كيف سخرت عالمة أردنية إبداعها لمساعدة العالم بمواجهة الجائحة؟

كيف سخرت عالمة أردنية إبداعها لمساعدة العالم بمواجهة الجائحة؟

رسالة مهى العفيف للشباب الأردني: كن أنت أول شخص يؤمن بقدراتك و بالعمل ستحقق المستحيل

عمّان – البوصلة

لا تكتفي بإنجازها المبهر في مساعدة العالم لمواجهة وباء كورونا فحسب؛ بل إن طموحها يعانق عنان السماء في السعي نحو الاستمرار بتسخير علمها وإبداعها لتقديم كل ما هو جديد للوقوف بوجه التحديات وتذليل الصعاب مهما كانت عاتية وشبه مستحيلة. هكذا تنظر العالمة الأردنية الشابة مهى العفيف للحاضر وتستشرف المستقبل بالقول في تصريحاتها إلى “البوصلة”: “رسالتي الى الشباب الأردني: بداية كل نجاح هو باتخاذ قرار المحاولة وعدم الخوف من الفشل، كن أنت أول شخص يؤمن بقدراتك وبالعمل ستحقق المستحيل”.

“البوصلة” تسلط الضوء على عالمة أردنية مميزة أبدعت في مجال “الهندسة الحيوية” وتشق طريقها بصبرٍ وهمّة منقطعة النظير للوصول إلى أعلى قمة تستطيع الوصول إليها، فالمهندسة مهى محمد شحادة العفيف‏ باحثة دكتوراه في جامعة الينوي الامريكية، حصلت على جائزة إلينوي للابتكار لهذا العام، وقيمتها 20 ألف دولار، بعد أن طورت اختبارا لتشخيص “كوفيد-19″، والذي حصلت شركة أمريكية على رخصة لتسويقه.

عملت العفيف على تطوير جهاز فعال ودقيق لتشخيص الكورونا. الجهاز غير مكلف وسهل الاستخدام ويعمل على الكشف عن وجود الحمض النووي للفايروس في أقل من 5 دقائق، ولا تتطلب الطريقة الجديدة عزل الحمض النووي الريبي “آر إن إيه” (RNA) أو تضخيم الحمض النووي “دي إن إيه” (DNA).  لذلك يمكن استخدامه من قبل أي شخص وفي أي مكان مع إمكانية ربطه بالهاتف الذكي”. وقد نشر بيان صحفي عن نتائج أبحاثها في تطوير الاختبار على موقع الجامعة في أبريل/نيسان العام الماضي.

تم تقييم عمل الجهاز باستخدام عينات لمرضى مصابين ب “كوفيد-19″ وأخرى سليمة والتي بينت قدرة الجهاز على تشخيص “كوفيد-19″ بدقة عالية. بناءا على هذه النتائج حصل الفحص مؤخرا على موافقة مؤسسة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام في تشخيص كورونا في المختبرات المجهزة لذلك”.

خدمة البشرية هاجسها

تؤكد العفيف في حديثها لـ”البوصلة” على طموحها المستمر وسعيها الدؤوب إلى ترجمة هذا المشروع الى منتج يفيد البشرية ويستخدم في معالجة الوباء الحالي، أيضا المميز في هذا الابتكار أنه ليس حصرا ل “كوفيد-19″ويمكن تعديله ليتم استخدامه للكشف عن فيروسات أخرى قد تظهر في المستقبل.

ومهى العفيف متخصصة في علم النانو وتصنيع المواد الحيوية ودمجها مع الذكاء الاصطناعي ‏لإيجاد حل للعديد من المشكلات الصعبة في مجال الطب‎.‎

كما أن العفيف ابنة الأردن وخريجة مدارس حكومية، لا سيما وأنها حاصلة على درجة البكالوريوس بتخصص الهندسة الطبية الحيوية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية بتقدير امتياز وحاصلة على درجة الماجستير من جامعة الينوي اربانا شامبين في الولايات المتحدة الامريكية بتقدير امتياز.

تقول العفيف: أسعى حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة الينوي اربانا شامبين في الولايات المتحدة الامريكية بتخصص الهندسة الطبية الحيوية.

 وتستذكر العفيف في حديثها عن مسيرتها الأكاديمية حصولها على منحة تدريبية في وكالة ناسا الفضائية مموله من مؤسسة ولي العهد في عام 2017 حيث عملت على تطوير نظام ذكي والذي يوظف تقنية الذكاء الاصطناعي لتشخيص والعناية بصحة رواد الفضاء في رحلة المريخ القادمة.

من الجدير بالذكر أن مهى العفيف حاصلة على العديد من الجوائز المحلية والعالمية و اذكر منها الجائزة المقدمة من جمعية الشرف الدولية الذهبية و زمالة ميقينيس للابتكار الطبي، كما أنها نشرت ما يزيد عن 23 بحثا في مؤتمرات ومجلات عالمية محكمة تتضمن:

Nature protocol

ACS NANO

ACS Sensor

Biosensors &Bioelectronics

Small Methods

وغيرها، بالإضافة للعديد من براءات الاختراع والتي تختص بفحوصات لمواجهة و تشخيص مرض الكورونا.

ولا يتوقف طموح العفيف عند الحصول على شهادة الدكتوراة فقط بل إنها تسعى في المستقبل للحصول على منصب مستقل في هيئة التدريس، لتتمكن من إدارة مختبرها الخاص، ‏الذي سيكون في طليعة الجيل القادم من علماء الطب الحيوي. وتأمل أيضا في الاستمرار في مجال الابداع والابتكار حيث يمكنها ترجمة ‏مشروعها البحثي إلى تقنية يمكن للآخرين استخدامها‎.‎

تحديات وصعوبات قبل الحصول على جائزة إلينوي

وفي حديثها لـ “البوصلة” حول جائزة إلينوي للإبداع قالت العفيف: إن جائزة الينوي للإبداع هي جائزة تكرم سنويًا طالب مبدعا ومتحمس يعمل على إيجاد حلول يمكن أن يكون لها تأثير مجتمعي إيجابي، وتضيف أن دورة عام 2021 ركزت على تشجيع الابتكارات التي تم تطويرها كاستجابة للوباء لأن هذا يؤكد قوة الابتكار واثاره الايجابية في أوقات الغموض وعدم اليقين.

وأشارت إلى أن هذه الجائزة تركز على تسليط الضوء على شخص مبتكر مبدع شغوف بعمله يعمل على ابتكار جديد من شأنه إحداث تأثير إيجابي، وتكرم هذه الجائزة اشخاص ملهمين من شأنهم ان يكونوا قدوة لغيرهم.

وحازت مهى العفيف على جائزة الينوي للإبداع لعام 2021 لتصميمها جهاز لفحص الكورونا بغضون خمسة دقائق، مؤكدة في حديثها أن هذا الجهاز يقوم بالكشف عن وجود المادة الوراثية للفايروس في عينة المريض بدقة عالية ويمكن استخدامه من قبل اي شخص و في اي مكان مع امكانية ربطه بالهاتف الذكي.

وعبرت عن سعادتها الغامرة لحصول هذا الفحص مؤخرا على موافقة مؤسسة الغذاء والدواء الامريكية للاستخدام في تشخيص كورونا في المعامل المجهزة لذلك.

تقول العفيف لـ “البوصلة”: قد يبدو أن كل هذا كان سهلاً، أو أنني محظوظة! ولكن لا، عندما كنت أحضر شهادة الدكتوراه، كان على أن أجتاز العديد من التحديات. وكلما كانت الأمور صعبة، كان على أن أنظر إلى الأشياء بشكل مختلف، وأرى الصورة الأكبر والضوء في نهاية النفق، وأعمل بلا كلل لاجتاز الصعوبات.

ووجهت رسالة شكر لعائلتها ممثلة بوالدتها ووالدها وإخوتها “لما لهم من أثر كبير في نجاحي ومسيرتي، اود أيضا شكر المشرف على رسالتي الدكتوراه البروفيسور ديبانجان بان، الأستاذ في جامعة الينوي وميريلاند، لدعمه ومساعدته”، على حد تعبيرها.

شهادة بحق العفيف

وصفها مشرفها الأكاديمي البروفيسور ديبانجان بأنها “عالمة حقيقية تتمتع بخلفية أكاديمية صلبة. “فضولها الفكري رائع ولديها إمكانات ملحوظة،  وأضاف “في اعتقادي – بناءً على ملاحظتي للطلاب السابقين – أنها ستستمر في التفوق في حياتها المهنية”.

قال البروفيسور بان عن العفيف في البيان الصحفي للجائزة على موقع الجامعة “بصفتها عالمة حقيقية، فهي تتعاون بشكل وثيق جدا مع كبار أعضاء المختبر، وتنجح أيضا في توجيه الأعضاء المبتدئين بسهولة. قبل الانتقال إلى ولاية ميريلاند، كنت رئيسا مشاركا لبرنامج الدراسات العليا في إلينوي، وعملت أيضا مديرا لبرنامج الماجستير في الهندسة لسنوات عديدة”.

وأضاف أنه بهذه الصفة قابل العديد من طلاب الدراسات العليا المتميزين، وعمل بعضهم معه والبعض الآخر مع أعضاء هيئة التدريس الآخرين. و”يمكنني أن أؤكد أنها ربما تكون أكثر باحثة مستقلة رأيتها حتى الآن، وبالتأكيد واحدة من أفضل الباحثين في مختبري”.

وختم بالقول إن “مهى عالمة حقيقية تتمتع بخلفية أكاديمية صلبة. فضولها الفكري رائع، وهي قادرة على المشي على الماء، لديها إمكانات ملحوظة. في اعتقادي -بناء على ملاحظتي للطلاب السابقين- أنها ستستمر في التفوق في حياتها المهنية”.

للدخول إلى رابط موقع الجائزة ( إضغط هنا)

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: