لقاح فيروس كورونا المستجد

لقاح فيروس كورونا المستجد

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 82

بقلم د. عبدالحميد القضاة

لقاح فيروس كورونا المستجد

      اللقاح أو المطعوم هو مستحضرٌ بيولوجي مكونٌ من جرثومة المرضَ أو من بعض أجزائها، يُحقن بالجسم ليوهم جهاز المناعة أنّه غُزي من جرثومة المرض، فيستنفر قواته لإنتاج ما يلزم مع الأجسام المضادة  لحماية الجسم منه إذا تعرض لجرثومته مستقبلا.

      مادة اللقاح النموذجي تتكون من مُسبب المرض؛ الميت أو الحيّ الذي لا يقوى على إحداث المرض أو من سمومه، أو أحد بروتيناته السطحية، فيحسبه جهاز المناعة مسبب المرض نفسه، فتحدث معركة بينهما تماما كالمناورة بالذخيرة الحية، وبعدها يحتفظ جهاز المناعة لديه بنسخة من مواصفاته كي يستطيع التعرف عليه وتحطيمه بسهولة إذا هاجمه مرة أخرى.

      عملية تحضير اللقاح الآمن والفاعل ضد مرض جديد كان يحتاج إلى سنوات؛ لكن بفضل تراكم الخبرات والتقدم التكنولوجي ربما تُختصر المدة إلى سنتين ،لأن تحضير المادة وتجريبها على الحيوانات المخبرية أولا، ثم على متطوعين من البشر يحتاج إلى زمن  طويل قبل الاعتماد.

      عملية التلقيح الفعّالة قدمت للبشرية خدمة عظيمة وأحدثت ما يشبه مناعة القطيع، فلُقاح الجدري مثلا كان وراء استئصال مرض الجدري، أمّا لقاح كورونا المستجد فلن يكون آمنا قبل مرور سنتين من عمر ظهور المرض، رغم الإعلام والتسابق  الدولي المحموم على إنتاجه .

      بينت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات المرخصة والمتاحة حالياً هي 25، بعضها يؤخذ لمرة واحدة في الحياة، وبعضها يحتاج إلى جرعات تقوية لإدامة التحصين، وهناك جداول  لمطاعيم الأطفال متفق عليها دوليا، و تؤخذ غالبا في الستة أشهر الأولى من عمر الطفل.

البركة وفعلها السحري

      ذُكر يوما أن أحد الصالحين، ولعلّه عبدالرحمن ابن عوف، كان يربح دائما في أي شيءٍ يتاجر به، ففكر بأن يُجرب الخسارة ليختبر نفسه، أتجزع أم تشكر، وكان له بستان من التمور في المدينة، ففكر أن يجنيه ولا يبيعه، بل يتركه هكذا، مرَّ به أحدهم واخذ شيئا من هذا التمر الذي يكاد أن يجف، هذا الرجل زار مريضا من الصحابة وهو على فراش الموت، فأطعمه مما معه من تمر، فشفي بإذن الله، ولمّا وجده الصحابة في اليوم التالي يسبقهم إلى المسجد وفي الصف الأول، حمدوا الله على ذلك، وسألوه ما الذي حدث؟، فأخبر الملأ أنه أكل من تمر ابن عوف، فما أن سمع التجارُ بذلك، حتى هرعوا إلى تمر إبن عوف يشترونه بأغلى الثمن، فسبحان الله العظيم الذي إذا وضع بركته في شيء، فعلت فعلا عجيبا بأمر ربها.. “اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا وارزقنا شكر نعمتك وأجعلنا من أوفر عبادك حظاً في الدنيا وارزقنا الحكمة والعلم النافع”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: