Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لماذا أغلقوا مساجدنا ووضعوها رهن الاعتقال والاحتلال؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

فلنفكر من الأعالي…

يأتي “المطهر رمضان” كنور من السماء ودعوة إلى النظر إلى الأمور من الأعالي، والتعلق بنظرة السماء والرؤية الجامعة لما يحدث من تكالبات دون سقوط في نظرات سطحية للأحداث والتطورات تغرقنا في الهزيمة واليأس، تنظر للحدث أو التكالب دون رصد من منظار الوحي والواقع، خصوصاً بعد تكثيف الأنظمة العربية المستبدة والكيان الصهيوني من جهودهما للترويج  للرواية الصهيونية والتطبيعية الكاذبة الحاملة لرسالة (أن الشعوب انتهت والأمة هلكت).

كنت سابقا في مقالات كتبت عن تكالبات الاستكبار العالمي، وحاولت بيان الصفحات المبشرة في الأمة رغم سياسات إخفاء الحقيقة، وحجب الأمة عن أزمة الاستكبار الصهيوني والغربي والعربي المطبع، كتبت عن”صفقة القرن وانتصار الطائرات الورقية ونور بركة”، ثم “فرنسا وأزمة اللائكية القديسة ” و “سنة الفلك، وكيف ننظر من المعالي”، ثم كتبت عن “التلميذ والقبعة وهزيمة النظام المغربي”، وكتابات أخرى تنظر إلى الأحداث في سياقها الإقليمي والتاريخي دون انزواء في زاوية تحليلية سطحية.

 اليوم أكتب عن المسجد في الشعوب العربية والإسلامية وخصوصاً في المغرب الأقصى، والمسجد الأقصى، عسى أن نفهم ماذا يخطط له الاستكبار الصهيوني والعربي المستبد، ونفهم كشعوب وجود قوة ونقلة نوعية تاريخية تدفع الاستبداد والفساد الصهيوني إلى تغيير استراتيجية المواجهة..

جاءكم المطهر…

رأينا اليوم كيف يفرح الفلسطينيون بالمطهر رمضان (جاءكم المطهر) في المسجد الأقصى بتطهير السجاد وتعطير الأرض، لأنه ضيف كريم يطهر، ويزيد الإيمان، ويقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لكن في هذه الضفة  من الأرض وهي أرض المسجد الأقصى، هناك مطهر ومطهر:

المطهر الأول :  مطهر السماء قادم وهو رمضان.

المطهر الثاني : ومطهر الأرض وهو الإنسان المحرر المقاوم،  حاضر بقوته، مؤمن بمهمته في تطهير الأرض من المفسدين والظالمين والمحتلين،  فدون “عمار الأرض ومشروع الطهارة والتحرير” لا يمكن أن نعبد الله في سلام وهدوء.

خلاصة القول فطهارة الأرض بساط لطهارة السماء، جهاد الأرض فراش لنفحات السماء، والمطهر “الإنسان” هو سجاد للمطهر “رمضان”…

هي سنن  كونية وعبر نجملها فيما يلي :

العبرة الأولى :

جاءكم المطهر، فهل جئت أنت كمطهر وفاعل في الأرض؟

 لا يمكن أن نعيش مع “مطهر السماء وهو رمضان” في بحبوحة وحرية، بحضور نفوس ضعيفة غثائية ترضى فقط انتظار المطهر رمضان، دون تحولك إلى مطهر أرض يطهر الأرض من كل دنس فتمكن الناس من  دخول المساجد دون تشويش أو إغلاق من ظالم..

هي قاعدة، من أراد التمتع بنفحات “المطهر رمضان” وليلة القدر دون تطهير وجهاد أرضي، فلن يتمتع بمطهر السماء رمضان. الضيف البعيد يحتاج إلى تعبئة  مسبقة من المضيف وتجهز وإعداد يجمع بين النفسي والعقلي والميداني.

العبرة الثانية :

ماذا يحدث في غياب مشروع التطهير العميق الجامع؟

في غياب أهل الطهارة في الأرض وفي غياب مشروع تطهير الأرض من الفساد، سيتعثر تنزيل نفحات المطهر رمضان أو أي بركات وأنوار في كل زمان.

 أقم دولة الطهارة في الأرض، تعش مع رمضان المطهر وغير رمضان في بركات وفيوضات، بل ستكون من أهل الجمع بين الإيمان والجهاد، بين الإحسان والعمل، بين الروح والفعل، بين مؤمن يصلي ويتقرب إلى الله ليعرفه، فيعرف ماذا يريد منه في الأرض تغييرا لها، وتطهيرا لها من كل مفسد وعلو صهيوني دون دروشة وإيمان مهترئ…

 رمضان ليس محطة إيمان تروح النفوس وانتهى الأمر، رمضان مشروع تطهير وتغيير للنفوس وإيجاد نقلة من عادة إلى عبادة، من تخبط إلى منهاج، رمضان محطة يقظة وإحياء وتجديد مشروع الاستخلاف في الأرض، لنزداد إيمانا وتربية وقوة قلبية، فنلج إلى مشروع النبوة والمنهاج فهما وإرادة، لتحرير الإنسان فعلا وعملا، وتحرير الأقطار من الاستبداد قومة وحراكا، فتحرير الأرض من العلو الصهيوني زحفا وجهادا..

العبرة الثالثة :

هل المسجد يصنع الرجال أم أهل البطالة والرخاوة؟

إذا فهمنا رمضان والعبادات وأزمانها بفهم أخدج منفصل عن نظرة النبي صلى الله عليه وسلم للعبودية الشاملة للعبادة الإيمانية والحركة البأسية ونظرة القرآن ( فإذا جاء وعد بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار)، فإننا سنكون من عباد  يعبدون من أجل نفحات في زوايا ومساجد، أي نفس تتعلق بزمان أو أزمنة مقدسة أي أنانية نفس وخويصة فردية، حتى إذا جاء فاسد أو محتل فأغلق المساجد أو واجه مظاهر الإسلام، لم نتحصل على أنفس مجاهدة مطهرة مواجهة للمحتل، بل  على نساك في زوايا أو مساجد لا تصنع الرجال، بل صنعت البطالي والكسول والجبان والشحيح والأناني والأعرابي والمستسلم للسلطان والكيان، وهذا هو “الدين الأبراهامي” الذي أثل له المشروع الصهيوني ودعاة التطبيع ووافق عليه له ابن سلمان والسيسي ودعاة النظام المغربي ، أي دين انطفاء وانكفاء وانزواء…

العبرة الرابعة:

كيف نعتبر من إغلاق واحتلال مساجد فلسطين ثم المقاومة؟

فلسطين تضرب لنا المثال دوما في كيفية عبادة الله بنظر جامع وفقه شامل، فلسطين ترسل رسالة، أن الذين يطهرون المسجد الأقصى اليوم بمواد الطهارة بفرح وسرور لاستقبال رمضان، هم أنفسهم من أنزلوا مشروع تطهير الأرض أولا من دنس صهيوني محتل قد يغلق عليهم المسجد فلا يذكروا الله..

ذكر القرآن المسجد الأقصى في “سورة الإسراء” ليس من أجل التعلق القلبي فقط بالمسجد ومعرفة بركاته ، بل هي رسالة معرفة كذلك بالدواء بالمشروع التغييري الذي رغب النبي صلى الله عليه وسلم أن نفقهه من رحلة الإسراء والمعراج من أجل تحرير الأرض، وهي رسالة كي نفقه الداء والعلو كذلك، وأن الأخطاء والابتلاءات التي نقع فيها في الأرض داؤها ودواؤها في هذه الأرض المقدسة..

فإذا أردنا مثلا معرفة سبب إغلاق المساجد في المغرب في رمضان في العشاء وحرمان الناس من التراويح، وإذا أردت معرفة ما هو الدواء لكل هذا التجبر والتسلط منذ عقود من قبل النظام المغربي، فقط عليك أن تنظر إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى كي تفهم القصة، وتفهم من أين تغذت الأنظمة العربية وتشربت العنصرية والعداء للشعوب، وتفهم أين تغذى النظام المغربي وتعلم ليتجرأ على احتلال المساجد المغربية وتطويقها وتصفية الأستاذ والطالب والمرأة والناشط…

حين ترى الأرض المقدسة وفلسطين، ستفهم خلاصة المعركة بين الأنظمة العربية المستبدة والشعوب العربية والإسلامية والأمة، وكيف صنعت هذه الأنظمة وكيف تتحرك وكيف ستسقط..

يمنعوك من معرفة حقيقة تاريخ فلسطين وواقعها، كي لا تفقه المعركة وسياقها ومسارها ونظرتها الشمولية، فتسقط في روايتهم التطبيعية وتحصر القضية بين فلسطينيين وصهاينة، فتسقط في رواية أم هارون والسيسي وبوريطة…

العبرة الخامسة :

ما العلاقة بين المسجد الأقصى ومساجد الأمة المغلقة؟

حين ترى هذه المواجهة التاريخية بين الأمة والكيان الصهيوني حول فلسطين، فهي مواجهة عدو لإغلاق المسجد الأقصى وحجب الأمة عن بركاته وفيوضاته، ولأن فلسطين قضية مركزية ومصيرية…

هي إذن محاولة احتلال لتدمير  المسجد الأقصى، للمرور إلى احتلال المسجد الحرام وهو أعظم المساجد كذلك، وكلاهما من المساجد العظيمة التي تشكل نورا ورمزية إيمانية للأمة، وتدمير أحدهما يعني وجود أمة ضعيفة غثائية.

 ومن أجل منع أي انتفاضات أو ثورات الشعوب مستقبلا ضد الاحتلال والزحف الإسرائيلي، فلا بد من الأنظمة الدكتاتورية أن تنزل نفس الخطة في التصفية الصهيونية وهي تصفية المساجد واحتلالها وتفريغ محتواها، والسبب كي لا تكون المساجد صمام الشعوب للتغيير كما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والفاتحين في المشرق والمغرب، الذين جعلوا من المساجد مصانع الرجال والخطط المستقبلية للتحرير…

فعلاقة المسجد الأقصى بمساجد الشعوب العربية والإسلامية علاقة عميقة في التاريخ ومتينة في المشروع، فالمساجد كاشفة فاضحة محررة، فاضحة للداء والعداء، ومحررة لمشروع التحرير والرؤية الاستراتيجية المغيرة…

فالمعركة التي في المسجد الأقصى بين الحق والاحتلال تلخص سبب استهداف المساجد في وباء كورونا وقبلها من قبل الأنظمة العربية، وتكشف كيفية التحرر من الأنظمة الدكتاتورية العربية المستبدة لأن غايتها هي نفس غاية العلو الصهيوني وهي تصفية المساجد ومشروع القرآن…

العبرة السادسة :

لماذا إغلاق المساجد والحرب عليها؟

هي حرب على المسجد لأنه هو محضن النور والقرآن، وهو محضن صناعة الرجال، ومحضن الاجتماع والتحرير والتغيير، وإذا تم غلق هذه المساجد فقد تم حجب الناس عن نور السماء، وعن تقوية رابطة التجمع والأخوة..

لذلك يسعى النظام المغربي إلى استهداف المساجد في المغرب لاستهداف قلوب الناس وإضعاف رمزية المسجد الذي يشكل الملاذ والنور للأمة، وإذا أردنا استقبال رمضان أو المحافضة على إيماننا وهويتنا مستقبلا، فلا بد أولا من تطهير المغرب، من الاستبداد والفساد والنظام الذي يسعى إلى حجبنا عن النور بإغلاق منافذ النور عن المغاربة وفتح دور المسارح ومسجد القرويين إلى الصهاينة ومجرمي الحرب..

المقدسيون والفلسطينيون دوما يقدمون لنا المثال في التحرير ومقاومة الداء الصهيوني، ويقولون : (ما طهرنا المسجد الأقصى وجهزنا له النفوس للتعبد، إلا بعد مواجهة للمدنس وبعد دفاع وحفاظ على هذا المكان كي لا يغلق ويوصد..)

العبرة السابعة :

هل إغلاق المساجد هو غاية مخزنية فرنسية صهيونية أو مخزنية انفرادية؟

لست أدعو إلى حمل السلاح في المغرب لنحرر المساجد، بل إلى تغيير بتدرج ومقاومة للمفسدين انطلاقا من تطهير الأرض أولا من جذور الفساد ومؤسساته ومقوماته، وأظن أن المعركة ضد المسجد في المغرب لم تنطلق منذ 2021 بعد قرار منع التراويح واستهداف المساجد، بل كان العداء للمسجد منذ الاحتلال الفرنسي الذي درب المخزن بعده على مواجهة المساجد واحتلالها،  لأنها محطة اجتماع المسلمين ومحطة القرآن والنور والتغيير، وقد فقه الاحتلال الفرنسي في معارك المغاربة أن المقاومة كانت تبدأ من المساجد والزوايا والمدارس العلمية العتيقة، ولنا في تاريخ عبد الكريم الخطابي قصة وحكاية…

أما اليوم فالثلاثي التكالبي مع وفرنسا والنظام المغربي والتطبيع الصهيوني يسعون إلى اجتثاث آخر، وهو تصفية آخر بركة في المغاربة، وهي الفطرة والإيمان بعد تفقيرهم وقمعهم والتسلط عليهم بسياسات النهب والتعاقد والقنب الهندي وإحياء “ظاهرة القواد والسيبة” لإضعاف الشعب المغربي، ولن تكتمل صور هذا الإضعاف إلا بحجبهم عن المساجد التي هي المجددة للإيمان والمذكرة بلقاء الله وملاذ اجتماع المغاربة والأخوة..

العبرة الثامنة :

كيف ينقلونا من المساجد إلى مسارح “أكورا” ودين أبراهام؟

في حدث مثل استهداف الإسلام والمساجد في فرنسا أو المغرب في كورونا، وفي حدث مثل التطبيع في المغرب خصوصاً بعد إدخال تلاميذ إلى معبد يهودي ثم إدخال حاخام صهيوني مجرم إلى مسجد القرويين ، في مثل هذه الأحداث لا ينبغي السقوط في التحليل الأحادي للوقائع دون نظرة جامعة، وإلا سقطنا في النظرة السطحية أو المنهزمة، وإلا سقطنا في النظر إلى المواجهة من طرف واحد دون معرفة خيوط العداء وأسباب التكالب والمرض.

جهلنا بمعرفة المرض والعداء لا يوصل إلى معرفة الدواء..

حين نغفل عن الخطة المنظمة بين “النظام المغربي والمشروع الصهيوني والفرنسي الصليبي اللائكي” لتصفية الإنسان المغربي ومسجده ودينه، سيكون المفسد لنا بالمرصاد باحتلال وإغلاق المساجد كي لا نشعر بعظمة “المطهر رمضان” ولا نتلمس بركاته في الصلوات والتراويح واللقاء يين المؤمنين والمصلين والعائلات.

 هذه رسالة من  سنن الكون، أن الاحتلال لا ينحصر وجوده فقط في فلسطين، بل هناك أنظمة عربية احتلالية في شكل كيانات صغرى وظيفية تقوم بنفس مهمة الكيان الكبير الصهيوني، وهي مهمة  “مواجهة الإنسان والأمة  “من خلال احتلال المساجد وتصفية العلماء وعمار المساجد، ولن نحرر شعوبنا ونعبد الله في سلام دون تحرير الأقطار من الأنظمة الدكتاتورية العربية المستبدة…

إذن خلاصة الصراع أو المواجهة هو المسجد، وتعويضه بفراغات في مسارح “أكورا ” ودين إبراهام والتطبيع، وجامع القرويين، ومعالم هولوكست مراكش ومواضع الشدود الجنسي، والإلحاد من أجل بناء الدين الجديد وهو ” دين أبرهام ” ، أي ( كول وسكت وقل عاش العجل السامري وعاش كولدا مائير، ولا تقل يوسف بن تاشفين أو عبد الكريم الخطابي)..

سؤال الكيف..كيف نحرر؟

أخيرا، أبشر أن الأنظمة الدكتاتورية العربية والمشروع الصهيوني اليوم وصلوا إلى تكالب وعداء بعد فشل دام لمدة 100 سنة أو يزيد منذ “سايكس بيكو” وحدث الانكسار التاريخي وتفتت القصعة، هذا التكالب سببه فشل جهود قرن من الزمن بسبب مقاومة وشعوب وصحوة، والنتيجة كانت تفتيت المكان والجغرافية، لكن الإنسان المسلم المستضعف لم يتفتت عمقه بل ظهر بشكل وقوة خصوصاً بعد الربيع العربي، قوة تجاوزت تحليل التقارير الاستخبارية والعلمية.

السبب في بقاء هذه الأمة أن هناك معية لله، هذه المعية مكانها موضع مبارك وهي المساجد، التي كانت أول أساس في الكون وأول شيء يحارب، لأنه محل الوحي والتغيير والعمران والبناء الاستخلافي….

المواجهة اليوم بعد صفقة القرن سواء في فرنسا أو المغرب أو الأمة أو الشعوب ستكون ضد الإنسان والمسجد من حافظ على الهوية والفطرة والفكرة…

سواء أغلقوا أو لم يغلقوا، سواء منعونا من التراويح وسمحوا للصهاينة في المسارح أو مسجد القرويين، فإن الله يعد أمته لقادم وخير قريب، وهم ( العدو)يشعرون بتغير ونقلة في الشعوب وأنها انتقلت من الوهن وكراهية الموت إلى التغيير والتحرير…

هذه الإشارات والاستنتاجات كتبتها لكل تلميذ وطالب وأم وأب، وطامح للتغيير والتحرير، في زمن جندت فيها القوى العربية المستبدة والمشروع الصهيوني خططهم، لدعم كل تافه في ميدان الإلحاد أو الشدود الجنسي أو التطرف أو العنصرية.

 أولادنا اليوم في مواجهة صعبة مع الفخاخ والشرك العالمية، والمطلوب تحصين الأجيال بنور المعرفة والوحي ونور المسجد، وإن أغلقوا المكان، فبيوتنا مساجد، وقلوبنا محاضن، وأرض الله مرتع تربية الأبناء ومواجهة العداء والداء..

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts