صبري سميرة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

من سيفوز؟ راقب هذه الولايات وفرصة العرب في تغيير نتائج الانتخابات الأمريكية

صبري سميرة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

يعد تحليل الانتخابات الأميركية والتنبؤ بنتائجها موضوعا عميقا وتفصيليا، ويشمل الكثير من العناصر والمجالات والأبعاد والمستويات والأطراف والبيئات والظروف والتراكمات.. وغيرها

وتاليا أقدم تحليلا منهجيا متكاملا مبسطا لبعض الأسس والضوابط والعناصر والمؤشرات الرئيسية في التنبؤ بمن سيفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020 حامية الوطيس:

 في الأغلب الأعم في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن المرشح الفائز يحصل على أصوات أعلى بقليل من النصف (الأغلبية البسيطة) بمعنى أن هناك دائما انقسام عامودي سياسي وحزبي وانتخابي وغيره من الشرائح المختلفة لدى الشعب الأميركي.

 هناك فقط حزبان يتنافسان على الرئاسة الأميركية، بينما يتنافس على المقاعد المحلية الأخرى عشرات من الأحزاب المحلية. وكل من الحزب الديمقراطي والجمهوري في داخلهما تيارات وتجمعات وكتل وشخصيات متنافسة؛ بل أحيانا متصارعة.

لا يهمنا كثيرا استطلاعات الرأي الشعبية العامة الأميركية حول نسبة دعمهم لأحد المرشحين، فهذه الاستطلاعات تتكلم عن مجموع الشعب، وهي موجهة غالبا من الليبراليين الداعمين للديمقراطيين، وأحيانا ترتد سلبا على الديمقراطيين إذا ما بالغوا في إشارات الفوز، فيسترخي الناخب الديمقراطي، ولا يشعر بالخوف، ويجلس على كنبته في البيت، ولا يصوت.

 الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين في 2029 يتوقع بلوغ مجموع تكاليفها 5.5 بليون دولار مع رجحان قليل للإنفاق الديمقراطي. وأكثر منها بقليل سينفقه باقي المرشحين لنواب وشيوخ الكونغرس، وهذا يزيد حد الهيمنة من نفوذ أصحاب المصالح على النتائج. وفي النهاية مجموعات المصالح المتنفذة المتنفعة هي التي تأتي بهذا المرشح أو ذاك، ولذلك نرى بأن السياسات والمسارات لا تتغير كثيرا إستراتيجيا، فأي منهما قد نجح وفق توازنات ومصالح وتأثيرات مجموعات المصالح نفسها وتقاسمها للكعكة، وينادي الكثيرون منذ زمن طويل لوضع قوانين تحد من تأثير المال السياسي؛ لكن لا حياة لمن تنادي، وجاءت أساليب العالم الرقمي وكورونا وزادت من أهمية الإنفاق الانتخابي إعلاميا ورقميا وغيره.

 ليس شرطا أن يكون المرشح الفائز هو من حصل على أكثرية الأصوات للناخبين الأميركيين، وإنما الفائز هو من يحصل على ما يعادل أغلبية أصوات المندوبين الانتخابيين للولايات الأميركية؛ أي 270 صوتا أو أكثر من أصل 538 صوتا، وهي ما يعادل مجموع مقاعد النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي الممثلين للولايات الـ50 الأميركية وبعض المناطق التابعة لأميركا. وحدثت عدة مرات كان آخرها مع هيلاري كلينتون حيث فازت بزيادة 3 ملايين ناخب أكثر من ترامب في الانتخابات السابقة، ورغم ذلك فاز ترامب بالرئاسة؛ لأنه حصد ما يعادل 304 من أصوات المندوبين في الجمعية أو الكلية الانتخابية، وهي طريقة حسابية لتمثيل الولايات، وليس جمعية حقيقية.

 ولذلك فلا يهمنا كثيرا استطلاعات الرأي الشعبية العامة الأميركية حول نسبة دعمهم لأحد المرشحين، فهذه الاستطلاعات تتكلم عن مجموع الشعب، وهي موجهة غالبا من الليبراليين الداعمين للديمقراطيين، وأحيانا ترتد سلبا على الديمقراطيين إذا ما بالغوا في إشارات الفوز، فيسترخي الناخب الديمقراطي، ولا يشعر بالخوف، ويجلس على كنبته في البيت، ولا يصوت.

 في المقابل يستفيد أمثال ترامب من ترويع ناخبيه بإمكانية الخسارة، فيحشدون أقصى ما عندهم ليكسبوا الانتخابات، ولذلك نجد ترامب يصرخ ناقما على تخفيف شروط التصويت رافضا التصويت بالبريد؛ لأنه يسهل عملية التصويت، فيشارك عدد أكبر من الديمقراطيين، وكثير منهم من الأقليات والمهاجرين والأقل حظا اقتصاديا واجتماعيا، والأقل حيوية في التصويت إلا إذا تم تحريضهم أو تسهيل التصويت عليهم.

إن تهديدات ترامب برفض التخلي عن الرئاسة تتماشى مع شخصيته وتاريخه وسلوكه في الترشح وممارسة الحكم، ومنذ ترشح أول مرة قبل 5 سنوات، وهو يقوم بكل مناوراته الشعبوية والمبالغة والتهويش والصراخ والتهديد لأعلى سقف يستطيعه لإبقاء روابطه حيوية وساخنة ولإقناع وتحريك قواعده الانتخابية والمستقلين القريبين منها؛ ولكن بعد انجلاء كل معركة لا ينفذ الكثير مما قاله، ويمضي إلى معارك أخرى. ولن يختلف الحال فيما إذا خسر هذه الانتخابات الرئاسية، فسوف يحمل حقيبته ويغادر البيت الأبيض وغالبا بهدوء.

 حيث إن ترامب لا قبل له بحرب ضروس فيما لو فعل العكس، ومن جاؤوا به لن يدمروا أنفسهم وبقرتهم الحلوب أميركا لزرقة عينيه، وجو بايدن من نفس العلبة السياسية لجماعات المصالح في النهاية، ويوم لهم ويوم لغيرهم، وهناك الكثير من القواعد والموانع والهياكل والتوازنات والقوى وغيرها، وكذلك وعي ودور وفعل الشعب الأميركي وكافة هيئاته، التي لا تسمح بمثل أنواع الجنون التي يروج لها ترامب.

 كالعادة وبناء على فهمنا لما سبق من كيفية احتساب أصوات الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن الأنظار تتركز الآن وعلينا التركيز على توقعات ونتائج التصويت في الولايات الساخنة المتأرجحة، والتي تصوت مرة للمرشح الديمقراطي ومرة الجمهوري وبنسب انتصافية تقريبا، ومعظم الولايات تاريخيا محسومة مسبقا لهذا الحزب أو ذاك لأسباب كثيرة تاريخية وثقافية ودينية وعرقية وسياسية واجتماعية واقتصادية وحزبية وعمالية وماكينات انتخابية وغيرها. وعلى ذلك فإن الولايات الحاسمة المتأرجحة هي 8 ولايات:

أريزونا، فلوريدا، ميشيغان، مينيسوتا، كارولينا الشمالية، أوهايو، بنسلفانيا، ويسكونسن.

 وتاريخيا وغالبا في الانتخابات الرئاسية يتم إعادة انتخاب الرئيس الحالي لدورة ثانية شريطة ألا يكون ارتكب خطأ كارثيا، أو أن الاقتصاد يتراجع بقوة ولا أمل في أن سياساته ستغير ذلك. ويختارون منافسه إذا شعروا أنه سيحسن الاقتصاد أو ينقذهم من كارثة؛ وفي حالة ترامب فقد تحسن الاقتصاد ودخل الناس قبل كورونا ولم يرتكب كارثة ما والتراجع الاقتصادي مبرر بآثار كورونا، ومنافسه بايدن لا يرى أحد أنه سيجلب الكثير المختلف؛ ولذلك من الصعب جدا التنبؤ بالفائز. بالطبع السياسة الخارجية ليست معيارا مهما للناخب الأميركي، ومن ضمن ذلك قضايا فلسطين والعرب والشرق الأوسط والديمقراطية وغير ذلك، والمسلمون والعرب الأميركيين منقسمون في دعمهم أيا من المرشحين الاثنين مع ميلان لصالح بايدن رغم عدم حماستهم له.

وفي كل السابق وكاتجاه صاعد فإن الجاليات المسلمة والعربية تزداد تأثيرا، ويمكنها مضاعفة تأثيرها في نتائج الانتخابات الرئاسية والكونغرس والولايات والمحليات، وهي انتخابات لمئات الألوف من المواقع المنتخبة وليس فقط الرئاسة. وقد كان لي شرف التنظير والعمل وتحقيق منجزات لهذه المشاركة الجماهيرية من القاعدة إلى الأعلى قبل 20 عاما عندما ترأست مؤسسة الأمة السياسية للمسلمين في شيكاغو. وهي إستراتيجية أثمرت في السنين الأخيرة نجاحات لكثير من المسلمين والعرب في مواقع منتخبة منها في الكونغرس الفدرالي الأميركي ومئات المواقع المحلية الأخرى، ومنها فوز ابني د. إبراهيم صبري سميرة لمرتين في عضوية مجلس نواب إحدى الولايات المهمة، وهي ولاية فيرجينيا، ويتوقع له مستقبل زاهر في القيادة السياسية الأميركية بإذن الله.

 والمأمول من القيادات والمؤسسات العربية والمسلمة في أميركا بناء وتطوير العمل السياسي وإنتاج آلاف القيادات السياسية، والتأثير في أكثر منها على كل المستويات، وذلك عبر عمل إستراتيجي منهجي منفتح مهني مؤسسي قاعدي مستدام صبور شفاف ونزيه وملتزم بقضايا الجالية عبر عمل يومي مستمر، وليس فقط هبات وفزعات وارتجاليات وصراعات داخلية وقت الانتخابات الرئاسية كل 4 سنين. فالمطلوب تسجيل ملايين المؤهلين للتصويت من الجاليات وأنصارها من الجاليات الأخرى وبناء تحالفات وتحريك الصوت الانتخابي في اتجاهات محددة ذات تأثير. وهناك على الأقل 10 ولايات ذات كثافة لأبناء الجالية وأنصارهم، ومنهم العديد في الولايات المتأرجحة، ويمكن للمسلمين والعرب وحلفائهم تغيير النتائج لو أبدعوا في العمل.

 أرى أن ترامب ربح أم خسر فهو الآخر من نوعه، وأميركا تتغير ديمغرافيا وثقافيا وسياسيا، حيث لن يبقى البيض هم الأغلبية؛ بل سيصبحون أقلية مثل غيرهم، ومع تزايد الشباب من الأصول الأخرى وزيادة نشاطهم ونفوذهم، ومع التغيرات الجيلية والثقافية الحاصلة في أميركا، فسنرى الكثير من القيادات الجديدة والسياسات الجديدة، التي سوف تكون بعد عقد من الزمان أكثر إنصافا وعدالة فيما لو قام كل بدوره بصورة صحيحة.

– وللحديث بقية..

(الجزيرة نت)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts