كيف تسللت “كورونا الجديدة” إلى الأردن ؟

كيف تسللت “كورونا الجديدة” إلى الأردن ؟

البوصلة – حذر مدير عام مستشفى الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور ان الأردن اليوم في قمة هرم المنحنى الوبائي بموجب التصنيفات الدولية.

ونشر منصور صورة لخارطة بيانية تؤكد بان الأردن اصبح من الدول المتقدمة جدا في معدلات الوباء في الوقت الذي لاتزال فيه ازمة اللقاحات قائمة بينما سارعت المديرية المختصة بالرقابة على الغذاء والدواء لمنح رخصة استعمال داخل المملكة للعقار الجديد او اللقاح الجديد المضاد للفايروس كورونا جونسون قبل ورود اي كميات من هذا اللقاح.


وتجاوز الأردن حتى مساء الثلاثاء، عتبة 400 ألف إصابة إجمالية بعد 5124 إصابة جديدة بالفيروس ووصل إجمالي عدد أسرّة العزل المستخدمة في المستشفيات للحالات المؤكّدة والمشتبه بإصابتها ليوم الاثنين إلى 1344، بنسبة إشغال 29%، فيما بلغ إجمالي عدد أسرّة العناية الحثيثة المستخدمة في المستشفيات للحالات المؤكّدة والمشتبه بإصابتها 353، بنسبة إشغال 34%.

وأوقفت الحكومة العمل بمنصة القادمين إلى الأردن جوّا (Visit Jordan) ،منذ 20 كانون الثاني 2021، والاكتفاء بإحضار فحص الكشف عن فيروس كورونا المستجد (PCR) نتيجته سلبية خلال (72) ساعة من موعد الوصول، بالإضافة إلى فحص (PCR) فور الوصول في المطار، و يعفى من ذلك الأطفال دون سن 5 سنوات.

والقرار شمل إزالة أي محددات على أعداد الرحلات الجويّة في المطارات لتعمل بكامل طاقتها الاستيعابية.

وألغت الحجر المنزلي للمسافرين القادمين ممن تظهر نتيجة فحوصهم في المطارات الأردنية سلبية، مع التأكيد على التزام المصابين الذين تظهر نتيجتهم إيجابية بالعزل المنزلي.

وفي حينها تحدث المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، عن 3 سلالات متحورة من فيروس كورونا المستجد ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل.

وقال المركز الأوروبي إن السلالات تشكل خطرا كبيرا على القارة الأوروبية، وستزيد من إصابات كوفيد-19 والحجز في المستشفيات فضلا عن الوفيات جراء المرض.

وكشف وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، الأسبوع الماضي ، أن الدراسات التي نجريها تؤكد أن السلالة البريطينية الجديدة قد أصبحت السلالة السائدة في الحالات المسجلة في العاصمة عمان والمحافظات القريبة.

وأضاف “من المتوقع وبحسب ما هو معروف لهذه السلالة بأن تصبح السائدة في باقي المحافظات خلال الأسابيع القادمة والخطورة في هذه السلالة قدرتها على الانتشار السريع وما يعني مزيدا من الإصابات والوفيات واستمرار الضغط على المنظومة الصحية”.

وكانت أعلنت المملكة ظهور السلالة الجديدة بعد وصول مسافرين اثنين من بريطانيا في أواخر كانون الأول.

وخلال مؤتمر صحفي امس الثلاثاء، قال عبيدات أن الأعداد المسجلة في الأردن متوقعة ويمكن أن تزداد قليلا في الأيام القادمة.

وتسأل نشطاء ومراقبون كيف تسربت السلالة الجديدة إلى المملكة رغم إجراءات الحكومة على الحدود والمطارات، مستذكرين اختراق فيروس كورونا لحدود الأردن شهر اب من العام الماضي بعد ما يزيد عن الشهرين من الاقتراب من صفر حالات، إثر التراخي والتسيب على معبر حدود جابر المؤدي لسوريا، حيث اكتشفت أول الحالات لمحامٍ يعمل في إحدى شركات التخليص الجمركي، وما هي إلا أيام حتى تزايدت أعداد الإصابات باعداد قياسية شهدتها الممكلة لاول مرة.

وعزلت الحكومة مدينة الرمثا المُتاخمة للحدود مع سوريا، وأغلق وزير الداخلية معبر جابر الحدودي، وأعادت تفعيل أمر الدفاع رقم 11 الذي يفرض غرامات مالية على من لا يرتدون الكمامات، وأجبرت مراجعي المؤسسات العامة على تحميل تطبيق أمان الذي يُعطي إشارات في حال مخالطة مُصابين بالفيروس.

وزار رئيس الحكومة حينها عمر الرزاز مركز حدود جابر مع فريق من الوزراء لطمأنة الناس، وأمر بتشكيل لجنة ميدانية لتقصي الواقع لم تعلن نتائجها لليوم.

الوزير عبيدات كان وقتها ناطقا باسم لجنة الأوبئة انتقد بشدة الإجراءات المُتهاونة على كل مراكز الحدود البرية، وتحدث عن برتوكولات كان يفترض تطبيقها على الحدود بشكل دقيق وصارم.

وفي شهر كانون الثاني الماضي وبعد وصول عدد الإصابات المسجلة من السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى 25 إصابة فقط ، أعلن وزير الصحة عن تعرض مجموعة داخل الأردن للعدوى بالسلالة الجديدة من كورونا من قادمين مصابين من خارج الأردن.

“المصابون بالسلالة الجديدة كانوا معزولين في بيوتهم ولم يتم حجرهم مؤسسيا”، وفق الوزير حينها.

لكن يصر عبيدات أن زيادة المنحنى الوبائي في الأردن مؤخرا سببه “إعادة فتح قطاعات جديدة وتقليل ساعات الحظر الليلي وإلغاء حظر الجمع وزيادة عدد القادمين من الخارج”.

أشار رئيس لجنة التعليم والشباب النيابية، النائب بلال المومني، في تصريحات سابقة إلى غياب “خطوات استباقية” من الحكومة لـ “مواجهة ما هو أخطر”.

وعبر عن تخوفات من “القادم، الآن الفيروس دخل في طور التحور الثاني والثالث. التخوف هو أن نصل بالأردن إلى حالات من الصورة الثالثة لهذا الفيروس وهنا تكمن الخطورة”.

قال الدكتور عاصم منصور، إن الاسترخاء الرسمي والشعبي خلال الفترة الماضية، وتأخر المطاعيم، كانت عوامل تنذر بزيادة أعداد الاصابات بفيروس كورونا.


وأضاف منصور خلال مقابلة عبر شاشة التلفزيون الاردني إن الأرقام التي نراها اليوم غير سليمة ويجب أن تدقّ ناقوس الخطر لدى جميع المواطنين وصانعي القرار، مشددا على أن المسؤولية مشتركة.






واشار الوزير عبيدات الى انه يتم التعامل مع الوباء الان بطريقة اسهل ومريحة جراء الخبرات المكتسبة من التعامل مع الفايروس لكن الوزير يريد ان يحافظ على مستوى كفاءة القدرات الاستيعابية للمستشفيات في القطاعين العام والخاص.
ولفت النظر الى ان سبب الانتشار الواسع للوباء في المملكة الان هو السلالة الجديدة التي اصبحت هي السائدة وانتشارها الكبير خلافا للسلالة السائدة سابقا مشيرا الى ان الاصابات تتركز في العاصمة عمان حيث بدأت السلالة الجديدة وانتشرت معربا عن امله بان يتحسن الوضع الوبائي وان لا تنتقل السلالة الجديدة الى بقية المحافظات.


ورغم الاعلان عن اجازة لقاح جونسون اند جونسون في الاردن الا ان ازمة اللقاحات عموما لا تزال تثير ردود فعل سلبية على مستوى الجمهور ولا يتم مواجهتها بالشفافية او الافصاح عن التفاصيل حيث تزداد التعليقات عبر منصات التواصل ذات الصلة بعدم وجود لقاحات كافية لتطعيم النسبة التي قررتها من الاردنيين في وقت سابق وزارة الصحة.


وتكثفت الاجتماعات خلف الستارة و الكواليس على امل الاستدراك وتجنب العودة الى موجة قاسية ثانية او ثالثة من الفايروس كورونا بسبب التداعيات الخطيرة جدا على الاقتصاد وعلى الوضع العام والنظام الصحي في حال حصول ذلك.
وهنا قال الوزير عبيدات ان عدد الاصابات في المملكة قد يرتفع متوقعا ان لا يحصل ذلك بشكل دراماتيكي وان الاهم هو نسبة الادخال للمستشفيات ولاتزال وزارة الصحة تتحدث عن استخدام ما نسبته 50 % من قدرتها الاستيعابية على الادخال للمستشفيات في لوقت الذي يتم فيه ان تقريبا استعمال ما بين 25 – 30 %من اجهزة التنفس ومراكز الانعاش.


وتتركز استراتيجية الحكومة هنا على الحفاظ على هذه النسب واستخدام كل الواردات الممكنة لعدم ارتفاع نسبة اشغال الغرف واجهزة التنفس في المستشفيات الخاصة.
لكن الفايروس عاد وبقوة ليسجل اصابات تتجاوز 6000 الاف اصابة في اليوم الواحد وبعض الانباء المتشائمة تتوقع ارتفاعا حادا في موجة الوباء الثالثة مع قرب شهر نيسان او منتصف شهر اذار الحالي.


ومن الواضح ان مظاهر ومؤشرات القلق زادت بالأردن بنسبة غير مسبوقة بعد ظهور اسم المملكة في المركز الاول على المستوى العالمي في تقارير لمنظمات صحية دولية حيث احتل الاردن المنصب الاول عالميا في نسبة الاصابة قياسا بعدد السكان ، الامر الذي لم تعلق عليه بطبيعة الحال وزارة الصحة بصفة رسمية وان كان الوزير عبيدات يحاول البقاء في حالة احتفاظ بقدر من التفاؤل في مواجهة هذه البيانات والوقائع الرقمية والمنحنيات.
وفي الاثناء تم الاعلان عن تقديم 840 مليون دولارا من قبل دول اوروبية لدعم مجهود الاردن في مجال مكافحة الفايروس كورونا.
ويبدو ان الحكومة الاردنية لديها وعود بتقديم حزمة المساعدات المالية من الولايات المتحدة قريبا جدا بهدف المساعدة في تامين اللقاحات وفي التصدي للانتشار الواسع للفايروس كورونا في موجته الثالثة حاليا.
ولم يتم التطرق الى ارقام محددة بشان المساعدات الامريكية بالخصوص لكن يعتقد ان هذه المساعدات سيتم تمريرها تحت لافتة برنامج لتلقيح اللاجئين السوريين في المملكة الاردنية الهاشمية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: