ليبيا.. حكومة الوفاق ترحب بمنع السودان تجنيد مرتزقة وماكرون ينفي دعمه لحفتر

ليبيا.. حكومة الوفاق ترحب بمنع السودان تجنيد مرتزقة وماكرون ينفي دعمه لحفتر

مرتزقة

رحبت حكومة الوفاق الليبية بمنع قوات الأمن السودانية تجنيد مواطنين سودانيين للقتال كمرتزقة في ليبيا، وقالت إنها تخوض حربا ضد مرتزقة غزاة تدعمهم دول، بينما نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وندد المتحدث باسم وزارة خارجية الوفاق محمد القبلاوي بما سماه محاولات بعض الدول وعلى رأسها الإمارات استغلال الوضع الإنساني للشباب السوداني، ووصف ذلك بالخرق الصارخ لقرارات مجلس الأمن، والزج بالشباب في أتون حرب لا تعود عليهم إلا بالموت والهلاك، على حد تعبيره.

وكانت مصادر محلية من مدينة الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) قالت للجزيرة إن أعدادا كبيرة من المرتزقة من السودان وتشاد وصلوا جنوب مدينة أجدابيا، حيث يتجمعون مع مرتزقة من تشاد، تمهيدا للتوجه إلى محاور غرب مدينة سرت، وقاعدة الجفرة الجوية دعما لقوات حفتر.

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أمس أنها أوقفت في مناطق مختلفة بإقليم دارفور (غربي السودان) 122 شخصا -بينهم 8 أطفال- كانوا متوجهين للعمل مرتزقة في ليبيا. ونفى متحدث باسم القوة وجود قوات سودانية تقاتل في ليبيا.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لا تدعم خليفة حفتر، ولم تقبل بهجومه على العاصمة طرابلس العام الماضي.

وأضاف ماكرون خلال قمة في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن فرنسا تسعى إلى التوصل إلى حل سياسي مستمر في ليبيا، مؤكدا ان ما يحدث فيها يؤثر على استقرار أوروبا.

كما قال ماكرون إنه يدين دور المرتزقة الروس في ليبيا، وذلك بعد أيام من انكشاف أمر دخولهم مع آخرين حقل الشرارة النفطي الأسبوع الماضي.

النفط.. بيد القبائل
من جهة أخرى، أعلنت قبائل موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر إعادة فتح الإنتاج والتصدير من حقول وموانئ النفط الواقعة بالهلال النفطي شرق ليبيا.

وفوضت القبائل في بيان لها، حفتر بالتواصل مع البعثة الأممية في ليبيا، والمجتمع الدولي، لإيجاد حلول تضمن عدم وقوع إيرادات النفط في يد من وصفهم البيان بالمليشيات الإرهابية.

وبررت القبائل خطوتها بارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدني قيمة الدينار الليبي أمام الدولار وعدم قدرة الدولة على دفع مرتبات العاملين فيها.

يذكر أن تلك القبائل كانت أوقفت إنتاج وتصدير النفط بشرق ليبيا في يناير/كانون الثاني الماضي.

على صعيد متصل قالت وكالة رويترز للأنباء إن مؤسسة النفط الليبية كشفت أنها أجرت مفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة لاستئناف إنتاج النفط بعد ستة أشهر من حصار قوات حفتر لمنطقة الهلال النفطي.

وقالت مؤسسة النفط الليبية إن المفاوضات شملت حكومة الوفاق والأمم المتحدة والولايات المتحدة ودولا في المنطقة، بهدف رفع الحصار المضروب على منشآت النفط الليبية.

ودان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله وجود من وصفهم بالمرتزقة الأجانب في المواقع النفطية، ووصف ذلك بأنه تعد صارخ من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

وقال صنع الله -خلال لقاء في طرابلس مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا؛ إن إغلاق بعض الموانئ وحقول النفط لأكثر من 160 يوما تستفيد منه دول أخرى منتجة للنفط. وقال السفير الأوروبي إن الاتحاد يدعم مؤسسة النفط الليبية في جهودها لإعادة الإنتاج في أقرب وقت.

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في تغريدة على تويتر إن الولايات المتحدة تشاطر المؤسسة الوطنية للنفط الليبية قلقها بشأن تدخل وكلاء وزارة الدفاع الروسية فاغنر، والمرتزقة الأجانب في حقل الشرارة الليبي للنفط.

وأضافت أورتاغوس أن ما تقوم به تلك الجهات هو اعتداء مباشر على سيادة وازدهار ليبيا.

من ناحية أخرى، أعلنت عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق تعرض محطة كهرباء خليج سرت لاعتداء، وأعمال سرقة، ونشرت العملية على فيسبوك بيانا قالت فيه إن قوات تابعة لحفتر اعتدت على المحطة، وسرقت معدات وأجهزة خاصة بالطوارئ.

حرب ضد المرتزقة
وقال مسؤولون عسكريون بقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية إن بلادهم تخوض حربا ضد مرتزقة غزاة تدعمهم دول، بعد انهزام اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه على طرابلس، في حين قالت الأمم المتحدة إن 100 -أغلبهم مدنيون- قتلوا بألغام خلفتها قوات حفتر في المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس.

وقال المتحدث باسم قوات الوفاق العقيد محمد قنونو أمس -في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر- إن هزيمة حفتر جعلت داعميه يزيحون الأقنعة، و”تقدموا ليقودوا الخراب والإفساد بأنفسهم داخل ليبيا”.

وشدد قنونو -في تصريحات صحفية أمس الأول السبت- على أن تحرير سرت والجفرة (جنوب شرق العاصمة طرابلس) من المرتزقة الروس أصبح أمرا ملحا، قائلا “سرت أصبحت أكثر الأماكن خطورة على الأمن والسلم ببلادنا بعدما باتت بؤرة للمرتزقة الروس والعصابات الإجرامية بعد طردهم من طرابلس وترهونة” (90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس).

وأوضح أن “مرتزقة فاغنر” جعلوا قاعدة الجفرة ومطارها مركزا لقيادتهم وتمددهم للسيطرة على حقول النفط جنوبي البلاد.

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم عمليات سرت والجفرة عبد الهادي دراه إن حديث بعض الدول عن احترام سيادة ليبيا، ورفض التدخل الخارجي، يجب أن يكون بالأفعال وليس مجرد بيانات. وأضاف دراه أن قوات حكومة الوفاق “لم تعد تقاتل قوات الانقلابي حفتر فحسب، بل تقاتل دولا مثل روسيا وفرنسا والإمارات”، مشيرا إلى استمرار استعدادات قوات الحكومة لاستعادة سرت والجفرة.

ألغام طرابلس
وفي طرابلس، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس إن الألغام المضادة للأفراد -التي زرعت في الأحياء الجنوبية للعاصمة- أسفرت عن مقتل أكثر من 100 قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من المدنيين، وذلك منذ انتهاء المعارك على أبواب العاصمة.

واضطرت قوات حفتر قبل أسابيع إلى الانسحاب نحو معاقلها في جنوب البلاد وشرقها، بعد إخفاق هجومها على طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

واتهمت حكومة الوفاق والأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات حفتر بأنها خلفت وراءها حقولا من الألغام في الضواحي الجنوبية للعاصمة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: