قائمة سرية لمشاهير لا يخضعون لقوانين فيسبوك

قائمة سرية لمشاهير لا يخضعون لقوانين فيسبوك

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن شركة فيسبوك استحدثت “قائمة بيضاء” سرية للنخبة والمشاهير الذين استفادوا من خلالها بمعاملة خاصة فيما يخص قواعد المحتوى والتي قد لا تنطبق على ملايين المستخدمين العاديين على المنصة.

في تقريرها الذي نشرته الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021/ فإن وثائق اطلعت عليها الصحيفة تظهر أن القائمة توسعت لتشمل 5.8 مليون مستخدم على الأقل، في عام 2020، يتمتعون بالإعفاء من بعض أو كل قواعد المحتوى.

لا مساواة لمستخدمي فيسبوك

قالت الصحيفة في عرضها المفصل لقائمة كبار الشخصيات التي استحدثتها وفق نظام أطلقته سراً يسمى XCheck (التحقق المتقاطع) إنها تتناقض مع التصريحات العلنية للشركة ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، بشأن تطبيق القواعد الخاصة بالمحتوى للمستخدمين العاديين على قدم المساواة مع نخب السياسة والثقافة والصحافة والمجتمع المدني.

تم تسليم بعض الوثائق على الأقل إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والكونغرس، من قبل شخص قالت إنه يسعى للحصول على الحماية الفيدرالية التي توفر للمبلغين، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة.

كما ذكرت “وول ستريت جورنال” أن “القائمة السرية” شملت الرئيس السابق، دونالد ترامب، وقد ظل فيها لمدة عامين قبل تعليق حسابه، إضافة لأفراد عائلته وأعضاء الكونغرس وبرلمان الاتحاد الأوروبي، إلى جانب رؤساء البلديات والنشطاء المدنيين والمعارضين. 

كما غطى البرنامج إلى حد كبير أي شخص يعمل بانتظام في وسائل الإعلام أو لديه عدد كبير من المتابعين، ونجوم السينما ومضيفي البرامج الحوارية والأكاديميين.

لهم حصانة وينشرون دون مراقبة

يتم منح البعض حصانة من تنفيذ إجراءات سياسة المحتوى، بينما يُسمح للآخرين بنشر مواد تنتهك القواعد انتظاراً لمراجعات موظفي الشركة التي وبشكل عملي قد لا تحدث أبداً، وفق الصحيفة، وقد تتم إزالة المحتوى، لكن ليس على الفور، ويتم توجيه المحتوى إلى نظام منفصل يعمل فيه موظفون مدربون بشكل أفضل ويعملون بدوام كامل.

في بعض الأحيان، تتطلب إزالة المحتوى من حساب الشخصيات المهمة موافقة كبار المسؤولين التنفيذيين في فرق الاتصالات والسياسة العامة بفيسبوك، أو حتى زوكربيرغ نفسه.

يورد التقرير أمثلة على توفير هذا البرنامج حصانة للمستخدمين غير العاديين، مثل نجم الكرة البرازيلي، نيمار، الذي سمح له بعرض صور عارية لامرأة ومراسلاتها له، وكانت هذه المرأة قد اتهمته بالاغتصاب، ووصلت الصور لعشرات الملايين من متابعيه قبل إزالة فيسبوك للمحتوى لاحقاً.

كذلك الأمر مع منشور شهير لترامب قال فيه: “عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار” في إشارة إلى أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في 2020. 

اعتراف “سري” من فيسبوك

وجدت مراجعة داخلية سرية أجرتها الشركة، عام 2019 بشأن هذه “القائمة البيضاء”، أن المحاباة لهؤلاء المستخدمين “منتشرة على نطاق واسع ولا يمكن الدفاع عنها علناً… ونحن لا نفعل في الواقع ما نقول إننا نفعله علناً”، ووصفت إجراءات الشركة بأنها “خرق للثقة”.

في يونيو/حزيران الماضي، أبلغ فيسبوك مجلس الرقابة التابع له كتابة أن نظامه للمستخدمين البارزين تم استخدامه في “عدد صغير من القرارات”. 

وقال المتحدث باسم فيسبوك، آندي ستون، إن النظام “تم تصميمه لإنشاء خطوة إضافية حتى نتمكن من تطبيق السياسات بدقة على المحتوى الذي قد يتطلب مزيداً من الفهم”، مؤكداً أن الشركة تواصل العمل على التخلص التدريجي من ممارسات هذه القائمة.

كما ذكر تقرير “وول ستريت جورنال” أن الشركة لطالما نشرت معلومات غير دقيقة عن ممارساتها خشية الإضرار بأعمالها، مشيراً إلى أن أرباح الشركة لم تتراجع خلال السنوات الخمس الماضية، التي خضعت خلالها لتدقيق شديد ونقاش داخلي، فقد حققت أرباحاً زادت عن 100 مليار دولار، فيما تقدر قيمة الشركة حالياً بأكثر من تريليون دولار.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: