مكتشف البنسلين

مكتشف البنسلين

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 74

د. عبد الحميد القضاة

مكتشف البنسلين

      بعض الناس يظهرون في بداية حياتهم مهملين لا مبالين، لدرجة أن والديهم لا يرجون منهم خيرا، ولا شك أن انطباعهم هذا متسرعٌ؛ وما ينبني عليه من سلوكيات؛ ربما تكون سببا في المزيد من إحباط أبنائهم بل تدميرهم .

      لا أحد يعلم الغيب، ولا يدري ماذا يحدث غدا، فالخبرة أثبتت أن بعضا ممن ظننا أنهم لا يأتون بخير لشدة إهمالهم؛ أصبحوا من مشاهير العالم ومن حملة جائزة نوبل.

      فالتاريخ أثبت أن العالم  الأسكتلندي الكسندر فلمنج المولود عام 1881م،كان يظهرفي طفولته مهملا ويُضرب المثل في لامبالته، مظهرا وسلوكا، وشتان ما كان  بين البداية والنهاية.

      فقد أصبح طبيبا لامعا، وعالما مشهورا، اكتشف عام 1928م أول المضادات الحيوية المسمى البنسلين، وكان ذلك بسبب إهماله لمزارع بكتيرية لفترة من الزمن في مختبره ،لتنمو عليها بعض الفطريات التي افرزت مادة وقتلت بعض البكتيريا،

      وبعد البحث والتنقيب عرّفت هذه المادة القاتلة للبكتيريا، وكانت البنسلين الذي قلب الموازين الطبية حينها، وأشعل ثورة صناعية صيدلانية عظيمة.

      تسابقت الشركات على استخلاص مادة البنسلين بكميات ضخمة، و توصلت إلى طرق اسهل لاستخلاص المادة السحرية (البنسلين) و انتاج كميات هائلة  منها و طرحها في الأسواق.

      استخدم البنسلين أول الامرعام 1941م لعلاج مرضى الحرب، وبعدها أصبح في متناول يد المدنيين في بريطانيا و أمريكا ثم العالم .

      تزوج فلمنج و كان سعيدا في حياته، وكان له ابن وحيد، وفي سنة 1945 فاز بجائزة نوبل، وتوفى عام 1955م، فأنظر بربك الفرق بين البداية والنهاية، ولكن اكثر الناس يستعجلون.

 الخلوات ..

      يُروي في الأثر عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال :” اتقوا الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم” ، ويقول ابن القيم: “أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات”،ويقول ابن رجب الحنبلي: “خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس”.

موعظة

      قال إبن السماك: هب أنّ الدنيا في يديك، ومثلُها ضُم إليك، وهب المشرقَ والمغربَ يجيءُ إليك، فإذا جاءكَ الموتُ فماذا في يديك؟!،” حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: