الدكتور هشام توفيق
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لماذا زيارة لابيد وفتح مكتب صهيوني في الرباط؟

الدكتور هشام توفيق
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

التطبيع المرمم”

هذه الجولة الثالثة من التطبيع مع لابيد وزير الخارجية الصهيونية، تريد ترميم ما حطمته معارك سابقة للشعب المغربي، والجبهة المغربية، ضد المشروع الصهيوني والتطبيع، جولة لإعادة كذلك بناء ما حطمته “معركة سيف القدس” من خطوات سابقة للتطبيع منذ الاتفاق الأول مع ابن شابات، أي أن زيارة الوفد الصهيوني رفقة الوزير الخارجية الصهيوني لابيد للمغرب مؤخراً من أهدافها :

ـ استرجاع الصورة الأولى: إعادة ما أفشلته (سيف القدس) من مكتسبات، وإعادة ما حققه التطبيع من صورة سابقة كانت ترسم الكيان الصهيوني، “كدولة تعايش وسلام”، ومصدر جلب الاستثمارات، ودولة ديمقراطية وليست لقيطة أو عنصرية..

معركة المغاربة ضد المطبعين خصوصا ممثل الكيان فضلا عن معركة “سيف القدس” عرت وجه الكيان الصهيوني، وكشفت مثالبه ودمويته، التي وظف من أجل إخفائها ببروبغندا ادعائية وكاذبة، عساها تنجح في إقناع الشعب المغربي بمصداقية الكيان الصهيوني.. لذلك أي مرحلة جديدة من التطبيع فينبغي النظر إليها في سياقها، وهو سياق مرتبط بمراحل تطبيعية  فاشلة في المغرب، وبعد سياق إقليمي مع  “سيف القدس”، أي تطبيع بعد هزيمة، وإن شئت سميه ” التطبيع المرمم” الذي يهدف إلى ترميم ما هدمته معركة سيف القدس، التي شارك فيها ابن شابات بدموية، وهو نفسه الذي جاء موقعا كاذبا بلبوس السلام مع العثماني.

ـ  استرجاع الهيبة الصهيونية الإقليمية للتطبيع : هذه الخطوة الصهيونية من التطبيع الجديد في المغرب مع لابيد في هذه المرحلة الجديدة بعد (سيف القدس) تسعى على المستوى الإقليمي والاستراتيجي إلى ربح مربعات قوة في المنطقة، خصوصاً بعد هزائم صهيونية جمة في معركة المكانس ضد ممثل الكيان الصهيوني بالمغرب، وفي معركة (سيف القدس) والشيخ جراح وباب العمود والمسجد الأقصى وغزة واللد ومناطق أخرى… بمعنى أن المشروع الصهيوني يلملم جراحه ويجمع شلته العربية المستبدة، وهو في مرحلة إعادة الحجم الأول أي هي مرحلة ( استعادة الحجم الصفقي) بعدما قزمته صواريخ المقاومة ونصرة الشعوب، حجم صنعته خطوات كبيرة من خلال صفقة القرن.. فالمعركة التي انهزم فيها الكيان الصهيوني جعلته “بدلة رثة قديمة ” أمام الجمهور العربي الحاكم الذي كان يصفق في صفقة قرن إلى المغني الصهيوني، الذي صعد إلى خشبة ورشة المنامة، والرياض، ليبين قوته صحبة ترامب والإمارات والبحرين والمغرب والسعودية، لكنه فشل في الأخير  في تحقيق “السيادة”.. بعد معركة سيف القدس انفجرت كل “البالونات الصهيونية” التي كانت ترسم لوحات قوة أسطورية عن الكيان الصهيوني، ليتحول الكيان الإسرائيلي إلى (قوة  تجر أذيال الخيبة)، وربما تنظر إليه بعض القوى المطبعة العربية أو الغربية بازدراء، لأنها لن تعول على كيان كاذب يدعي حماية منطقتها من إيران و ما أسموه الإرهاب، وفي نفس الوقت هو كيان كاذب لم يحمي حتى نفسه أولا من صواريخ المقاومة ومن مكانس شعوب..

أهداف المرحلة الجديدة :

الهزيمة الاستراتيجية تكون أعمق من الفشل في الحدث والمشهد، لأن فشل الاستراتيجية دلالته وجود استراتجية أعمق في المواجهة والمقاومة من قبل الشعب المغربي ومكوناته، أي أنك لا تفسد يوما في حياة المخزن والاحتلال كما هو المشهد في يوم الارض، بل تربك أوراقهما التي نسجت في غرفة واحدة لسنين على شكل استراتجية موحدة.

هي حرب ولا بد من وعي والفقه بها، فالمسألة أكبر مما يتصور أو يتوهم، أو مختصرة في فتح مكتب في الرباط، بل “هو فتح بوابة لصناعة مكاتب إفساد في أجسامنا ونفوسنا وعقولنا وحركاتنا، لماذا؟ لمنع أي توجه للأمة المغربية، إلى مفهوم التحرر..هي معركة وحرب واضحة في كتبهم وتلمودهم تمنح لهم الأحقية لتخريب الأمة والمسلم والعرب..

لا أرغب في تضخيم الحدث، لكن الأمر جلل وحقيق، التطبيع والاختراق، له أبعاد أكبر مما نتصور ويكتب في بعض الأحيان.

وسأحاول هنا رصد ما هي الأهداف الحقيقية من إصرار الكيان الصهيوني على التطبيع، مقابل الاعتراف الأمريكي بالصحراء؟ لنفقه كذلك لماذا يصر النظام المغربي على فتح بوابات كبيرة في التطبيع وتمديد زمنها وعمرها؟ ولنفقه أن التطبيع لم يأتي إلا كخطة لتصفية الشعوب المغاربية، لأنها أصبحت تشكل قوة مهددة للمشروع الصهيوني في المنطقة إن هي تحررت:

ـ العدو والصهاينة رفقة فرنسا والمخزن يعملون وفق استراتيجية منظمة، وبرصيد مالي ضخم، وجهود عنصرية تنسيقية لا تنشر حتى لا تكشف اللعبة، ولإعادة صياغة الشعوب العربية والإسلامية والمغاربية من جديد، لماذا؟ كي لا تنهض يوما فتسعى إلى تحرر من أفكار سايكس بيكو، فالتحرر من الأقطار المصطنعة التي صنعها الاستكبار العالمي، فننمو ونتطور ونتقوى ونتحد، ربما يوما نفكر إلى تحرير ثالث، من تحرير الأفكار إلى الأقطار إلى شر الاستكبار، هو الكيان الصهيوني والداء المؤقت..

 ـ هذا التحرك الهيستيري للصهيونية في المغرب، دلالة على جنون وتسارع في تغيير منهجية التطبيع من المؤسساتي الحكومي والسياسي الفاشل في التأثير، إلى التطبيع الأكثر تأثيرا وهو “التطبيع التفويضي” الشعبي الذي يسمح بالصانع الصهيوني، إلى النزول إلى الشعب بنفسه من خلال المؤسسات الخيرية والبوابات السياحية والجمعوية والعلمية والثقافية والاجتماعية والصحية، لتحقيق غاية التملود والعقيدة الصهيونية، وهي اختراق الإنسان المغربي وإحداث ثقوب في هذه المجالات لتسريب الإفساد وإضعاف الشعوب، لمنع أي وجود لتحرك مستقبلي ونهضة في المنطقة المغاربية وأفريقيا الشمالية…

النظام المغربي هو الذي فتح الأرض المغربية للأفعى لتصنع ثقوبا وجحورا، وهو الحاضن لبيضها إلى أن يفقص ويتكاثر بنظرية الكيان والزرع، لتبيض مجددا في أقسام التلاميذ، والجامعات، والأحزاب والإعلام المغرض، وفي معالم الهولوكوست في مراكش، وأسر المغرب وعقول الشباب ليتحولوا بعد ذلك إلى أفاعي فاسدة مفسدة مانعة لكل ثورة قادمة قد تقلب الموازين في المنطقة المغاربية..

باختصار لو نجحت الأنظمة الديكتاتورية العربية في ضبط الشعوب وحجبها عن الثورات الشعبي، والربيع العربي، لما دفع المشروع الصهيوني للتدخل والتطبيع الجديد بهذا الحجم والتنسيق الجماعي، لاختراق الشعوب بشكل شعبي تحتي ورسمي، هي قاعدة صهيونية ( إما انضباط الشعوب وخضوعهم لحكامهم، أو تدخل شخصي رسمي بخراب يروضهم ويؤخرهم)..

هذا ما يمكن أن يستفيد منه المشروع الصهيوني في المغرب من خلال التطبيع مع النظام المغربي، مما سيمكنه من الشعب المغربي وقواه الحية ليفعل فعلته بالمغاربة وأولاد المغاربة كما شاء اختراقا وتخريبا.

ويتساءل البعض وماذا سيستفيد النظام المغربي بتصعيد تطبيعه مع الكيان الصهيوني ؟

وأرصد هنا أربعة أهداف :

الاختراق الداعم والتعزيزي :  هذا الحضور الصهيوني في المغرب هو انزعاج من تصاعد الوعي في الشعب المغربي ضد النظام الاستبدادي المخزني، الذي بدأ يضعف ويهترئ. عموما فقوى الاستكبار الصهيوني والفرنسي تشعر خصوصا بعد تجربة الربيع العربي بهشاشة الأنظمة المغاربية تجاه شعوبها التي حققت وعيا وتحركا في الساحة الميدانية والشعبية، فكان لابد من اختراق صهيوني للمغاربة لدعم النظام الفاشل في ضبط الشعب المغربي وقواه الحية خوفا من موجة ثانية، وكان لابد من تغلغل كبير للمشروع الصهيوني في المغرب وحضور مكثف لصانع الاستبداد ومشروع سايس بيكو“لتعزيز قدرة النظام المغربي” بتنسيق رقمي وأمني واستخباراتي لتقويض سلوكات أي حراك قد يحرك ويحرر المغرب بل والمنطقة المغاربية ويهدد الأمن الإسرائيلي والمصالح الفرنسية والغربية مجملا، وهذه كانت غاية التطبيع الأخيرة بعد مراحل التمهيد وهي الخلاص من كل المشوشات وهي القوى الحية الحامية لفطرة الشعب وهويته والمحركة لكل
 – الاختراق التصفوي :  يُوَظَّفُ التَّطْبِيعُ وَالْاِخْتِرَاقُ كَإِسْترَاتِيجِيَّةٍ تَوَغُّلِيَّةٍ في المغرب بسبب القلق الصهيوني من وجود قوى حراكية تنتصر للقضية الفلسطينية بل وتتيقظ وتوقظ شعوبها كلما كانت هناك انتصارات للمقاومة والشعب الفلسطيني ومسيراته، بل ويرتشف الشعب المغربي البوصلة والأمل تاريخيا -رغم جهود الإضعاف- من هذه المنطقة المقدسية المباركة تعلقا وبركة،  فَكَانَ لِزَامًا مِنْ أرْبَابِ صَفْقَةِ الْقَرْنِ مِنْ خِلَالَ التَّطْبِيعِ وَعَقِيدَةِ تَمَدُّدِ الْأَطْرَافِ الْإِجْهَازُعلى القوى المغربية والمغاربية المناصرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني للتمهيد مستقبلا لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء كل مشوش قد ينتفض من أجلها ويحرك الشعوب لنصرتها.

الاختراق التخريبي : من دواعي الاختراق والحضور الصهيوني المخابراتي هُوَ تَخْرِيبُ المغرب والْمِنْطَقَةِ الْمَغَارِبِيَّةِ وَصناعة الْفَوْضَى الْخَلَاَّقَةِ وَالْفِتْنَةِ الدَّائِمَةِ كباقي المناطق السورية والليبية واليمنية، هو ردة فعل صهيوني استكباري عالمي وتخوف من مستقبل محتمل في المغرب والمنطقة المغاربية، فوجب تصفية القوى الحية والتغييرية المغاربية وشعوبها التي بدأت تفقه وعيا بمعركة الاستبداد والاحتقلال والحصار الاستكباري الذي يطال شعوبنا المغاربية لإضعافها خشية تحرر الأفكار، فالأقطار، مما يخول التوجه نحو بوصلة التحرير ثم إلى نصرة الشعب الفلسطيني وبالتالي تهديد الأمن الإسرائيلي الوجودي.

الاختراق الوظيفي : يسعى المشروع الصهيوني إلى نقل النظام المغربي من مطبع إلى بوابة تطبيع، تمهد الطريق إلى تطبيع دول مغاربية وأفريقية، أي إعادة النموذج الإماراتي في شخص المغرب، حين كان الإمارات توظف جهودها، لإقناع الأنظمة العربية، بقبول التطبيع الكامل الجديد، وهو تطبيع مختلف عن الأول زمن السبعينات، فهو ليس تطبيع “كام ديفيد، أو أوسلو” للاعتراف بالكيان، بل هو تطبيع كامل، أي تطبيع وظيفي يتحول فيه النظام العربي إلى جهاز يخترق، فيتقمص ويلبس بلبوس الفكر الصهيوني الإفسادي، ليتحول النظام من نظام يعترف بالكيان، إلى نظام يخرج قوته وأحزابه ومؤسساته ونخبه، لتسخيرها للدفاع عن المشروع الصهيوني محليا وخارجيا، وللنيل رفقة الكيان من الشعوب الرافضة للتطبيع وقواها الحية.

وأظن أن المشروع الصهيوني سيؤهل النظام المغربي، ليلعب دور “الحفار” الذي يحدث ثقوبا ثلاثة، الثقب الأول في الأرض المغربية وقد تحقق الحفر والثقب لإدخال الافساد الصهيوني، والثقب الثاني في المنطقة المغاربية وهناك جهود صهيونية مغربية لتمكين الصهيونية من بعض الدول المغاربية وشعوبها لصناعة الفوضى، والثقب الثالث في المنطقة الأفريقية من قبل الحفار المغربي، الذي له صلة بالاتحاد الافريقي، وعلاقات كبيرة مشاريعية وسياسية وتاريخية في أفريقيا، قد تفتح البوابة للصهيونية لتدخل، ولو كمراقب في الاتحاد الافريقي، خصوصا بعد فشل سابق إسرائيلي من أجل عقد القمة الأفريقية الإسرائيلية في 2018.

في الأخير

لابد أن رصد المعركة ونفتتها، لنفقه أن القوي الليبب لا بد له من سبر أغوار العقل المخزني والعقل الصهيوني، لفهم كيف فزع الطرفان المنسقان حقيقة في صورة غير منشورة ومعروفة من تحركات مغربية شعبية أولى بعد الاتفاق التطبيعي المشؤوم، فتحركا وتصرفا وغيرا من استرتجيتهما بعد وجود منغصات ومشوشات في الساحة قد تقلب الطاولة لصالح الشعب، إن لم نقل أن الكفة دائما ترجح لصالح الشعب والهوية والفكرة القوية..

الوعي بفهم المعركة والتحولات هو أمر ضروري لنفقه هل نحن في هزيمة وقبول المغاربة بقوة الجبر و”المقدس” من المقاربة المخزنية، أم أن ميزان القوة في الأرض قد تغير، خصوصاً بعد مشاهد مسيرات التعاقد وبروز مظاهر غضب شعبي كامن، ضد ازدواجية مخزنية تقوم على  تفقير الشعب، في المقابل الترحيب بالأعداء والارهاب الصهيوني بالورود ورموز التفاهة ؟

الفقه بالميدان ينفعنا، فيدفعنا إلى معرفة الخطوة الثانية للعدو الصهيوني وللنظام المخزني، فنسبقهما بآلاف الكيلو ميترات لنفشل خططهما، دون يأس ونظر سطحي للأحداث المفعمة بالافتراءات والادعاءات الصهي-ونية المتبجحة بالانتصار..

هذه الهيستيرية في التطبيع دلالة فشل على المحاولات الأولى في التطبيع، ولو نجحت الأولى مع النظام المغربي إقناعا وتأثيرا، لما تحول المشروع الصهيوني إلى هذا التصعيد من البوابات الضيقة التي قد تنجح أو تفشل، أي أننا في انتصار رغم الحصار والاستكبار، فقط نظر ورؤية شمولية من فوق والأعالي، كي لا ننحصر في جبل ولد نوح ، فنرضى بالاعتصام به ظنا منا، أن المعركة انتهت وأن الطوفان لا مفر منه، لكن تعلمنا العبرة والفعل السياسي والحركي والتدافعي من منظار الوحي والواقع وقصص الأنبياء عليهم السلام (قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) نوح(43)…

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts