من إنكاره إلى الإصابة به.. 7 محطات لعلاقة ترامب بفيروس كورونا

من إنكاره إلى الإصابة به.. 7 محطات لعلاقة ترامب بفيروس كورونا

ترامب كمامة

مع وصول وفيات فيروس كورونا من الأميركيين إلى ما يقرب من 215 ألفا، وإصابة ما يقرب من 8 ملايين آخرين، أصبحت قضية هذا الفيروس وكيفية مواجهته على رأس القضايا التي تهم الناخب الأميركي قبل أسابيع أربعة من موعد الانتخابات الرئاسية.

وقد رصدت الجزيرة نت مراحل تعامل الرئيس دونالد ترامب مع جائحة كورونا، من بدايتها وحتى إصابته شخصيا بالفيروس إلى جانب السيدة الأولى والعديد من الموظفين السامين في البيت الأبيض.

المرحلة الأولى: الإنكار والاهتمام بقضايا أخرى

بعد أن أخبرت الصين في آخر أيام 2019 منظمة الصحة العالمية بوجود فيروس كورونا، تلقى الرئيس ترامب في 3 يناير/كانون الثاني الماضي تقريرا مفصلا من رئيسة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، يتحدث عن مخاطر الفيروس.

وفي ذات اليوم، اتخذ ترامب قرارا بتصفية الجنرال قاسم سليماني قائد سرايا القدس الإيرانية، واتجه تركيزه بصورة كاملة لاحتمالات التصعيد العسكري مع طهران.

وفي هذه الفترة، ركز ترامب على محاولة عزله في الكونغرس، وهي المحاولة التي فشلت رسميا في 5 فبراير/شباط الماضي.

وخلال تلك الفترة، قال ترامب “أنا غير قلق على الإطلاق من احتمال وجود وباء، لدينا فقط حالة واحدة لشخص قدم من الصين. سيكون الأمر على ما يرام”.

وفي 31 يناير/كانون الثاني، تم تشكيل فريق عمل في البيت الأبيض للتعامل مع انتشار فيروس كورونا، ثم أعلن ترامب وقف الطيران من الصين وإليها.

المرحلة الثانية: كل شيء تحت السيطرة

أدرك البيت الأبيض وجود مخاطر وشيكة، في وقت استمر فيه الرئيس ترامب بالقول إن “كل شيء تحت السيطرة” والمخاطر على بلاده قليلة.

وخلال خطاب لترامب في مؤتمر انتخابي بولاية نيوهامبشاير، ذكر أنه “بحلول أبريل/نيسان ومع بدء اشتداد الحرارة، سيختفي الفيروس”. وصرّح في تغريدة له قبل نهاية فبراير/شباط أن “انتشار الفيروس محليا ليس أمرا محتوما”.

وفي نهاية فبراير/شباط، أوقف ترامب الطيران من أوروبا وإليها، ثم ادعى خلال زيارته لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، “توافر اختبارات الكشف عن فيروس كورونا لأي مواطن أميركي يرغب في ذلك، لدينا أعداد كبيرة منها”، وقد تناقضت تلك الكلمات مع الواقع بصورة كاملة.

وغرد ترامب في 9 مارس/آذار يقول إن “الإعلام المزيف والديمقراطيون يقومون بكل ما لديهم من قوة لمضاعفة المخاوف من فيروس كورونا، في الوقت الذي يؤكد فيه الخبراء أن مخاطر الفيروس ضئيلة جدا على المواطنين الأميركيين”.

المرحلة الثالثة: عدو خفي لا مثيل له

في الأسبوع الثاني من مارس/آذار، بدأ تعطيل المدارس وأغلقت الشركات وتوقفت المصانع عن العمل بعد انتشار الفيروس في العديد من الولايات، وانهارت سوق الأسهم وول ستريت وخسرت مؤشرات الأسهم 35% من قيمتها خلال أيام قليلة.

وفي 13 مارس/آذار، أعلن ترامب حالة الطوارئ القومية في أنحاء البلاد، ثم دعا الأميركيين “للبقاء في منازلهم أسبوعين، واتباع قواعد التباعد الاجتماعي لمنع انتشار الفيروس”.

وقدّم ترامب نفسه كرئيس دولة في حالة حرب ضد ما وصفه بعدو غير مرئي، قبل أن يضيف خلال ظهوره المتكرر في المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض “أرى نفسي -بطريقة ما- رئيسا في وقت حرب، نحن نخوض حربا، وهو موقف صعب جدا جدا”.

وغرد ترامب بالاستعداد لعودة فتح قطاع الأعمال وعودة العمال والموظفين إلى مكاتبهم ومصانعهم بحلول أعياد الفصح في 12 أبريل/نيسان، قائلا “لا يمكن أن يكون العلاج أسوأ من المرض، أريد العودة وإنهاء الإغلاق بحلول عيد الفصح، لماذا لا أتصور أنه يمكننا فعال ذلك”.

ثم وقّع ترامب على تشريع الكونغرس القاضي بتقديم حزمة مساعدات اقتصادية هي الأضخم في التاريخ الأميركي، ومقدارها 3.3 تريليونات دولار توجه للولايات والقطاع الخاص وشركات الطيران والفنادق والمواطنين ممن يقل دخلهم عن 75 ألف دولار سنويا.

وفي 10 أبريل/نيسان، تحدث ترامب بفخر متباهيا بجهود إدارته في محاربة الفيروس، وقال إن إجمالي عدد الوفيات قد يصل إلى أقل من 100 ألف حالة، “وهو ما سيعدّ نجاحا كبيرا لسياستنا”. بيد أن الأمور سارت بعد ذلك بشكل تصاعدي في اتجاه غير الذي يهواه ترامب.

ورفض ترامب ارتداء الكمامة التي نصح بها كل خبراء الصحة العامة، بما فيهم فريق مواجهة الأزمة في البيت الأبيض.

المرحلة الرابعة: البحث عن كبش فداء

وخلال أشهر الصيف وبداية الخريف، كرر الرئيس ترامب إلقاء اللوم على جهات مختلفة وحمّلها مسؤولية انتشار الفيروس. فبدأ بلوم الصين، وأطلق على كورونا اسم “الفيروس الصيني”، وألقى باللوم على بكين بسبب تسترها ومحاولة خداع العالم بخصوص حقيقة الفيروس وانتشاره.

ثم اتجه لإلقاء اللوم على الإدارات السابقة، خاصة إدارة سلفه باراك أوباما عن خسائر أميركا البشرية والمالية جراء تبعات فيروس كورونا، وكرر أنه ورثَ “رفوفا ومخازن فارغة من المستلزمات الطبية الضرورية من إدارة أوباما، وما تركته الإدارة السابقة لم يسمح بإجراء الاختبارات اللازمة لكل الأميركيين”.

وكان حكام الولايات -خاصة الديمقراطيين منهم- آخر من وجه إليهم ترامب أسهم الاتهام على “تقاعسهم عن القيام بواجباتهم” والاستعداد المبكر لمواجهة تبعات فيروس كورونا، ونال حاكما ولاية نيويورك (أندرو كومو) وولاية ميشيغان (غريتشن ويتمار) نصيب الأسد من هذه الانتقادات، وطالبهم بعدم تسيس قضية كورونا خدمة لأهداف سياسية ضيقة.

المرحلة الخامسة: تقديم وصفات علاج

وقدّم ترامب وصفات طبية لمواجهة الفيروس، حيث اقترح أن يتم استخدام عقارين هما هيدروكسي كلوروكين المستخدم في علاج الملاريا، وأفيجان الذي تنتجه شركة فوجي اليابانية ويستخدم لمقاومة الملاريا أيضا، وذلك خلال مؤتمراته الصحفية اليومية داخل البيت الأبيض بشأن تطورات انتشار فيروس كورونا وسبل مواجهته.

ورفضت هيئة الأغذية والدواء الأميركية اعتماد أي عقار لمواجهة فيروس كورونا دون خضوعه للتجارب السريرية اللازمة والتي تستغرق فترات طويلة. وأكدت أن لعقار هيدروكسي كلوروكين أضرارا جانبية شديدة الخطورة، ولا يجوز استخدامه إطلاقا قبل الرجوع للطبيب المشرف على المريض.

وعقب ذلك قررت شركات أميركية عاملة في مجال الأدوية عدم الإعلان عن أي لقاح مضاد لفيروس كورونا قبل إخضاعه -بشكل صارم- لمعايير السلامة والفعالية.

المرحلة السادسة: اللقاح قبل انتخابات 3 نوفمبر

ويكرر الرئيس الأميركي منذ منتصف أغسطس/آب الماضي أن المعامل الأميركية ستوفر لقاحا فعالا ضد فيروس كورونا، وهو ما يتعارض مع ما تذكره الجهات الطبية الحكومية المسؤولة.

وأكد ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أن اللقاح قد يخرج إلى النور ويبدأ في توزيعه على الولايات قبل موعد الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر\تشرين الثاني القادم.

ورد مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد على ما يقوله ترامب، بالقول أمام الكونغرس “إن اللقاح لن يكون متاحا للمواطنين على نطاق واسع حتى الربيع أو الصيف المقبلين”.

المرحلة السابعة: الفيروس يصيب الرئيس

فاجأ ترامب الأميركيين والعالم في الساعات الأولى من يوم 2 أكتوبر/تشرين الثاني بإعلان إصابته بفيروس كورونا، ولم تكشف إدارته متى وأين وكيف انتقلت العدوى للرئيس.

ومكث ترامب في مركز والتر ريد العسكري 3 ليال، ولم يتوقف فيها عن التغريد ونشر فيديوهات، وخرج لتحية أنصاره المتجمعين خارج أبواب المركز الطبي.

وعاد ترامب إلى البيت الأبيض على متن طائرة مروحية في مشهد انتخابي مميز، بعث من خلاله رسائل لقواعده الانتخابية تؤكد أنه رجل قوي وأنه يتغلب على فيروس كورونا.

ويشير البروتوكول المعلن من سلطات الصحة الحكومية، أن على المصاب بكورونا الخضوع لفترة حجر صحي تبلغ 14 يوما في المنزل، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يستطيع الالتزام بالمكوث داخل البيت الأبيض أسبوعين كاملين مع بقاء 4 أسابيع فقط على الانتخابات.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: