جميع أنحاء العالم”.

وتأسست جمعية زينة التعاونية عام 2015، وتهدف للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، وتنتج ألعابا تعليمية وتربوية للأطفال ومنتوجات خشبية منوعة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: