كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

كلمات بعد هدوء العاصفة

كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

تتدافع المعاني والكلمات على الذهن وتشكل حالة غير مسبوقة من التزاحم والتطاول، والتسابق إلى مكانها في سطور التعبير الذي لا تسعفه الكلمات ولا المصطلحات، كيف لا، و أنا لأول مرة أشعر أن طريق التحرير والعودة أصبح واضح المعالم جلي القسمات، وأنا لا أبالغ ولا أحب المبالغة، ولست طوباويا ولا حالما، بل على العكس تماما، أنا من طراز من البشر يفترض دائما أسوأ الاحتمالات، ويتوقع أعقد السيناريوهات الخيانية التي أعتدنا على مشاهدتها بعد كل محاولة للخروج من الشرنقة التي أوقعتنا فيها حالة الخذلان العربي والانحراف والانقسام الفلسطيني، ولكن هذه المرة أرى أن الموضوع يختلف للأسباب التالية:

أولا: لأول مرة تنطلق شرارة المقاومة والتحدي من ساحات الاقصى وجواره الشيخ جراح، وهذه انطلاقة ذات دلالات مهمة، فالأقصى قلب أمة، ومركز بركة ربانية، وانطلاق الشرارة من هناك لا بد أن يبلغ مدى بعيدا، والانتصار للأقصى ليس كأي انتصار.

ثانيا: أن ساحات التحدي من القدس وغزة والداخل الفلسطيني بعيدة عن متناول وكلاء الصهاينة ومناطق نفوذهم، وهم الذين تعهدوا للعدو بحفظ أمنه والتصدي لمن يهددون هذا الأمن، أما مناطق التنسيق الأمني رغم غليان قلوب أبنائها فقد تحركت على خجل .

ثالثا: كشفت المواجهة عن نقاط الضعف لدى الكيان الصهيوني، والتي يمكن استغلالها مستقبلا للضغط على عصبه الحساس وإضعافه، بل وهزيمته، فنقاط ضعفه هي شعبه الذي يعيش وهم الأمن بسبب القبة الحديدية وسلاح طيرانه المتفوق، وهذه كلها لم تسعفه في تحقيق أمنه، ووجود عنصر فلسطيني تحت حكمه يعاني الأمرّين من التمييز والتضييق ومحاولات التطهير والطرد، وينتظر ساعة الفرج، وهذا يشكل تهديدا مباشرا لوجوده، وضفة تعيش حالة ترقب، يمكن تحريكها في ظروف انتفاضة متوقعة لتشكل حالة تهديد وإشغال لجيش غير مستعد لحرب طويلة من طراز الانتفاضة، ووضع اقتصادي حساس يتأثر بشدة في حال تعرضه للصواريخ، ويجعل الكيان غير قادر على الدخول في حروب طويلة.

رابعا: إن حالة التضامن والتوحد لدى الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة والقطاع وفي أماكن تواجد الفلسطينيين في كل دول العالم، وقدرتها على تحريك الرأي العام العربي والدولي، وشعورها بأهمية هذا الدور، يجعلها قادرة على تشكيل حالة غير مسبوقة في دعم وإسناد المقاومة.

خامسا : إن حالة الغرور والغطرسة والكبر والتعالي التي تعيشها دولة الاحتلال، وخاصة بعد هرولة بعض الدول العربية للتطبيع معها، وتعاون السلطة وبعض الدل معها أفقدتها توازنها، فذهبت بعيدا في الاستعداء والتطاول على المقدسات والأرض والسكان، ظانة أن اللحظة مواتية لها لعمل ما تريد، ونسيت أن هذه الحالة حالة مرضية قاتلة، لا يمكن أن تمر في عالم تسوده قيم حقوق الإنسان والحرية، وتتوفر لديه أدوات التواصل والمعرفة بشكل لم يسبق له مثيل. 

سادسا: حالة من التصميم والإرادة لدى المقاومة في غزة لا تخضع لهيمنة أحد ولا لقراره، تتوكل على الله ولا تخشى لومة لائم.

وما هي إلا أن يعرف الشعب الفلسطيني والعربي دوره، ويعي كيفية إدارة المعركة، وكيفية استغلال نقاط الضعف لدى عدوه، ونقاط القوة التي يتمتع بها، ويوظفها بشكل فاعل، حتى يضع قدمه على طريق التحرر الذي لا يبدو بعيدا ولا مستحيلا كما كان يظن بالأمس، وما هي إلا لحظة صدق، واستعداد حقيقي للتضحية من قبل الأحرار في كل مواقعهم، حتى تتضح معالم النصر والتحرير، لن تنفع العدو لا طائراته ولا ترسانته النووية، ولا طابور العملاء على مختلف مستوياتهم، فحين تمضي قافلة التحرير في طريقها مصممة على إنهاء الاحتلال والظلم، وتستخدم كل إمكاناتها المادية والبشرية والمعنوية، فحينئذ لن تقي الجحور فئرانها المذعورة، وستخرج هائمة على وجهها تطلب النجاة حيث لا نجاة ولا مخرج.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts