“قره باغ” يتنسم الحرية والسلام بعد 3 عقود من المعاناة

“قره باغ” يتنسم الحرية والسلام بعد 3 عقود من المعاناة


-تبدأ أذربيجان بإزالة الألغام وإعادة إعمار جميع المدن التي دمرتها أرمينيا، لتحقيق السلام وعودة النازحين.

-توفر السلطات الأذربيجانية الأمن لما يقرب من 65 ألفًا من الأرمن في عدة مناطق محررة.
-تعهد مسؤولون أذربيجانيون بحصول أرمن إقليم قره باغ على حقوق متساوية دون تمييز.

يطوي إقليم قره باغ والأراضي الأذربيجانية المحررة، صفحة الحرب والآلام والمعاناة إلى رحاب السلام والإعمار والعيش المشترك.

وتمكنت أذربيجان من تحرير محافظات فضولي وجبرائيل وزنكيلان وشوشة وهدروت من الاحتلال بعملية عسكرية بدأت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.

كما تمكنت أيضًا من وضع حد لسياسة احتلال أرمينيا وإجبارها التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة روسية، وإخلاء 3 مدن كانت لا تزال تحت سيطرة القوات الأرمينية.

وانسحبت القوات الأرمينية المحتلة، من محافظات أغدام وكلبجار ولاجين (جنوب غربي أذربيجان)، ليتم تحرير تلك المناطق وإعادتها لأذربيجان بعد حوالي 29 عامًا من الاحتلال الأرميني.

وتبدأ أذربيجان مرحلة مهمة من إعادة إعمار جميع المدن التي دمرتها أرمينيا، وإزالة الألغام من المنطقة لتحقيق السلام والأمن وضمان عودة النازحين الذين أجبروا على ترك أراضيهم قبل نحو 3 عقود.

*إعمار وسلام

وتعيد أذربيجان إعمار جميع المناطق المحررة من الاحتلال، من خلال بناء المدن والقرى والبلدات، بهدف إعادة الحياة والازدهار والسلام ودوران عجلة التنمية مع عودة ما يقرب من مليون نازح أذربيجاني.

كما ستوفر السلطات الأذربيجانية الأمن لما يقرب من 65 ألفًا من الأرمن، الذين يعيشون في عدة مناطق أبرزها خانكندي وخوجالي وأغدره وخوجاوند من قبل الجنود الروس في مهمة مؤقتة في المنطقة.

كما سيجرى توفير تواصل جغرافي للأرمن الموجودين في تلك المناطق ببلادهم عبر ممر “لاجين”، الذي سيكون أيضًا تحت اشراف جنود روس.

*مساواة وعيش مشترك

وفي عدّة مناسبات، أكّد مسؤولون أذربيجانيون أنه ليس لديهم مشاكل مع الشعب الأرمني، مشددين على ضرورة أن يعم السلام والهدوء في المنطقة.

ودعا المسؤولون مرارا “السكان الأرمن في إقليم قره باغ، بوصفهم كانوا مواطنين أذربيجانيين قبل الاحتلال، إلى العيش بسلام وبنفس الطريقة التي عاشوا بها قبل الاحتلال”.

وشددوا أيضا على أن أرمن إقليم قره باغ سيحصلون على حقوق متساوية دون تمييز باعتبارهم مواطنين أذربيجانيين.

بدوره، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في خطاب متلفز وجهه للشعب والرأي العام، إنه متأكد من أن الأرمن الذين يعيشون في قره باغ سوف يدركون يومًا ما أن طريقهم الوحيد هو العيش في ظل علاقات يسودها حسن الجوار مع الشعب الأذربيجاني.

كما أوضح وزير الخارجية الأذربيجاني جيحون بيرموف، في تصريح سابق، أن نزاع قره باغ قاب قوسين أو أدنى من الدخول في مرحلة إعادة الإعمار وكذلك إعادة التعايش والعيش المشترك بين الأرمن والأذربيجانيين.

*أصل النزاع

بدأ نزاع إقليم قره باغ، عندما طالبت أرمينيا بالانفصال عن أذربيجان أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي، واحتلال خانكندي (عاصمة الإقليم) عام 1991 وخوجالي وشوشة عام 1992.

كما استولت أرمينيا على لاجين وخوجاوند وكلبجار وأغدره ودخلوا أغدير في عام 1993، ثم احتلال محافظات أغدام وجبرائيل وفضولي وقوبادلي وزنكيلان.

لم تكتفِ القوات الأرمينية بالاحتلال، بل عمدت أيضًا على تهجير مئات الآلاف من المدنيين الأذربيجانيين عن أراضيهم وتدمير مدنهم.

وأثناء عملية الاحتلال التي تمكنت أرمينيا من خلالها احتلال نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، أجبر نحو مليون أذربيجاني للعيش كنازحين في مناطق متفرقة من أذربيجان بعد إجبارهم على مغادرة مناطقهم الأصلية.

كما وقع آلاف المدنيين الأذربيجانيين ضحايا للفظائع التي ارتكبتها القوات الأرمينية التي قتلت 613 مدنيا في يوم واحد فقط في بلدة خوجالي في 26 فبراير/ شباط 1992.

وفي العام نفسه، تأسست مجموعة “مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، للتوسط من أجل إيجاد حل سلمي للنزاع الأرميني الأذربيجاني في إقليم قره باغ.

غير أن المجموعة التي يتشارك في رئاستها كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، فشلت في تحقيق نتائج ملموسة لإنهاء النزاع طوال 29 عاما مضت.

وبعد تحرير 5 مدن و4 بلدات كبيرة و286 قرية خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوات الجيش الأذربيجاني في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، قبلت أرمينيا الهزيمة ووقعت اتفاقية تعهدت فيها بإخلاء مقاطعات أغدام ولاجين وكلبجار وتسليمها لأذربيجان.

وقد انسحبت القوات الأرمينية بشكل فعلي من أغدام في 20 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، وكلبجار في 25 من الشهر ذاته، ومن لاتشين في الأول من ديسمبر/ كانون أول الجاري.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: