ما أهمية عملية الجيش اليمني بالبيضاء ومدى تأثيرها على مأرب؟

ما أهمية عملية الجيش اليمني بالبيضاء ومدى تأثيرها على مأرب؟

ما أهمية عملية الجيش اليمني بالبيضاء ومدى تأثيرها على مأرب؟

تتسارع وتيرة المعارك بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي، في محافظة البيضاء (وسط البلاد) وسط مكاسب ميدانية حققها الطرف الأول، بعد يومين من إعلانه البدء بعملية عسكرية في هذه المحافظة الاستراتيجية.


وأثار التقدم السريع لقوات عملية النجم الثاقب (اسم العملية العسكرية) التابعة للحكومة اليمنية، والانهيار المتسارع أيضا، لمسلحي الحوثي، تساؤلات عدة حول أهمية العملية التي أعلنت عنها القوات الحكومية قبل ثلاثة أيام، ومدى تأثيرها على القتال المحتدم في أطراف محافظة مأرب الغنية بالنفط مع المسلحين الحوثيين.


ومنذ يومين، تواصل القوات الحكومية تحقيق مكاسب ميدانية مهمة، في جبهات عدة، جنوب وغرب مدينة البيضاء، المركز الإداري للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته.


تقدم ميداني


واليوم الاثنين، أفادت مصادر يمنية بأن قوات الجيش والمقاومة، سيطرتا على المركز الإداري لمديرية الزاهر، وواصلا تقدمهما الميداني باتجاه عاصمة محافظة البيضاء.


وقال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في البيضاء، مصطفى البيضاني، إن قوات عملية النجم الثاقب، استعادة السيطرة مساء الاثنين، على منطقة الجماجم الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.


وأضاف البيضاني في تصريح لـ”عربي21″ أن أهمية منطقة الجماجم، تكمن في أن أكبر معسكرات الحوثيين يتواجد فيها، والذي يدير عملياتهم العسكرية في المنطقة الجنوبية من البيضاء.


وبحسب رئيس المركز الإعلامي لمقاومة البيضاء فإن القوات الحكومية صادرت كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة بينها مدرعة من نوع BMB، هي الثانية خلال يومين، بالإضافة إلى دبابة ومستودع للسلاح.


وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، علي الذهب، أنه كلما ضاق الخناق على مدينة مأرب، حاولت القوات الحكومية أن تخفف من ذلك بفتح جبهات أخرى، وقد دأبت على ذلك منذ عامين.


وقال في حديث خاص لـ”عربي21″: “يبدو أن الفرص ضاقت أمام القوات الحكومية في محافظات الجوف وصعدة وحجة (شمالا)، فكانت الفرصة مواتية في محافظة البيضاء للعب هذا الدور منفردة، وإن كانت تلعبه إلى جوار المحافظات السابقة خلال الثلاثة الأعوام الماضية”.

وأضاف الذهب أن القتال مع الحوثيين يتجه حاليا، من مأرب نحو جبهات البيضاء، وهذا يحقق قدرا من تخفيف ضغط الحوثيين على المدينة النفطية.


وحول أهمية المعركة في محافظة البيضاء، أشار الخبير الذهب إلى أن محافظة البيضاء تعد أقرب النقاط التي تهدد العاصمة صنعاء والمحافظات المرتبطة بها والتي يسيطر عليها الحوثيون، ومنها محافظة ذمار، 100 كلم جنوبي المركز الإداري للعاصمة.


وبحسب الخبير اليمني فإن البيضاء، هي الجبهة المتاحة والممكنة في الوقت الراهن، باعتبار أن مأرب باتت مهددة من الحوثيين، في وقت تتخذ فيه القوات الحكومية وضعا دفاعيا، تزامنا مع توقف جبهات القتال في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين مع السعودية، لاعتبارات سعودية عدة، منها قرار إدارة المعارك في حدودها الجنوبية مع اليمن.


وأردف: “أما الجوف، فقد أصبحت مسرح عمليات تشن فيه القوات الحكومية معارك دفاعية مثلها مثل محافظة مأرب”.


وحول مدى تأثير المعارك الجارية في البيضاء، أكد الخبير العسكري اليمني أنها لا شك، تخفف من ضغوط الحوثي على محافظتي مأرب والجوف، وتتآزر معهما في تقوية الموقف التفاوضي للحكومة اليمنية في المفاوضات المتوقفة حاليا، التي كانت تجريها الأمم المتحدة بشأن وقف الحرب في البلاد.

وزاد: “معركة البيضاء، تمثل أوجه الضغط التي تحاول الحكومة أن تجعله رديفا لقواتها في مأرب”.


وأوضح الخبير الاستراتيجي اليمني أنه قد لا يكون، هناك تأثير استراتيجي لهذه المعركة على مستوى الحرب بشكل شامل، إلا أنها تمثل استجابة مضادة (ردة فعل) لما يجري في مأرب وليس عملا استراتيجيا يقصد منه التقدم نحو صنعاء عبر ذمار المتاخمة للعاصمة والمحاذية للبيضاء من جهة (الشرق وجنوب الشرق).


وقال: “الغاية الحالية للحرب من وجهة محركيها الإقليمين أو الدوليين، لم تعد من الواضح أنهم يبحثون عن تحقيق نصر حاسم أو الوصول إلى صنعاء بقدر ما هو خلق أوراق ضغط لتقريب الطرفين من عملية سلام هي في حقيقة الأمر، النهاية المتوقعة للحرب من أي نهايات أخرى”.


معادلة جديدة


من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري أنه ما من شك، أن تفجر معارك البيضاء وتحقيقها هذا التقدم بهذه السرعة والانتصارات بعد ست سنوات من الحرب هناك، ينبئ عن معادلة جديدة في طريقها للتشكل خاصة وأنها محافظة من أشد المناطق مناهضة لمشروع الحوثي تاريخيا.


وأضاف البكيري في حديث خاص لـ”عربي21″: “سيكون لتداعيات هذه المعركة وقع كبير على سير المعارك في مأرب وغيرها من مناطق المواجهات مع جماعة الحوثي”.


وفي حال استمر سير المعارك بهذا الزخم والتقدم، وفقا للكاتب والمحلل السياسي اليمني، سيشكل ضربة عسكرية كبيرة لجماعة الحوثي وسيسارع في انهيار مواقعها بيد أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في هذا المناطق التي تعتبر مناطق معادية وغير مرحبة بالحوثي ومشروعه، على حد قوله.


أما رئيس تحرير موقع “مأرب برس” الإخباري، أحمد عايض، فأكد أن معركة البيضاء فاجأت الحوثيين وأربكت صفوفهم”.


وقال في حديث خاص لـ”عربي21″: “ومن اللحظات الأولى، ظهر ذلك جليا في جبهات مأرب حيث قاموا بسحب عشرات المعدات العسكرية والمليشيات والتحرك بهم باتجاه محافظة البيضاء المحاذية لها من جهة الجنوب”.

ومضى عايض قائلا: “وهذا يكشف أزمة تسليح وتجنيد داخل صفوف المليشيات الحوثية، وتأكيد على هشاشة صفوفهم القتالية وسهولة سحقها سريعا”.


وأشار رئيس تحرير موقع مأرب برس اليمني إلى أن “الوقوف المجتمعي مع الجيش والمقاومة في قتالهم ضد المليشيات الحوثية في البيضاء، يؤكد عدم وجود أي حاضنة شعبية لهم” معتبرا أنه “مؤشر قوي لسهولة جرفهم واجتثاثهم من المواقع التي سيطروا عليها بقوة الحديد والنار”.


لكن الصحفي اليمني لفت إلى أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في هذه اللحظة الحاسمة ينقصهم السلاح النوعي والمال فقط لتحريك كل الجبهات وهي مسؤولية تقع على عاتق التحالف أولا والشرعية ثانيا.


وتحظى محافظة البيضاء، بأهمية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي، الذي يتوسط ثماني محافظات شمالية وجنوبية وتمر منها معظم الطرق الرئيسة الرابطة بين أبين وشبوة والضالع ولحج (جنوبي وجنوب شرق) وذمار وصنعاء (شمالا) ومحافظتي مأرب والجوف من جهة الشرق.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: